«المنار» لم ترَ من تشييع شطح والشعّار إلا ‘المفتي قباني’

قناة المنار
لم ترَ قناة "المنار" من تشييع الشهيدين الوزير محمد شطح والشاب محمد الشعّار، ومن تشييع الضحايا الآخرين، إلا دخول مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد قباني الى مسجد الخاشقجي، متستفزّا الغاضبين، وكيف أنّ المعزّين حاولوا الاعتداء عليه. فهذه هي الصورة التي تسوّقها "المنار" عن "الآخر" في الوطن. وهذه هي الصورة التي تحبّها.

بالنسبة لإعلام 8 آذار لم يكن الوزير محمد شطح جدير بالنقل المباشر، على خلاف التلفزيونات اللبنانية كلّها. مرّ الخبر مرور الكرام على تلفزيون المنار.

لكنّ تشييع الشاب محمّد الشعّار هو المهمّ.

لم يكن معروفا السبب في بادىء الأمر. إذ أنّ أهل الشعّار وأصدقاءه الذين أصيبوا معه، وأهلهم وبيئتهم، كلّها كانت في تشييع شطح ظهرا، وانتقلوا من وسط بيروت إلى مسجد الخاشقجي بعد الظهر.

كان علينا أن ننتظر الساعة الثانية والربع لنعرف سبب الاهتمام بالنقل المباشر. فحينها أطلّ مفتي الجمهورية الشيخ محمد قباني، بعدما كان متفقا أن يبعث ممثلا عنه حرصا على عدم استفزاز الحاضرين، بسبب الخلاف السياسي بينه وبين البيئة الحاضنة للشهداء.فحصل هرج ومرج وحوصر المفتي داخل المسجد بسبب غضب الناس في الخارج، إلى أن أخرجته قوّة من فرع المعلومات وأمّنت له الحماية كي يفرّ هاربا من الخاشقجي إلى جهة آمنة.

صورة الهرج والمرج في مسجد الخاشقجي هي الصورة التي تحبّها المنار. لا يوجد وزير اغتيل قبل يومين. لا يوجد شاب لم يرَ من الدنيا شيئا يجب أن نحترم موته. ولا يوجد فتنة يجب العمل على احتوائها. هناك فقط مجموعة تريد “المنار” تصويرها على أنّها من الرعاع والقاعدة والتكفيريين.

وبعدها بدأت “المنار” تستدعي شخصيات من الطائفة السنّية لشتم الرئيس الحريري. فالبداية كانت مع الشيخ علي خضر، إمام بلدة قبعيت في عكار، الذي قال: “نحمّل المسؤولية للرئيس الحريري لأنّه بكلمة واحدة يمكن أن يفكّ الحصار عن المفتي”.

واستكملت المحطّة الحملة ثم بدأت الشتائم تطال السعودية وأمرائها، فخرج شاكر البرجاوي ليقول إنّ “ما يجري خدمة لمشاريع السعودية وبندر بن سلطان”.

وحين اتصلت إدارة “المنار” بشخص اعترض على اعتبار الحاضرين إرهابيين وتكفيريين، هو الدكتور حسين هوّاري، قال: “نحن لسنا حشاشين ولا قاعدة بل أهل الفقيد هم الذين رفضوا حضور المفتي”. فأفقلت المذيعة خطّ الهاتف بوجهه قائلة: “ليس لائقا التعرّض للمفتي وشكرا جزيلا لك”.

ليس مسموحا لأحد الإعتراض على كلام البرجاوي. إما هجوم على الأمير بندر وعلى الرئيس الحريري، أو يقفل الخطّ وربما يعاقب الذي اتصل بالدكتور هوّاري عن طريق الخطأ.

في اعلام الممانعه لا يوجد وزير شهيد. ولا حتّى شاب شهيد. ولا خوف من الفتنة. يوجد فقط رعاع تكفيريون قاعدة وصهاينه يريدون ضرب المفتي قبّاني بلا سبب.

السابق
الامم المتحدة تكمل جسرها الجوي للمساعدات من العراق الى سوريا
التالي
وزير إسرائيلي: سنضطر لإخلاء ربع المستوطنات