فلسطينيون نازحون من سوريا إلى بعلبك (1)

النازحون الفلسطينيون
912 عائلة فلسطينية نزحت من سوريا الى مخيم الجليل في بعلبك. أولادها يعانون الصفيرة. رجالها بلا عمل. نساؤها ينظّفن البيوت لقاء أجور زهيدة، وفتياتها يزوّجن باكرا لتوفير المصاريف. هنا حلقة أولى عن أوضاع هذه العائلات، تليها حلقة ثانية غدا عن عمالة النساء والجوع والأوضاع السيئة التي هربوا منها.

تسكن آمنة، مع أولادها الاربعة في غرفة واحدة في مخيم الجليل – بعلبك، بعد نزوحها منذ أكثر من عام، غرفة رطبة، قليل من أشعة الشمس يدخلها لفترة قصيرة من النهار، تدفع مئة دولار بدل ايجار شهري، وتتحمل مضايقات المالكين الذين يطالبونها بالاخلاء بين الحين والآخر. عائلة آمنة، واحدة من 912 عائلة فلسطينية نزحت من سوريا الى بعلبك.

عائلة آمنة، واحدة من 912 عائلة فلسطينية، حسب احصاء اللجنة المشرفة، هربت من دورة العنف في سوريا واستقرت في مدينة بعلبك، أتت العائلات من مخيم اليرموك، سبينة، خان شيح والحجر الأسود.

تقول دعاء (متطوعة في احدى الجمعيات المحلية): “ننظر إلى مشكلة الايواء بصفتها المشكلة الأبرز التي واجهتنا عند نزوحنا إلى لبنان. معظمنا اضطر إلى استئجار شبه منازل للاقامة. قليلة هي العائلات التي استضافتها عائلات قريبة لها”.

تتدخل هناء (متطوعة) لتوضح : “نحو 600 من هذه العائلات وجدت مأوى لها في مخيم الجليل، سكنت هذه العائلات في غرف غير صالحة للسكن، منازل ،أصحابها مسافرين تم استئجارها، حتى المقابر اضطر عدد من العائلات للسكن بينها، لأننا لم نكن نتوقع أن نواجه مثل هذه المعضلة”.

تشير آمنة وهي ربة منزل ومتطوعة في احدى الجمعيات إلى وضع الانروا وخدماتها الطبية وتصفه بالوضع المقصر: “هناك تقصير كبير في الخدمات الصحية المقدمة، الأدوية غير متوفرة في عيادة الانروا، وكما تعلم، غالبية الأدوية غالية جدا”، مقارنة مع الادوية المتوفرة في سوريا، كما ان الكشف الطبي غالي ولا يستطيع معظم العائلات دفع بدل كشف طبيب خاص”.

وتقول هناء: “الآن هناك انتشار واسع لمرض الصفيرة بين الأطفال، وهو مرض معدٍ، وبحاجة إلى علاج ووقاية، ولا نعرف اذا كنا نستطيع منع انتشاره، كما أن معظم المنازل غير صحي، مما سبب اصابات عدة بالربو والحساسية بين الأطفال، وان اصابة عدد منهم بالاسهال تعود إلى المياه غير الصحية التي نشربها، ولا طاقة لنا لشراء مياه معقمة”.

التحق معظم الأطفال بمدرسة الانروا التي وضعت نظاماً تعليمياً خاصاً بالنازحين السوريين بأن يستقبلهم بعد الظهر. تتدخل حنان (متطوعة لمدرسة محو الأمية) قائلة :”لا يعني ذلك غياب الأمية، فأنا أشرف على عدد من الأطفال صغار السن أميين، كما أن الأطفال الملتحقين بالمدرسة بحاجة إلى برامج تقوية مدرسية، لأن ظروف حياتهم صعبة الآن وبحاجة إلى مساعدة أكبر، إلى جانب تنظيم ساعات ترفيهية لهم”.

يشير عماد (احد العمال الفلسطينيين الذي يعيش في لبنان) إلى منافسة شديدة يشهدها سوق العمل، ويقول: “أنت تعرف سوق العمل في لبنان ، انه ضيق أصلاً، وكنا نعاني كثيراً قبل نزوح الفلسطينيين والسوريين إلى لبنان. الآن، لم نعد نجد عملاً، هناك منافسة لا يستفيد منها إلا أصحاب العمل، فالعامل اللبناني أو الفلسطيني يتقاضى 3 دولار عن تلييس المتر الواحد، بينما النازح الفلسطيني او السوري يقبل بمبلغ دولار واحد للقيام بنفس العمل. واذا كانت اجرة تبليط الغرفة 200 دولار فإنهم يقبلون بمبلغ 50 دولارا فقط”.

وتعترف هناء بوجود هذه المنافسة، لكنها تتساءل، ما هو الحل البديل؟ الرجال يقبلون بأجور متدنية لأنهم لا يملكون شيئاً بديلاً لتقديمه لعائلاتهم، والمعيشة هنا غالية جداً.

السابق
زهرا: لا أحد يسعى إلى عزل حزب الله أو بناء سلطة من دون المكوّن الشيعي
التالي
السعودية وإيران… “بدو” و”حَضَر”؟