رسالة الى السيد الخامنئي

رسالة إلى الخامنئي
لا اشك لحظة واحدة انّ قراركم للاخوة في حزب الله بدخول الحرب المجنونة السورية كان عن كره لكم بالقتال. لكن بفضل الله تبارك وتعالى قد توصلتم بعد جهد جهيد وتفاوض منذ امد بعيد الى توقيع اتفاق مع الغرب فيه خير ايران وشعبها، فأتوجّه اليكم بعبارت الرجاء والتوسّل والتذلّل، أن اسحبوا شبابنا من الموت المحتّم.

الامام السيد على الحسيني الخامنئي،

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

اتوجه الي حضرتكم من قلب جبل عامل في جنوب لبنان هذه المنطقة العزيزة عليكم والتي لم تبخلوا يوما عليها باشتمالها لعطفكم وعطائكم، بكلمات احملّها كل عصارات الاحزان والآلام والدموع على فراق شباب بعمر الزهور هم بمثابة ابنائكم ندفنهم كل يوم في ثرى عاملة، آتين محمّلين من المعارك الدائرة رحاها على الارض السورية.

لا اشك لحظة واحدة انّ قراركم للاخوة في حزب الله بدخول تلك الحرب المجنونة كان عن كره لكم بالقتال، وانّه كان يهدف الى دفع ضرر اكبر كان سيحصل اذا ما سقط حليفكم في المنطقة (نظام بشار)، وهذا امر حتمي في ظل عداء دولي وحصار ظالم من القوى ” الاستكبارية ” على الجمهورية الاسلامية في ايران وعلى اقتصادها. لكن بفضل الله تبارك وتعالى قد توصلتم بعد جهد جهيد وتفاوض منذ امد بعيد الى توقيع اتفاق لا شكّ انّ فيه خير ايران وشعبها لما يتيح لها من مد جسور الصداقة مع اكبر الدول بالعالم واقواها واشرسها ضراوة في العداء لشعبكم.

ما يعني انّه، بحمد الله ومنّه، لم تعد بعد الآن تضرّكم تحولات تحالفية صغيرة ممكن ان تطرأ على الجغرافيا السياسية هنا او هناك. وصارت مصالح الشعب الايراني العزيز محصنة ومحترمة فما عادت تحتاج الى حماية وما عدتم بفضل الله مضطرين لبذل الدماء من اجل صونها واستمرارها.

من هنا نحن، كما كثيرون امثالنا يشاطروننا الرأي، ما عدنا نرى اي مصلحة مرجوة لا لايران ولا للبنان ولا حتى للشيعة بالعالم من بقاء مقاتلي الاخوة في حزب الله كشريك في الحرب الملعونة على اراضي سوريا، ودفع تكاليف باهظة بسببها. بل على العكس من ذلك تماما، فبعد انتفاء مبرّر الدفاع عن مصالح الجمهورية الاسلامية في المنطقة فقد صار الاستغراق بالدم السوري لا يعني الا مزيدا من الشرخ المذهبي الذي وصل الى مراتب لا يتمناها الا كل حاقد على هذه الامة، ولا نتيجة تحصد منه سوى احياء الفتنة السنية الشيعية التي يعمل الاعداء على اذكائها واشعال اوارها. فأضحت بعد ذلك كل قطرة دم تسقط في تلك المعارك هي بمثابة الزيت الذي يصب على نار الاحقاد المذهبية والحريق الذي لن تسلم منه كل دول المنطقة بما فيها ايران.

من هنا، وبكل كلمات الترجّي وعبارات التوسل ومصطلحات التذلّل، ارجو من حضرتكم اصدار الاوامر الفورية لقيادة الاخوة في حزب الله من اجل سحب مقاتليه من سوريا، رحمة بشبابنا وصونا لمستقبل اولادنا .. وقبل هذا وذاك حفظا لامن واستقرار وهدوء ايران.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

السابق
تعرض فريق اعلامي من الجديد للضرب واعتقال قبيسي في الجمارك
التالي
الثقة بين الجانبين تحتاج إلى مدة زمنية