الجيش بعيون إسرائيلية: ضعيف

«الجيش اللبناني ضعيف لا يتطور، ومؤسسة غير مؤهلة عسكرياً، سواء لمهمات الهجوم او الدفاع». التوصيف صادر عن شاؤول موفاز، وزير الدفاع ورئيس هيئة اركان الجيش الاسرائيلي السابق، بعد أيام على اطلاق جندي لبناني النار وقتله جندياً اسرائيلياً على الحدود الجنوبية، وهي الحادثة التي امتنعت اسرائيل عن الرد عليها، بل وربما ارتدعت، خشية تدحرج الرد الى مواجهة عسكرية أوسع، لا تريدها.

مقابلة موفاز نشرت في موقع القناة الثانية على الانترنت، وتخللتها «شهادات» لضباط استخبارات في الجيش الاسرائيلي، «لا يعتقدون» بأن الجندي اللبناني عمل منفرداً، ولم يستبعدوا ان يكون حزب الله قد استخدمه «للبعث برسائل في اتجاه اسرائيل»، برغم أن جيش الاحتلال نفسه، ووزير حربه موشيه يعلون، تبنيا بيان مديرية التوجيه في الجيش اللبناني، كما ورد تماماً.

سؤال موقع القناة لموفاز عبّر عن الرؤية الاسرائيلية الى الجيش اللبناني والخشية من أدائه وقربه من المقاومة. فبحسب القناة، تعمل المؤسسة العسكرية اللبنانية ضمن دولة «في وضع غريب جداً»، وهي «دولة تغلي من الداخل» تأثّراً بالحرب الاهلية في سوريا. والانكى من ذلك، «تعاظم تأثير حزب الله على الجيش اللبناني، وتغلغل عناصره في صفوفه»، كما تتورّط في لبنان قوى عظمى ودول مثل ايران، في محاولة للتأثير في «هذا الجيش الصغير»، لينتهي السؤال الى: كيف نوصّف جيش لبنان؟

 

اجاب موفاز بعرض لقدرات الجيش اللبناني وأدائه وتطور مكانته وقياسه بحزب الله وبالجيش الاسرائيلي، مع اتهامه، بطبيعة الحال، بمؤازرة الحزب وعدم معاداته، والتشديد على انه جسم «شبه عسكري»، لا يقوى على تنفيذ مهمات قتالية هجومية، بل وربما غير قادر على القيام بمهمات دفاعية. وأضاف: «يعاني الجيش اللبناني ضعفاً، وهو جسم عسكري لا يتطور ولا يحرز اي تقدم. ومن وجهة نظر اسرائيل، هذه مشكلة حقيقية، لأن هذا الجيش احتلّه حزب الله، وربما ايضا منظمات اخرى اكثر تطرفا. كل هذه الجهات تستخدم الجيش اللبناني لتنفيذ عمليات ارهابية، ومن ثم التنصل منها».

موفاز، الذي سبق أن قاد الفرقة 91 المسؤولة عن الحدود الشمالية مع لبنان، اشار الى ان «حزب الله يتعاظم عسكرياً منذ تسعينيات القرن الماضي، وبات مع مرور الوقت قوة عسكرية يعتدّ بها»، وهو «منظمة شبه عسكرية بالكامل، ومزودة بالسلاح من الرأس حتى القدم، مع ترسانة صاروخية هي اساس تسليحه». اما الجيش اللبناني، فهو «الجسم العسكري الاكثر ضعفا في بلاد الارز، في كل المجالات، برغم انه يجمع وسائل قتالية من عدة دول، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وحتى من روسيا.

ورغم اقرار موفاز بأن الجيش شهد تحسناً وتطوراً عام 2005، وفي العامين الماضيين، الا انه «في نهاية المطاف ليس الا جيشاً متشكلاً من عديد تطوّعي قائم على خدمة تجنيد واحتياط من ستة اشهر الى عامين، مع 70 الى 80 الف جندي وميزانية صغيرة لا تتجاوز 850 مليون دولار سنويا، اي إنه جيش يملك قدرات محدودة جدا، وموجه تحديدا لمهمات حماية رئاسة الجمهورية ونظام الدولة لا لمهمات قتالية».

وقال موفاز إن «التحولات التي مرت على لبنان في العقدين الماضيين، لم تبقِ لبنان دولة مسيحية، واليوم يتجند في الجيش اللبناني شيعة ومسيحيون وايضا دروز، برغم ان القيادة لا تزال في أيدي المسيحيين».

واتهم موفاز الجيش بالتعاون مع المقاومة، وتحديداً من قبل الجنود والضباط الادنى رتبة، ذلك ان «الخدمة في الجيش اللبناني ليست الا مكان عمل، وليست من أجل حماية الوطن. اذ إنني لا اتذكر أن هناك قرارات صدرت عن قيادة الاركان في هذا الجيش، للمبادرة الى مواجهة الجيش الاسرائيلي».

وكاليائس من القدرة الذاتية على مواجهة حزب الله وانهاء تهديده، وردّها الى فعل الغير، تمنى موفاز في نهاية المقابلة، ان تكون اسرائيل قادرة بالفعل على الثقة بالمقاربة الاميركية والدول الغربية للملف النووي الايراني، وتحديداً ان يشمل الاتفاق النهائي مع ايران في ما يتعلق بوجود حزب الله، اذ إن «الامل قائم بأن يجري طرح مصير حزب الله في التسوية الدائمة مع الايرانيين».

من يقف وراء حادثة الناقورة

من جهة أخرى، نقل موقع القناة الثانية عن «ضابط استخبارات» اسرائيلي قوله انه يصعب نفي ان يكون عناصر حزب الله هم من دفعوا الجندي اللبناني الى اطلاق النار على الحدود، وقال: «يدّعون انه بادر من تلقاء نفسه، لكن لا وسيلة لدينا للتأكد مما يقولون ولمعرفة الحقيقة. وبالتالي قد يكون حزب الله هو من وجّه أو شغّل هذا الجندي، وربما ايضا تكون عناصر من منظمات الجهاد العالمي الاخرى التي تظهر تباعا في لبنان هي التي شغّلت الجندي. وغرض هؤلاء، كما هو معروف، اشعال الحدود مع اسرائيل. ففي الساحة اللبنانية الكثير من الجهات التي لديها مصالح من هذ القبيل، مع رؤية جهادية تصب في هذا الاتجاه».

وضمن مقاربة موفاز نفسها، وجّه «ضابط استخبارات» ممن استصرحتهم القناة سهامه ضد الجيش اللبناني، مشيرا الى ان عدداً كبيراً من نشطاء حزب الله، ونشطاء منظمات جهادية اكثر تطرفا في لبنان، ينضوون في صفوف المؤسسة العسكرية اللبنانية، كما في صفوف كل الاجهزة الامنية في لبنان. و«عندما يُطلب منهم التحرك، فسيسارعون الى تنفيذ ما تجنّدوا لأجله، اي التصعيد الامني على الحدود، حيث سيصعب على اسرائيل ان تتمالك نفسها». وبحسب الضابط الاسرائيلي، فان «ذريعة ان جندياً تصرف بقرار ذاتي، قد تتكرر في المستقبل».

السابق
إسرائيل وخطر الجهاديين
التالي
قرار للأمم المتحدة: قلقون من الجماعات المتطرفة بسوريا وقتال حزب الله