الراي: حزب الله روج لتبني داعش تفجير الضاحية لكن المصادر المعتادة للتنظيم لم تعلن المسؤولية

«فتح الاسلام»، حسب الروايات التي يتبناها «حزب الله»، هو تنظيم يحصل على تمويله واسلحته من جهات مقربة من رئيس حكومة لبنان السابق ورئيس «كتلة المستقبل» البرلمانية فؤاد السنيورة، على حد زعم سيمور هيرش، الكاتب في «مجلة نيويوركر»، الذي نقل في مقالة له معلومات عن العميل السابق في وكالة الاستخبارات البريطانية اليستر كروك، المقرب من «حزب الله» والذي يسكن بيروت.

اذا رئيس حكومة لبنان السابق وزعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري، وعمته النائب بهية، هما من يدعمان ويمولان سلسلة التفجيرات التي تطال فريق الحريري السياسي، حسب رواية الاعلام الموالي لـ «حزب الله».

لكن المصادر المعتادة لتنظيمي «داعش» و«النصرة» لم تتبن تفجير الضاحية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولم تتحدث عن نيتها «دخول لبنان»، فيما عبّر خبراء اميركيون عن شكوكهم بأن يكون التنظيمان قد اتخذا قرارا مشتركا للدخول، اذ ان التنظيمين يخوضان حربا طاحنة في الشمال السوري، وهو ما يشي بان من حاول تعميم اخبار من هذه النوع لم يعر التباين بينهما اي اهتمام، وهو ارتباك يظهر ايضا في مقالة «المنار» حيث لا تمييز بين المجموعات التكفيرية وتلك السلفية.

ونقل مزاعم «الاخبار» الى الانكليزية موقع «آل مونيتور» لصاحبة السوري – الاميركي جمال دانيال المؤيد لنظام بشار الاسد وطهران.

وفي يناير 2013، كررت صحيفة «واشنطن بوست»، عبر مراسليها في لبنان، المزاعم نفسها، كذلك نقلا عن «مصادر امنية لبنانية رفيعة».

على ان اللافت في الامر هو انه، خارج الاعلام المؤيد لـ «حزب الله» او «المصادر الامنية اللبنانية الرفيعة»، يندر ان تقدم وسائل الاعلام العالمية اي دلائل معقولة تثبت فعلا التمدد المزعوم، غير تلك التي تنقلها عن مصادر «حزب الله».

ويقول باحثون اميركيون ان مجريات الاحداث تشي بأن المقاتلين يتوجهون من لبنان الى سورية للمشاركة في القتال، في ماعدا بعض العبوات التي يحاول متطرفون معادون لـ «حزب الله» تفجيرها في مناطق نفوذه بهدف ضربه حيث نقاط ضعفه. لكن عدا عن ذلك، لا مؤشرات الى ان «المتطرفين السنة يبحثون عن جبهات اضافية لمواجهة قوات حزب الله والأسد».

لكن بعض الكتاب الغربيين لا يكترثون، او ربما لا يعلمون، مدى مصداقية المصادر التي ينقلون عنها تقارير التمدد المتطرف من سورية الى لبنان. وكانت آخر تلك المقالات واحدة على موقع «فورين بوليسي»، ذات النفوذ الواسع في واشنطن، تحت عنوان «عاصفة بيروت المثالية». وورد في المقالة ان سنة لبنان لم يسبق ان انخرطوا في عمليات قتالية في الماضي، لكنهم اليوم يستعدون لمواجهة «حزب الله» الشيعي، وان المواجهة ممكنة بفضل استيراد الخبرات القتالية من سورية.

وقال الكاتب في صحيفة «ويكلي ستاندارد» لي سميث في حديث مع «الراي»: «يبدو ان هناك مجهودا اعلاميا منسقا من جانب حزب الله والاطراف الموالية له من اجل تعميم قصة انتقال التطرف السني من سورية الى لبنان»،. واضاف: «لا توجد مصادر مستقلة لتأكيد هذه المزاعم، ولكن لسبب ما، يبدو ان بعض الاعلام الغربي يتداولها منذ فترة من دون تشكيك بمصداقيتها».

السابق
أفراد روسيا الاحتياطيون
التالي
حريق عند مفرق برقايل عكار والجيش يعمل على اخماده