على مين محسوب!!

وفيق هواري

كنت في مكاتب مجلة شؤون جنوبية، عندما أذاعت محطة الجديد تقريراً مصوراً عن الاعتداء الذي تعرض له الاعلامي رياض قبيسي ورفاقه على يد ضابط من الجمارك اللبنانية وعدد من العناصر التابعة له.

نقلت المحطة صورة الضابط ابراهيم شمس الدين الذي كان يسير كالملك يحيط به مرافقوه، متجهاً نحو الزميل قبيسي ورفاقه مبادراً بضربهم واعطاء الامر الى العناصر الاخرى بالاعتداء على فريق العمل. ردة الفعل الاولى من احد الزملاء كانت أن تساءل: “على مين محسوب هذا الضابط ليتصرف بهذه الطريقة، ومن الجهة التي تحميه؟”. بعد قليل تركت المكتب متجهاً الى شارع مار الياس، في سيارة الاجرة كان الركاب والسائق يتحدثون عن الاعتداء وعلق السائق قائلاً: “على مين محسوب هيدا الضابط؟”. وعند وصولي الى مركز الشراكة بادرت زميلتي نور بسؤالي: “برأيك على مين محسوب هيدا الضابط؟”. في طريق عودتي الى المجلة أيضاً كان الركاب يتحدثون عن الموضوع، وسأل أحدهم: “على مين محسوب هيدا الضابط القبضاي؟”.

يبدو أن لا أحد يثق أن موظفاً، حتى لو كان ضابطاً برتبة شمس الدين، يتجرأ على القيام بما قام به ان لم يكن محمياً من جهة سياسية ذات توجه طائفي أو مذهبي معين. الحادثة لا تدل على الفساد المستشري في الجمارك فحسب، بل تدل على العقلية الميلشياوية التي تدير البلد عبر الاجهزة الادارية والامنية التي تطالها المحاصصة السياسية والطائفية. لذلك من الطبيعي أن يتساءل الناس ومن مختلف مواقعهم: “على مين محسوب هذا الضابط؟”.

السابق
الراعي: ما تم تناقله عن استقالتي تلفيق وإشاعات
التالي
منظمة التعاون الاسلامي قلقة من قرار ‘حظر الاسلام’ في أنغولا