نتقاتل سنّة وشيعة والغرب وروسيا يبتسمان ويربحان

سنة وشيعة
من العراق مرورا بسوريا ولبنان واليمن وصولا الى أفغانستان نشهد صراعا يتخذ طابعا سنيا شيعيا، و"لنقل الأشياء بأسمائها": يحتدم يوما بعد يوم، حتى أصبح الأزمة الأولى في الأمة. صراع تداعياته ونتائجه كارثية على الجميع، وبلا أفق سوى أفق القتل والدمار والحقد والكراهية. صراع لا جذور تاريخية ولا عقائدية، لأن ما يختلف عليه السنة والشيعة ومن ينسبون إليهم الخلاف لم يكونوا لا سنة ولا شيعة بل هم في الأصل مسلمون.

العالم لم يعرف مصطلح “الصراع السني الشيعي” إلا من العراق مرورا بسوريا ولبنان واليمن وصولا الى أفغانستان. نشهد صراعا يتخذ طابع سني شيعي، و”لنقل الأشياء بأسمائها”: يحتدم يوم بعد يوم، حتى أصبح الأزمة الأولى في الأمة اليوم، صراع تداعياته ونتائجه كارثية على الجميع، وبلا أفق سوى أفق القتل والدمار والحقد والكراهية.

لن ندخل في الخلفيات التاريخية والعقائدية لهذا الصراع، لأنه بالأصل ليس له جذور تاريخية ولا عقائدية، لأن ما يختلف عليه السنة والشيعة ومن ينسبون إليهم الخلاف لم يكونوا لا سنة ولا شيعة بل هم في الأصل مسلمون وفقط مسلمون وهم من هذا الخلاف أو الصراع براء.

العالم لم يعرف مصطلح “الصراع السني الشيعي” الا منذ بضعة عقود، فإيران أرادت بعد الثورة أن توسع نفوذها ولم تجد فكرة لتوسيع نفوذها سوى اللعب على الوتر الطائفي أي الخطاب الشيعي وادّعاء “إعادة الحق الى الشيعة” و”الحفاظ على مصالحهم في أنحاء المعمورة”. والدول ذات الأغلبية السنية لم تجد سوى الخطاب الطائفي وشعار وقف تشييع العالم الاسلامي للتصدي لتوسع النفوذ الايران. فهي تستعمل الخطابات الطائفية من أجل الحصول على مكاسب سياسية وتأمين مصالحها، بينما الشعوب تتعصّب طائفيا لتتحوّل إلى وقود يغذي هذه المكاسب.

الحرائق تلتهم جميع الدول الاسلامية هذه الأيام ووقودها هم المسلمون ان كانو سنة أم شيعة. وهم من أشعلو النيران داخل بيوتهم ويصبّون الزيت عليها بمساعدة أعدائهم التاريخيين ومستعمريهم: روسيا والغرب. ويصرفون الأموال على شراء الأسلحة ويربح الأموال الغرب وروسيا.

لم يتعلم العرب والمسلمون صناعة الأسلحة بل تعلموا فقط كيف يقتلون بعضهم البعض، ويقتلون بعضهم البعض بكل حماسة وشهية. فما نراه على شاشات التلفزة ومواقع التواصل الإجتامعي من عمليات تفنن في القتل يشير الى ذلك. فعن اي اسلام يتكلمون. لم نسمع قط عن هذا الاسلام الذي يدعون إليه.

العالم يجتمع ليس لمحاربتنا كما في السابق، بل لكي ينتقد اجرامنا، ويقول إنّه يحاول أن يصلح في ما بيننا، بينما هو يقول في قرارة نفسه: دعهم يقتلون بعضهم البعض، فإن اجتمعوا خسرنا الكثير، فكل طلقة يربح الغرب وروسيا ثمنها وكل مبنى يدمر شركاتهم ستعيد بناءه بعد عمر طويل.

لغة التكفير والتخوين هي “الموضة الدارجة” الجميع يكفر الجميع. لغة السباب والشتائم والعبارات النابية،عند فئة الشباب، على الفايسبوك والتويتر، تجعلنا نفهم مدى نسبة التخلف والانحدار التي وصلنا اليها، وان هذا ليس بالاسلام وتعاليمه من شيء، وليس من صفات اتباع محمد (صلعم) وأخلاق محمد (صلعم) الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق.

فإذا كانت الدول تؤجج الصراع الطائفي للحصول على بعض المصالح والمكاسب السياسية.. فأين علماء الدين؟ أليسوا هم ورثة الأنبياء؟  أليس لهم وظيفة اساسية وهي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، بالاضافة الى بث روح الاسلام الحقيقي وتعاليمه التي تدعو الى وحدة الصف والكلمة والمصلحة العامة وتوعية الشباب على الفضيلة والتحلي بأخلاق الرسول؟ أم أن معظم رجال الدين هم مجرد موظفون لدى السلطات السياسية تعمل لمصلحتها وليس لمصلحة الاسلام والمسلمون عامة؟

نحن أمام أسوأ مرحلة تمر بها الأمة: مرحلة الفتنة الكبرى، مرحلة الاقتتال الداخلي التي تهدد أسس الدين، وتهدد النسيج الاجتماعي والحضاري والثقافي للأمة، وتحضر لصراع لا ينتهي.

صراع قاتل يعيدنا الى زمن الجاهلية والهمجية. هذا هو الواقع ويجب أن نرى الواقع كما هو عسى أن نستيقظ.

السابق
الاطرش وراء ادخال سيارتين من السيارات المفخخة التي انفجرت بالضاحية
التالي
صقر تسلم عمر الاطرش