بعد تصريح بوغدانوف: رحيل الأسد قرار روسي أم إيراني؟

بشار الاسد
نشرت وكالات الأنباء العالمية صباح اليوم تصريحاً لنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قال فيه: "إن تصريحات الرئيس الأسد عن نيّته في الترشح للرئاسة عام 2014 لا تساعد على التهدئة في سوريا". فهل هي مناورة أم أنّها من بوادر التسوية الكبيرة في العالم؟

نشرت وكالات الأنباء العالمية صباح اليوم تصريحاً لنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قال فيه: “إن تصريحات الرئيس الأسد عن نيّته في الترشح للرئاسة عام 2014 لا تساعد على التهدئة في سوريا”. وفيما التزمت سوريا الرسمية الصمت حتى الآن، ولم يصدر ردّ فعل بعد عن حلفاء النظام في إيران ولبنان، فإن مصادر مطلعة صنّفت هذا التصريح الروسي في خانة ما يحدث من صفقات سياسية على المستوى الإقليمي والدولي في هذه المرحلة الدقيقة التي تمرّ بها منطقة الشرق الأوسط في ظل ما يحدث من تغييرات دراماتيكية عقب الثورات العربية التي بدأت قبل ثلاث سنوات.

مصطفى فحص، العضو السابق في “مركز دراسات الشرق الأوسط” بمعهد العلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية قال لموقع “جنوبية” حول هذا الموضوع إنّ تصريح بوغدانوف “قد يكون محاولة للإتيان بالمعارضة السورية الى مؤتمر جنيف 2 عبر إظهار أنّ الموقف الروسي يتمايز عن الموقف الإيراني من الأزمة السورية، خصوصا أنّ رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا سوف يقوم بعد أيام بزيارة الى العاصمة الروسية من أجل التداول في الموضوع السوري”.

ويتابع فحص الخبير في الشؤون الإيرانية والروسية: “ما يحدث في أوكرانيا بدأ يفرض نفسه على السياسة العامة في الكرملين لأنّه يمسّ الأمن القومي الروسي مباشرة، ما يتطلب توافقاً أو التقاء مع الأميركيين وتهدئة على جميع المستويات للعمل على إنجاح مؤتمر جنيف 2 بعد أن ازدادت احتمالات عدم انعقاده لأسباب عديدة منها عدم قدرة الروس على فرض إرادتهم الحاسمة على الرئيس الأسد، وعدم قدرة الولايات المتحدة على إقناع المعارضة السورية بمشروع معتدل لأنها ممسوكة من دول إقليمية عربية وإسلامية لن تقبل ببقاء الأسد على رأس السلطة في سوريا بعد عام 2014”.

ويتابع فحص الذي يعمل في الصحافة العربية والدولية منذ عشر سنوات: “الروس يعلمون جيداً أنهم لا يستطيعون طلب رحيل الرئيس الأسد الآن، لأنّ شخص الأسد ومصيره بات بأيدي الإيرانيين منذ مدة وذلك مع تزايد تدخلهم لصالح نظامه مادياً وعسكرياً بشكل كبير مكّنه من الصمود ومقاومة محاولات إسقاطه الميدانية من قبل قوات المعارضة بشكل متكرّر.

ففي حال فرضية طلب الروس من الأسد الرحيل عن سدّة السلطة ورفض الأسد الأمر، فإن روسيا سوف تبدو ضعيفة على الساحة السورية ما لا يناسب مصالحها ودورها الإقليمي المستجد في المنطقة”.

ويؤكد فحص مقولته هذه باجتماع جرى منذ مدة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونخبة من الاقتصاديين الروس أبلغوه خلاله تحفظهم حول الموقف الروسي من الأزمة السورية فأجابهم أنه بسبب موقف بلاده الصلب من الأزمة استجلب خمسة عشر موفداً من بلاد العالم إلى موسكو للوقوف على رأي عاصمة بلاده من تلك الأزمة، ما رفع من مستوى القوة الإقليمية للكرملين أضعافاً مضاعفة عما كانت عليه.

في المقابل يؤكد فحص “أن رؤية موسكو لخطة رحيل الرئيس الأسد واضحة وأعلنها رئيس الوزراء الروسي مديفيف منذ شهرين وهي تقوم “على توفير ضمانات بعدم محاكمة الأسد وأعوانه عبر المحكمة الدولية، إن كان في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري أو في قضايا أخرى كارتكاب جرائم حرب في سوريا أو استخدام الكيماوي وغيره، مزاداً على تلك الضمانات ضمانة تأمين عائلته والدائرة المقربة منه”.

وبحسب رأي فحص “فإن رحيل الأسد لا يمكن أن يتم دون موافقة إيرانية وبالتالي فإنه تجب إقامة محادثات بين المجتمع الدولي وإيران حول هذه المسألة ومفاوضتها حول مصالحها في المنطقة، مع العلم أن هنالك توافقاً إيرانياً – روسيا حول هذا الموضوع، إذ أنه في دوائر الكرملين هنالك ضغوطات كبيرة من قبل مجموعات موالية لإسرائيل من أجل بقاء الأسد في السلطة، لأنها لا ترى بديلاً في الوقت الحالي”.

ويخلص فحص بنتيجة وهي “إن روسيا ترى أنه مهما كان الحلّ النهائي للأزمة السورية فإن بقاء المؤسسة العسكرية لا بد منه وهي الشريك التاريخي لروسيا قديماً (الاتحاد السوفياتي) وحديثاً، بينما ترى إيران أن مصالحها تقتضي بقاء المؤسسة الأمنية السورية قوية وحليفة لها كونها بنت علاقاتها وأمنت مصالحها عبر الأمن الإيراني – السوري منذ عقود لتحفظ مصالحها في لبنان وسوريا وفلسطين”

السابق
اوستروم طلب من ريفي التحقيق مع رجل بقوى الأمن لكنه لم يستجب
التالي
استنفار للجيش في العديسة