جنبلاط: السعودية لا تمانع تأليف الحكومة ولا يمكنني تجاهل إيران

أكد رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط أن “لا يمكنه تجاهل ايران. نحن منقسمون عامودياً وافقياً”، سائلاً “هل يسعني تجاهل التحول الاستراتيجي للدور الايراني في المنطقة والعالم بعد انتخاب الرئيس حسن روحاني؟ عندما لا يسع اميركا تجاهله، مَن ترانا نكون كي نفعل؟”. وقال: “يقتضي الاستفادة من التحول الكبير لتجنيب لبنان مزيد من تداعيات الحرب السورية علينا. الاستفادة اولا من التقارب الايراني ــــ الاميركي وصولا الى التقارب الايراني ــــ السعودي”.

وتحفظ جنبلاط عن الخوض في تفاصيل نتائج زيارة ابو فاعور للسعودية، مشيراً الى انه “منذ المرة الأولى حتى امس، كان هناك حرص على تأكيد مبدأ اساسي هو مساعدة رئيس الحكومة المكلف تمام سلام على تأليف حكومة سياسية جامعة. في مرحلةٍ ما، حصل انقطاع للاتصالات، لكننا اكدنا الآن مجددا اهمية معادلة 8 ــــ 8 ــــ 8 مع شرح مستفيض لضرورتها كي تصبّ في نهاية المطاف في الحكومة الجامعة. وعاد بانطباع ايجابي هو نفسه كما في كل مرة لم يتغير. السعودية لا تمانع في تأليف الحكومة. لكن الامر لا يقتصر عند هذا الحد. يجب مقاربة الموضوع من الخطوط العريضة ايضاً لان الشيطان يقيم في التفاصيل، على ان يجري استكمال البحث في لبنان. لن استرسل في التفاصيل. سيتحدث الوزير ابو فاعور عبر التلفزيون (مساء اليوم) عن ذلك. دوري هو تدوير الزوايا من اجل تلاقي كل التيارات حول الحكومة الجامعة اولاً، ثم انجاح مهمة سلام في تأليفها. ربما هناك بعض المتضررين على المستوى الشخصي، او لا يريد هذا البعض الا ان يصغي الى نفسه وصوته. لن استرسل في الكلام عن هذا البعض”.
واكد انه “كان واضحاً باستمرار مع السعوديين في كل المفاصل السياسية، وأخذ في الاعتبار حساسية الوضع اللبناني. تثبيت سلام لرئاسة الحكومة هو الطريقة الفضلى لعودة المملكة الى احتضان الاسلام المعتدل في لبنان الذي تعرض اخيرا لاهتزازات كبيرة”.
وقال جنبلاط: “ليتهم سمعوا من بري يوم اطلق مبادرته قبل اشهر (31 آب 2013 في ذكرى الامام موسى الصدر). لو رحبوا بها كنا وفرنا مفاصل اساسية من الازمة الحالية. قال بمناقشة تأليف الحكومة فقامت القيامة وعدّوا مبادرته انتقاصاً من صلاحيات رئيس الحكومة. تكلم بري عن مسألة مهمة جداً ايضاً تجاهلها البعض عندما دعا الى حوار الاطراف، هي فك التداخل بيننا والحرب السورية. لكن هذا البعض نفسه لا يريد ان يسمع”.
وأمل في “ان يرى الجميع الصورة الكبرى في المنطقة بدءا بالحوار الاميركي ــــ الايراني، والغربي ــــ الايراني، رغم المتضررين الكبار منه كاسرائيل والجناح المتصلب في الكونغرس الاميركي ــــ الاسرائيلي، وقد حاول نتنياهو الاستفادة من هذا التصلب لجر الرئيس اوباما الى حرب مع ايران. لم يحصل ذلك، ولم يُستدرج اوباما الى حرب مع ايران كانت مجازفة خطرة لو وقعت. ميّز مصالح بلاده عن اسرائيل وأفهمها ان واشنطن هي مَن تقرر مسار العلاقة مع ايران. وهذا ما حصل. اضف الموقف الاخير لوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في دمشق وتأييده مؤتمر جنيف ــــ 2. تأييده المؤتمر دلالة مهمة رغم عدم دعوة ايران اليه. انا مع انضمامها الى مؤتمر جنيف ــــ 2 من اجل انجاحه والتوصل اخيرا الى تفسير واضح لصيغة الحكومة الانتقالية التي تحدث عنها مؤتمر جنيف ــــ 1. بات مصير سوريا وخلاص شعبها يتوقفان على تفسير صلاحيات الحكومة الانتقالية من خلال ترجمة عملية. لا يمكن ان يتحقق ذلك من دون دور مهم جدا لايران في المؤتمر. تجاهلها في جنيف ــــ 2 خطأ فادح. يلتقي هذا التأييد ــــ وأقول يكاد يلتقي ــــ من بعيد مع الموقف السعودي. كأنه تلاق من بعيد. ربما يكون هناك ايضا تلاق من قريب”.
ولم يخفِ جنبلاط “مرارة من عدم الثقة به”، وقال:” انكسرت هذه الثقة منذ بداية حكومة نجيب ميقاتي التي كان البعض يصفها بأنها حكومة احادية. وهي ليست كذلك. حرصت وميقاتي على منع تجدد الفتنة، وهو حرص مسؤولين آخرين كذلك. اليوم تزعزعت الثقة مع قوى 14 آذار. بعض صقورها من اصدقاء حميمين سابقين، الى غير الصقور، لا يفعلون سوى المزايدة من اجل المزايدة ما يعرقل جهود الداخل”.
وأمل “في ان لا نواجه مشاكل لأن الشيطان في التفاصيل. حصل اتفاق على اعتماد مبدأ المداورة السياسية والطائفية للحقائب. هذه آخر بدعنا”.
وقال: لن اعطي من الآن موقفا من البيان الوزاري ولا من اعلان بعبدا او القاعدة الثلاثية. بعد ان تتألف الحكومة تجتمع لجنة وزارية لوضع البيان الوزاري وسيكون فيها مَن يمثلني”، مشيراً الى ان “علينا مراقبة تحولات المنطقة. كل الاشارات حتى الآن، ويا للاسف، سلبية واحتمال تعرض البلد لتفجيرات على غرار ما حصل في طرابلس وفي الضاحية الجنوبية مرتين والسفارة الايرانية. عندي صورة متفائلة في الداخل مرتبطة بالصورة الكبرى في المنطقة. طبعا لدي ايضا قلق من الارض. ازداد تداخل وضعنا مع الحرب السورية، وعادت التفجيرات قبل نهاية السنة ومع السنة الجديدة. قتلوا صاحب الافق السياسي والعقل الاوسع محمد شطح. لكن ما يؤلمني ان جنازته لم يحضرها سوى بضع مئات. لم افهم ذلك. محمد شطح خسارة كبيرة لفريقه”.
وفصل جنبلاط بين الحكومة الجديدة وانتخابات رئاسة الجمهورية، متوقعاً ان يؤدي تأليفها الى “انعقاد مجلس النواب مجددا بدلا من مقاطعته، ومن ثم الذهاب الى انتخابات الرئاسة. عندما تمشي المياه في مجاري الحكومة وتفتح الابواب على الاستحقاق الرئاسي. هناك مرشحون كثيرون. نذهب الى المجلس وننتخب احدهم. لا بد اولا من كسر الحدة من خلال حكومة جديدة”.

السابق
مسلعد ظريف لـ الراي: مسألة تشكيل الحكومة شأن لبناني داخلي دون أي تدخل ايراني
التالي
المستقبل: من المتوقع أن تبصر الحكومة النور الأحد