زياد الرحباني جعلها رمزا للخلاف: فيروز تحبّ السيّد حسن

فيروز تحبّ السيد حسن نصرالله
اشتعل الفايسبوك والتويتر بحرب جديدة: فيروز. نقل زياد الرحباني، ابنها، في مقابلة مع موقع "العهد" التابع لـ"حزب الله"، أنّها "تحبّ السيّد". واستدرك أنّها ربّما ستعتب عليّ كما المرّة الماضية عندما ظهرت في مقابلة تلفزيونية، وكشفتُ عن بعض الأمور الخاصة بها". اشتعل الإنترنت، فلماذا قسّم زياد الرحباني والدته فيروز وجعلها خطّ تماس وبابا للشقاق بعدما كانت أيقونة وحدة لبنان.

نشر موقع العهد الإخباري أمس مقابلة مع زياد الرحباني. كشف خلالها الرحباني أنّ فيروز «تحبّ السيد كثيراً». وأضاف: «مع العلم أنّها ستعتب عليّ كما المرّة الماضية عندما ظهرت في مقابلة تلفزيونية، وكشفتُ عن بعض الأمور الخاصة بها». وبالفعل هذا ما أثار الرأي العام على صفحات التواصل الاجتماعي، في الفايسبوك والتويتر.

ورغم أن السيدة فيروز هي النادرة والعملاقة في هذا الوقت، حين أصبح الفن “هشك بشّك وترشرش”، بقيت الوحيدة صامدة وحاملة رسالة لبنان الفنية الحقيقية، والسيدة فيروز لم يعد في الوطن العربي مثلها، وهي التي غنّت للقدس وللعرب ولبنان، وللمسيح والجنوب. وليس عيباً أن عملاقة مثل السيدة تقول: “أحب السيد حسن”، لكنّ السؤال: هل صحيح أنها فعلاً قالت هذا؟ وهل يبادلها السيد بنفس الشعور. هذا ما دار مناقشته على صفحات “الفايسبوك”.

وكان أول المعترضين بشدّة على “حب العملاقة للسيد” الزميل محمد بركات، ليس لأن الحبّ ممنوع، بل لأن الفكرة غريبة بعض الشيء عليه، فطرح بعض التساؤلات من جهة الدين أولاً: هل السيّد حسن يسمع أغاني مثلاً؟ فالأغاني حرام من الناحية الشرعية في الدين، وصوت المرأة “عورة” حرام سماعه ولا حتى الاختلاط بها. فكيف بحبّها؟ وسأل بركات: كيف تحبّ سيّدة الغناء، من يحرّم الغناء؟

كما سأل كثيرون أسئلة مشابه، منهم الزميل نديم قطيش الذي كتب: “فيروز تحب حسن نصرالله، والأرجح ان حسن نصرالله يحب فيروز. السيد تعرف الى السيدة من خلال أغانيها التي كانت ولا تزال تبث كل صباح عبر أثير إذاعة النور. وعلمنا ان حزب الله يعد حفل تكريم للسيدة في كازينو لبنان، ممثلاً بالوزير جبران باسيل او الوزير فادي عبود (لأن الكازينو والشامباين منكر) على ان يقدم لها احدهما وشاح مليتا معلناً ولادة لبنان الذي يشبه المقاومة”.

من جهة ثانية، هل فعلاً أنّ السيدة فيروز تحبّ السيد حسن أم أنّ هذه الفكرة ابتدعها خيال الفنان زياد الرحباني. وعلى سبيل الافتراض، فهذه ليست المرّة الأولى التي يقول الفنان زياد كلاماً عبر الإعلام لا يعجب السيدة، وهو قال ذلك في المقابلة المذكورة.

” باختصار.. لا ينقص شيئاً من روعة صوت فيروز وفنها أنها تحب السيد حسن نصر الله. العورة في أنه، بعيون السيد حسن، فإن فيروز، كصوت وصورة، محرمة شرعاً. والمؤسف أن إعلام السيد حسن، المنار والنور، يحرم بث أغنياتها. لكن أيضا فيروز الإنسان، وليس الصوت، هو من يحب السيد حسن. هنا المشكلة: أن فيروز، لحظة إعلان حبها السيد حسن، تخلت عن صوتها وفنها وقبلت أن تكون بلا هوية أمام رجل دين وسياسة. واﻷكثر أسفا أن أحد آلهة النقد العربي تولى دور إخراج هذه النكبة الفنية”، هكذا لخّص بركات المسألة من جهة الذين اعترضوا، فيما ردّ آخرون، منهم الناشط خضر سلامة، بالآتي: “فيروز تحب نصر الله، مشكلة أبناء الأفاعي معها، أنها ليست شيعية، لا يمكن اتهامها بالطائفية، ليست منتفعة مادياً، لا يمكن اتهامها بالرشوة، ليست وجهاً سياسياً، لا يمكن اتهامها بالتخندق، مشكلة أبناء الأفاعي معها، أنها مجرد انسانة، جميلة، راقية، هادئة، وطنية خالصة بالنظرية والتطبيق، تحب نصر الله لأنه يمثل شيئاً تحبه، ببساطة، وتالياً، لا يمكن التسرّب إلى مشاعرها و”فضحها”، هي فيروز، والمعركة ضد فيروز، خاسرة”.

لكن فات سلامة أنّ من قال هذا الكلام هو ابنها وليس هي. وابنها “يقبض راتبا” من جريدة “الأخبار” ومن حفلات تنظّيمها هذه الجريدة، التي يموّلها “حزب الله” وإيران. وأنّ هذا ليس موقفها الحقيقي بل موقف نقله عنها، ربما عن حقّ وربما زورا بهتانا، زياد الرحباني، العامل في جريدة “الأخبار” والمتفرّخ لشتم قوى 14 آذار.

أما محمد العاملي فعلّق على كلام بركات قائلا: “مين قال إنو الاستماع إلى فيروز حرام بالمطلق؟ شو عرّفك مين بقلّد السيد؟ أو أنه يعمل بالتقليد أو بالاحتياط؟ هل أنت مطّلع على رأي السيد الخامنئي في موضوع سماع صوت المرأة الأجنبية؟ وهل تعتقد أن غناء السيدة فيروز يخرجها من دائرة الإجلال والتقدير والمحبة؟

ألا تكفي مواقفها الوطنية والمقاومة ليحبها السيد؟ ألا يكفي تواضعها والإنسان الذي هي عليه ليحبها السيد؟ أو أي واحد منا؟ عجيب!”.

رانو رجب قالت: “يعني ما عاد فيروز جارة القمر وأرزة من أرزاتو للبلد؟ يلعن جهلكون.. قال مثقفين قال.. هيدي حرية شخصية ما بتلغي من قدر الست فيروز.. ومنحبك يا فيروز إيه منحبك.. بولائك بمحبتك بصوتك منحبك”.

في ختام النقاش نقول: هل فعلاً السيدة تحبّ السيد؟ هل السيد يحبّ السيدة؟ أم أنها ترهات اخترعها الفنان زياد الرحباني الذي كان يوماً مثالاً على الجرأة في انتقاد المقدسات وصار متفرغاً للردّ على نائب من هنا أو هناك، صار عابراً بين العابرين في مواكب السلطة والكليشيهات. أم أنّ عمله في جريدة “الأخبار” التي تنظّم له الحفلات هي السبب في وداعته وركوده وهدوءه السلمي، أم الحاجة إلى راتبه الشهري في “الأخبار” وغيرها؟

الثابت أنّ فيروز لم تقل شيئا، وربما يكون ابنها زياد قد ورّطها كما اعتاد أن يفعل باستمرار. لكنّ الأكيد أنّه كسرها، فحوّلها من رمز للوحدة بين اللبنانيين، حتّى في عزّ الحروب الأهلية، إلى خطّ تماس وبابا واسعا للشقاق.

السابق
قهوجي: نتطلع لاستعادة مصرلدورها العربي ولتكثيف التعاون بين جيشي البلدين
التالي
زاسبكين: نرحب دوماً بإجراء حوار لبناني للبحث بالقضايا السياسية العالقة