عابد المصري خليفة الماجد؟

شيّع أبو يوسف شرقية ظهر أمس في عين الحلوة بعد وفاته يوم السبت، نتيجة مرض عضال. ثرى المخيم طوى ابن نهر البارد الذي جاء إلى عين الحلوة في التسعينيات، ملتحقاً بجماعة جند الشام حتى نصبته أميراً عليها. لكنه في عام 2004 وإثر معركة الجماعة مع فتح وسيطرة القائد السابق للكفاح المسلح العميد محمود عيسى «اللينو» على معقلها في حي صفوريه، أعلن ترك منصبه وانسحابه منها.

ومنذ ذلك الحين، لم يسجل له نشاط إسلامي أو سواه. مكان شرقية الذي تركه بمفرده، ملأه كثيرون في عين الحلوة الذي تحول على نحو تدريجي إلى التجمع الفلسطيني الأبرز للإسلاميين وللمتشددين أيضاً. حتى بات ابن عين الحلوة توفيق طه، المرشح الأبرز لخلافة أمير كتائب عبد الله عزام في بلاد الشام وأرض الكنانة السعودي ماجد الماجد.
منذ وفاة الماجد، تسابقت الفصائل الفلسطينية والقوى الإسلامية في عين الحلوة لنفي أن يكون توفيق طه هو من سيخلف أمير كتائب عبد الله عزام ماجد الماجد. والهدف «حماية المخيم من تداعيات تلك الخطوة التي تشكل استفزازاً للمحيط اللبناني». يوم السبت، عقدت قيادة الفصائل والقوى الفلسطينية في لبنان اجتماعاً في مقر السفارة الفلسطينية أكدت فيه أن المخيمات ليست صندوق بريد أو مكسر عصا لأحد، وحرصت فيه على أمن المخيمات الفلسطينية واستقرارها ورفض محاولات زج الوجود الفلسطيني بالصراعات الداخلية. ورفضت التحريض الإعلامي على عين الحلوة، مطالبة الجهات الرسمية اللبنانية المختصة «بالقيام بواجبها لوقف تلك الاتهامات». في اليوم ذاته، زارت قيادة حماس مقر حركة أنصار الله في المية ومية واتفقتا على تحييد المخيمات عن الصراعات الداخلية. لقاءات السبت اختتمت أسبوعاً طويلاً من جولات التنسيق والتباحث التي وضعت في الإطار ذاته. لكن هل تؤثر على قرار الكتائب؟ فالقرار الشرعي بتسمية أمير لخلافة الماجد لن يتأثر بالدبلوماسية المعلنة. أبو محمد طه الذي يعرف بنائب أمير الكتائب وقائد مجموعة زياد الجراح فيها، ولد ونشأ في عين الحلوة ومسجل في سجلات أهالي حي صفوريه حيث لا تزال عائلته تقيم هناك. أما هو فيقيم بمفرده في منزل في حي المنشية المتفرع من الشارع التحتاني بالقرب من مقر الشيخ جمال خطاب، رئيس الحركة الإسلامية المجاهدة التي كبر في كنفها. ولا يزال يصلي صبحاً وظهراً وعشية في مسجد النور القريب من منزله بإمامة خطاب نفسه. ونقل شهود عيان بأنه ومنذ تناقل اسمه بعد تبني الكتائب تفجيري السفارة الإيرانية، بات يحضر إلى الصلاة واضعاً مسدساً فردياً ظاهراً في خاصرته، بعدما كان يعرف بتجواله «المدني» كأي شخص عادي. البعض يعتبر طه الأمير الفعلي للكتائب وعقلها المدبر والمجنّد للعناصر الجدد. لكن تلك البيانات الشخصية لا تشكل حالياً له عوامل كافية لخلافة الماجد «برغم عدم دقة ما يشاع عن أن المنصب لم يعرض عليه، وإذا عرض فلن يقبله»، بحسب مصدر مطلع من داخل المخيم. وكشف المصدر أن الأمير السعودي المتوفى قد «أوعز قبل مغادرته عين الحلوة قبل أشهر للقتال في سوريا، بتعيين مواطنه السعودي عابد المصري في منصبه في حال أصابه مكروه، وذلك في اجتماع حضره أبرز رجاله؛ ومنهم المصري وطه والشقيقان محمد وهيثم الشعبي وخالد العبيد وأبو أنس المعروف بعبد الملك اليمني». وفيما المصري معروف بتشدده، يعرف العبيد بلهجته الخليجية وبأنه منسق التمويل والتواصل مع المجموعات الخارجية. وكلاهما إلى جانب اليمني «موجودون في المخيم وينتقلون بين لبنان وسوريا إذا دعت الحاجة»، قال المصدر. إلا أن مصدراً في القوى الإسلامية نقل لـ«الأخبار» أن المصري «موجود حالياً في سوريا وليس في عين الحلوة، وليس هناك شخص يحمل الجنسية السعودية في الوقت الحالي». ورجح أن ينصّب زريقات أو شخص سعودي موجود في سوريا أو العراق أو بلد آخر، علماً بأن تقارير أمنية لبنانية سجلت دخول ثلاثة قادة من القاعدة في الأيام الأخيرة إلى المخيم. في موازاة ذلك، نفت مصادر إسلامية الروايات المتداولة، مشيرة إلى أنه جرى تعيين خليفة للماجد منذ أشهر قليلة إثر تفاقم وضعه الصحي. وإذ رأت المصادر عدم إمكانية تعيين خليفة للأمير إلا بناءً على قرار مجلس الشورى، كشفت أن شخصاً يُعرف بـ«أبو عبد الرحمن» قد يخلف الماجد في إمارة الكتائب.
كذلك، وفي إطار الروايات غير المؤكدة، رجحت المعلومات الواردة من عين الحلوة أن يكون مجلس الشورى في الكتائب المؤلف من سبعة أشخاص، قد نصّب فعلياً المصري الذي يبلغ حوالى الأربعين من العمر، في غضون ثلاثة أيام بعد وفاة الماجد، وفقاً لشرعهم، «لكنهم يفضلون عدم الإعلان عنه». وتتحدث التقارير الأمنية عن المصري بأنه «الرجل الأقوى، وقد استدعاه الماجد من العراق إلى المخيم حيث كان يشرف على مجموعات الكتائب ليمسك بوضع فرع لبنان في الكتائب». وكان ممثل حركة حماس في لبنان علي بركة قد جزم في اتصال مع «الأخبار» بعيد وفاة الماجد بأن طه لن يخلفه لأن «طه شيء والماجد شيء آخر».

السابق
الـ«سين سين» داخل «14 آذار»: تحالف لا تهزّه العواصف
التالي
حزب الله: رغبة بالانفتاح على السعودية