الرجل اللبناني مهووس بالجمال والتجميل أيضا

الرجال تهتم بالجمال أيضاً
نسمع عن اهتمام النساء بالشكل الخارجي، لكنّ الرجل أيضا مهووس بجماله. يتم التغاضي عن الرجل وهوسه بالجمال. ننقل هنا رأي اخصائية تغذية اضافة الى تجربة شاب يعمل في مجال الاعلام. وإطلالة على أنّ "الشرع الاسلامي لا يمنع إجراء الجراحة التجميلية لمعالجة العيوب التي تؤذي الإنسان أو تسبب إعاقته عن العمل، لأنّ هذا يعد من التداوي".

يسري الحديث دوما عن اهتمام النساء بالشكل الخارجي، ولكن يتم التغاضيّ عن الرجل وهوسه بالجمال كأن نرى من يهتم منهم لبشرته وحاجبيه ووزنه ولباسه ونوع الكريمات والبروتينات التي يحرص على تناولها، اضافة الى نوع الاغذية ومدى طبيعيتها.

فهوس عمليات التجميل لم يعد مقتصرا على السيدات فقط،  بل صار الرجل يهتم بالحفاظ على وزنه ويستخدم مساحيق التجميل ويتردد على مراكز التجميل لا للعلاج من إصابات الحوادث وإنما لإجراء عمليات تجميلية!!

هذا ما تكشّف لنا من خلال اتصالنا بعدد من مراكز التجميل في ضاحية بيروت الجنوبية حيث لم تنف مسؤولة المركز ذلك، لكنّها كانت حريصة على عدم التفصيل في هذا الاطار: “يأتي الى مركزنا عدد لا بأس به من الرجال، علما ان مركزنا ليس لديه فرع خاص بالرجل”.

فالرجال باتوا اليوم لا يحبون الدهون المتراكمة على أجسامهم، كما لا يحبون الاحتفاظ بالأنف الحاد والصلع. وفي هذا الخصوص ترى اخصائية التغذية زينب الحاج أنّ “عملية شفط الدهون ليست تجميلية بقدر ما تساهم فى علاج السمنة والتخلص من الوزن الزائد”.

ويؤكد ح.ع.، وهو موظف في احد المصارف ببيروت، انّه يستعمل بعض المواد التجميلية لوجهه “ليس بهدف التغيير فى خلق الله، بل هدفه التقليل من التجاعيد التى تشوّه الوجه وتجعله يبدو أكبر سنّا”.

وخلال البحث عن نسب وارقام عالمية وجدنا ان نسبة إقبال الرجال على جراحات التجميل في جميع أنحاء العالم تتراوح بين 10 و15 %، والسبب الرئيس وراء إقبال الشباب على عمليات التجميل هو تغيّر الثقافة، انطلاقا من ان عمليات التجميل لا تعيب صاحبها لانه يهدف إلى تحسين مظهره. وغالبا ما يلجأ الرجال إلى التجميل إذا كانوا في مناصب كبيرة ويتعاملون مع الكثير من الموظفين والعملاء.

كما انّ الشرع الاسلامي لا يمنع إجراء الجراحة التجميلية لمعالجة العيوب التي تؤذي الإنسان أو تسبب إعاقته عن العمل، لأن هذا يعد من التداوي. أما الجراحات التي يقصد بها تغيير خلق الله لزيادة الجمال مثل شد الوجه والرقبة وتصغير أو تكبير الشفتين أو الأنف فإنها لا تجوز إطلاقا لما فيها من تغيير لخلق الله.

وتؤكد الاختصاصية الحاج انّى “هناك نسبة لا بأس بها من الرجال الذين يأتون الى عيادتي وذلك بسبب مرض معين، ولأجل تصحيح اجسامهم، ومنهم من يهتم لشكله ولحجم عضلاته وايضا للرياضة والبروتينات”.

لكنّ الحاج تبدي انزعاجها من ان “لا احد يهتم لصحته، علما ان الرجل الذي يقصد عيادتي يهتم لكل كلمة اقولها على عكس النساء اللواتي تتداولن بالموضوع بكثرة في جلساتهن، لذا تعتقدن انهن تعرفن اكثر من الاخصائية”.

ومن سيئات التعامل مع الرجال بحسب الحاج انهم “لا يتابعون العلاج بسبب المصاريف او ضيق الوقت”.

ويعتبر ع.ف. الذي اجرى عملية تجميل لأنفه، وتناول كميات من الهرمونات، اضافة الى برنامج تنحيف اعتمده عبر طبيب مختص، ان “الشباب هنا في منطقتنا لا يهتمون كثيرا بالتجميل الا فيما يتعلق بزيارة الحلاق، لكن في مناطق اخرى ارى العكس”.

وبالنسبة لكمال الاجسام قال: “هناك عدد كبر من الشباب الذين يترددون الى النوادي من اجل تناول الهرمونات لتجميل اجسامهم. اضافة الى عدد لا بأس به يعمل على ازالة الشعر عن جسمه عبر أشعة (لايزر) للذقن والبطن”. لكن هذه الجلسات مكلفة، لذا لا يقبل معظم الشباب على ذلك. اضافة الى زراعة الشعر لمحاربة الصلع.

وبحسب ع.ف. الذي يعمل في قطاع الاعلام: “هؤلاء الشباب لا يهمهم الشكل، فقط الاكل”. ويؤكد انه يهتم لشكله من أجل نفسه. ويعتبر ان مهنته في مجال الاعلام تفرض عليه الاهتمام بنفسه، علما انه هناك اناس مهمين جدا ولا يهتمون لشكلهم الخارجي كبعض النواب والوزراء.

السابق
‘نكتة’ اسمها المحكمة الدولية الخاصة بلبنان
التالي
الحرية بين الإسلام والفلسفة الوجودية