«عالم الأسد السري» يُؤجج مواقع التواصل

عالم الاسد السري

تجاوزت الحلقة الأولى من السلسلة الوثائقية «عالم بشار الأسد السري» التي بثتها قناة «أورينت» السورية المعارضة قبل أيام كل التوقعات التي سبقت العرض، فجاءت صادمة ومفاجئة على كل المستويات (فنياً وفكرياً)، وأثارت ردود فعل كثيرة.
السلسلة التي اعتمدت في المقام الأول على وثائق ومراسلات تم اعتراضها من الإيميل الشخصي للرئيس السوري بشار الأسد، دعمت بشهادات لمنشقين عن النظام من رجال أعمال وأعضاء مجلس شعب من دول عربية وأجنبية، إضافة إلى صور وثائقية وتوضيحية من الثورة السورية، فضلاً عن المشاهد التمثيلية.
الحلقة الأولى عادت إلى بداية القصة، منذ موت الأخ الأكبر للرئيس السوري باسل الأسد عام 1994، مروراً بموت الرئيس حافظ الأسد عام 2000، وصولاً إلى تنصيب الأسد الابن على عرش الجمهورية السورية، بقرار من مجلس الشعب بتعديل الدستور ليتناسب مع سنّ بشار في ذلك الوقت. وتعرض الحلقة حلقات اللطم والبكاء في مجلس الشعب على موت الأسد الأب، لتنتقل الأحداث إلى اندلاع أولى شرارات الثورة السورية من درعا عام 2011، وصولاً إلى بانياس، وكيفية تعامل الرئيس السوري مع الأحداث من خلال الإيميلات المخترقة، لنتابع مشاهد تمثيلية للأسد يخوض غمار علاقات عاطفية عبر «أيباده» الخاص، فيما يأتي خطاب الأسد الأول في مجلس الشعب لنرى حلقات التصفيق والهتاف وأبرزها تلك التي أطلقها أحد نواب المجلس والتي تقول: «يا سيادة الرئيس لا يكفيك أن تحكم العالم العربي، عليك أن تحكم العالم». ثم تأتي بعد ذلك شهادات بعض رجالات الدولة عموماً ورجالات درعا خصوصاً لتكمل الصورة.
وتكشف السلسلة أسماء الأشخاص المؤثرين في الملف السوري داخلياً وخارجياً، بمن فيهم رؤساء فروع الأمن ورجال الأعمال وقادة أجانب.
استطاعت الحلقة الأولى من السلسلة وضع الأحداث التي مرّت على الأسد الابن منذ 1994 إلى 2011 ضمن سياقها التاريخي، ونجحت في التنقل بين الأزمنة بسلاسة ومن دون تكليف، فيما جاء الإخراج والمونتاج احترافياً، فلم ينجرف نحو الإبهار أو المبالغة في المعالجة، بل استخدم الأحداث والشهادات والصور الوثائقية والمشاهد التمثيلية التي كانت مقتضبة وموجهة» بحكمة، ووظفها في خدمة الهدف الرئيسي للسلسلة «عالم بشار السري».
بعد عرض هذه الحلقة اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بردود الفعل، علماً أنها حصدت خلال 24 ساعة من وضعها على موقع «يوتيوب» أكثر من 40 ألف مشاهدة. بعض الصفحات المعارضة للنظام السوري والرئيس الأسد امتلأ بعبارات السخرية والتهكم فيما تداولت صفحات معارضة أخرى بعض العبارات من الحلقة الأولى مع تعليقات لاذعة للرئيس الأسد ومناصريه. كما توعد بعض الصفحات المؤيدة العاملين في القناة، وكال بعضها أبشع الشتائم لأصحاب القناة ومخرج الفيلم، في حين طالبت صفحات أخرى مؤيدة بتصفية القائمين على السلسلة واستهداف أقاربهم في الداخل. وعلى رغم أن الحلقة الأولى لم تكشف الكثير من الأسرار، لكنها وضعت أساساً متيناً لبقية الأجزاء ومهدت في شكل جذاب لما سيأتي، إضافة إلى أن الإعلان الخاص بالحلقة المقبلة التي ستبث السبت المقبل في السادسة بتوقيت غرينتش، أشار إلى استعراض العلاقات العاطفية للرئيس الأسد، وبخاصة مع شهرزاد الجعفري ابنة سفير سورية لدى الأمم المتحدة، ولونا الشبل مستشارة الأسد، وسواهما.

السابق
وفد من الوكالة الذرية إلى إيران والأصوليون يصعّدون ضد الاتفاق النووي
التالي
ظريف في لقاء مع شخصيات سياسية ودينية: طهران مستعدة من اجل محاربة الارهاب