حراك ماروني علـى مستوى القيادة منعا للفراغ

وسط تنامي المخاوف من تعميم سياسة الفراغ على مختلف مؤسسات الدولة وصولا الى رئاسة الجمهورية وفي ظل العجز عن تشكيل حكومة بعد اكثر من تسعة اشهر على تكليف الرئيس تمام سلام بفعل تضارب السياسات والمصالح الاقليمية ببعضها البعض، يرفض سيد بكركي الاستسلام لموجة الفراغ ويدفع عبر حركة اتصالات ولقاءات ناشطة في اتجاه قطع طريقه والاضطلاع بالدور التاريخي المنوط بالصرح منذ قيام لبنان الحديث والتنازل عن موقع المتفرج لمصلحة الاطفائي والمبادر.

وقالت اوساط بكركي لـ”المركزية” ان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يتشاور مع كبار القيادات المسيحية وغير المسيحية الفاعلة والمؤثرة في القرار الداخلي التي تزود بكركي تباعا وآخرها رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة، في كيفية مواجهة مسلسل الفراغ الممنهج في الدولة والاطر الواجب اتباعها لمنعه واضعا نصب عينيه 3 اهداف اساسية: تشكيل حكومة، اعداد قانون انتخابي وانتخاب رئيس جمهورية.

واكدت ان البطريرك لا ينفك يؤكد لمحدثيه ان المسيحيين يجب ان يستعيدوا دورهم التاريخي على مستوى المنطقة عموما ولبنان في شكل خاص، لا سيما في المرحلة الحرجة التي تمر بها دول الجوار وتداعياتها في الداخل التي تتفجر صراعا مذهبيا داخل الطائفة الاسلامية قد يقود لبنان اذا ما استمر على حاله الى المجهول، من هنا على المسيحيين ان يلعبوا دور الاطفائي وعدم الاكتفاء بالوقوف موقف المتفرج لأن السفينة ستغرق بالجميع.

وللاضطلاع بهذا الدور اوضحت المصادر انه يتوجب اطلاق مبادرة وطنية تشكل مظلة للبنان حتى اذا ما داهمته الاستحقاقات الكبرى تقيه اخطارها وتعده لمجابهتها بصلابة والا فان العاصفة ستجرف الوطن بمن فيه.

اما مقومات المبادرة فيشدد البطريرك الماروني بحسب الاوساط فتقوم على تحقيق مصالحة داخلية مسيحية حول ورقة ثوابت بعدما التقى الاطراف حول قرار التهدئة السياسية والاعلامية، بما يمكن القوى السياسية من الاتفاق على قانون الانتخاب والشروع في تشكيل الحكومة قبل موعد الاستحقاق الرئاسي.وقالت الاوساط هنا، ان سيد الصرح يدعو للعمل على تهيئة اسم الرئيس الجديد داخليا وعرضه على دول القرار المؤثرة والفاعلة في هذا الاستحقاق لا العكس، لأن اللبنانيين يرفضون رئيسا معلبا يفرض عليهم، ويدعو الى “انتاج” رئيس محلي بامتياز تماما كما تنتج الطوائف الاخرى رؤساءها، على ان يتخلل هذا المسار انفتاح على الشريك في الوطن، والتعاطي معه انطلاقا من الدور الوطني المنوط بكل طرف وفئة.

السابق
رسالة إلى بابا نويل
التالي
حوري: نصر الله نسف احتمال الحوار السعودي- الايراني