النهار: نصرالله يتهم السعودية بتفجيري السفارة وقوى الأمن بدعم مسلحي طرابلس

كتبت “النهار ” تقول: بعد أقل من 24 ساعة من اجتماع بعبدا الذي تقررت بموجبه الامرة للجيش اللبناني في طرابلس، بدأت تدابير احترازية واجراءات ميدانية لم تحجب بعض الخروق الامنية المتقطعة، ترافقت مع اجتماع في وزارة الدفاع ضم رؤساء الاجهزة الامنية والقضائية، وتم الاتفاق على خطوات عملانية لاعادة الاستقرار الى المدينة.
وفي مفاعيل اليوم الاول، أوقف الجيش 21 شخصا بالتوازي بين باب التبانة وجبل محسن لارتكابهم جرائم مختلفة منها المشاركة في اطلاق النار، ودهم محلة باب الرمل حيث يقيم احد المطلوبين الخطرين ويدعى احمد عبد القادر الشامي. كما ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على عشرة اشخاص بينهم ثمانية موقوفين بمن فيهم قائدا محورين هما حاتم الجنزرلي في باب التبانة ودانيال عوض في جبل محسن.
وشمل الادعاء قائدي محورين هما عبد الرحمن دياب (الذي أوقفه الجيش ليلا) وعبد الكريم سليمان بجرم تأليف مجموعات عسكرية ضمن فريقين متنازعين عسكريا وسياسيا بهدف النيل من سلطة الدولة وهيبتها والتعرض لمؤسساتها وفتح معارك عسكرية بين بعل محسن وباب التبانة واطلاق وتبادل النار والقصف بالصواريخ وقتل ومحاولة قتل مدنيين وعسكريين وتدمير أملاك عامة وخاصة، سندا الى مواد في قانوني العقوبات ومكافحة الارهاب تنص على عقوبة الاعدام.
وجاء توقيف المدعى عليهم بموجب الاستنابات القضائية التي كان أصدرها القاضي صقر السبت الماضي الى الاجهزة الامنية المختصة للتحري عن الفاعلين في أحداث طرابلس وتوقيفهم.

مذكرتا توقيف
وصرح النائب محمد كبارة لـ”النهار”: “إنها المرة الأولى التي نشعر فيها أن هناك جدية من الأجهزة الأمنية في القيام بدورها لوضع حد للفلتان الأمني وللجولات المتكررة”، مذكراً بوجود “مجموعة في جبل محسن تابعة لـ (الرئيس السوري) بشار الأسد فجّرت جامعي التقوى والسلام”. وأضاف: “سنتابع هذا الموضوع ولن نقبل سوى بأن ينال المجرمون عقابهم”. ورجح أن “تصدر في اليومين المقبلين مذكرتا توقيف في حق علي ورفعت عيد، كما من المفترض أن يطبق القانون على كل الأشخاص المطلوبين من دون تمييز بين فئة وأخرى أو منطقة وأخرى”.

فلتان وفوضى
كذلك قال نائب طرابلس سمير الجسر لـ”النهار” ان اللقاءات التي جرت امس ولا سيما مع الرئيس نجيب ميقاتي أفضت الى تأكيد أهمية ضبط الامن في المدينة وعدم الحزم مع فئة والتساهل مع فئة اخرى وضرورة استخدام القوة ولكن من دون الافراط في استخدامها. ولفت الى ان الجيش الذي باتت كل القوى الامنية بأمرته، لا يحل محل قوى الامن الداخلي التي عليها ان تتولى التبليغات القضائية بمؤازرة الجيش وهي تشمل المتهمين بتفجيريّ المسجديّن والاعمال المخلة بالامن. وأشار الى ان أمن طرابلس يتعلق ايضا بمعالجة الفلتان الذي استشرى خلال موجة الفوضى الاخيرة وتضمن تعديات على الاملاك العامة والخاصة وفرض خوات، الامر الذي يحتل الاولوية ايضا.

مواقف
وعقد اجتماع في طرابلس أكد خلاله الرئيس ميقاتي أن لا خيار الا الدولة، والجيش لديه الغطاء السياسي من كل الفئات من دون استثناء للقيام باجراءاته وفق توقيته.
وقال الرئيس سعد الحريري ان القوى الحية في المدينة ستقف في المرصاد في وجه محاولات التهرب من العدالة والتغطية على الجرائم وعمليات التفجير التي استهدفت المدينة، مشددا على ان أولياء النظام السوري في لبنان لا يريدون لها ان ترتاح.
وقال وزير الداخلية مروان شربل في حديث الى “كلام الناس”: “نحن في حاجة الى قرار سياسي لإنهاء الاقتتال في طرابلس واذا حصل التوافق السياسي يسلّم قادة المحاور أسلحتهم وينهون القتال”.
في المقابل، أفاد قائد الجيش العماد جان قهوجي أن “قرار الجيش الحازم هو التصدي للعابثين بالامن في أي مكان كانوا والى أي جهة انتموا، بعيدا من الحسابات السياسية والفئوية، وان أي عملية أمنية تنفذها القوى العسكرية لن تكون إلا في اطار ملاحقة المسلحين ومطلقي النار والمطلوبين بموجب استنابات قضائية”.

عين الحلوة
ومن طرابلس الى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، تخوف من اشعال المخيم بصورة مشابهة لاوضاع المدينة. والحادث على محدوديته طرح تساؤلات عن امكان ايجاد بؤر توتر متنقلة. ولم يمر وقت طويل على وقف تبادل النار بين عناصر من حركة “فتح” وعناصر سابقة من تنظيم “جند الشام” داخل مخيم عين الحلوة، وتمكن “لجنة المتابعة الفلسطينية” من إقناع عائلة السعدي بدفن ابنها محمد السعدي الذي قتل قبل أيام، حتى كاد الوضع الامني داخل المخيم يتطور الى ما لا تحمد عقباه، في ظل انفجار عبوة ناسفة عند مدخل الجبانة ومقتل زارعها وما أعقبها من تبادل للنار. ودعت “لجنة المتابعة” الى الاقفال والاضراب العام في عين الحلوة اليوم احتجاجاً على هذا التسيّب.

نصر الله
في غضون ذلك، شن الامين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله هجوما واسعا على المملكة العربية السعودية متهما المخابرات السعودية بالوقوف وراء تفجيري السفارة الايرانية، والتفجيرات في العراق. وصرح لقناة “او تي في” بانه لو تخلى “حزب الله” عما سماه “واجبه في القصير والقلمون فعشرات ومئات السيارات المفخخة كانت دخلت الى لبنان، وان الحزب ذهب الى سوريا لمنع هذا الامر، عدا ان السيارات التي انفجرت في لبنان جاءت من يبرود عبر عرسال، وأنه تم العثور على ثلاث سيارات مفخخة معدة للارسال الى لبنان في بلدة النبك في سوريا”. كذلك اتهم نصرالله المديرية العامة لقوى الامن الداخلي منذ سنوات بمد مسلحي طرابلس بالمال والسلاح.

ردّ “المستقبل”
وليلا رد “تيار المستقبل” على نصرالله، ومما جاء في رده: “المضحك المبكي أن يقول نصر الله إن السعودية تخوض حروبها بـ”الواسطة” في المنطقة، وهو بهذا القول كمن يقول “لا إله …” ولا يكمل، من دون أن يقف عند حقيقة أن من يشن الحروب في المنطقة هو إيران، وأن من يعمل “بالواسطة” لضرب استقرار الدول العربية هو إيران، وليس “حزب الله” سوى الدليل الساطع على “الواسطة” التي تخوض عبرها إيران الحروب، خدمةً لمصالحها دائماً وأبداً، ما دام “سيد الحزب” يعتز بكونه “جندياً صغيراً” في جيش “الولي الفقيه”. مشكلة نصر الله أنه لا يريد الاعتراف بأنه يقود لبنان إلى الهاوية، بل يريد إقناع اللبنانيين بأنه “حامي حمى لبنان”، وبأن ما يقوم به في سوريا دفاعاً عن نظام قاتل، هو “مقاومة” للدفاع عنهم، وليس تورطاً في استجلاب النار السورية إلى لبنان. (…)”.

الحريري
وفي وقت لاحق صدر عن الرئيس سعد الحريري بيان جاء فيه انه “من تبرير الجرائم التي يشارك فيها في سوريا، الى تبرير الدفاع عن المتهمين بارتكاب جريمة تفجير المسجدين في طرابلس، الى تبرير كل أشكال التعمية على وظيفة السلاح في تدمير الحياة السياسية، خطا السيد حسن نصرالله مرة اخرى خطوات متقدمة على طريق تحريف الحقائق وذر الرماد في عيون اللبنانيين”.
ورداً على اتهاماته للسعودية قال “ان تاريخ السعودية مع لبنان هو تاريخ مشهود بالبناء والخير والسلام، خلافا لتاريخ حليفه النظام السوري الملطخ بدماء اللبنانيين من كل الطوائف والمناطق”.

السابق
نصرالله: المخابرات السعودية وراء تفجير السفارة الايرانية
التالي
السفير: نصرالله يواجه السعودية بـمضبطة اتهام شاملة