تنظيم القاعدة يعد لبناء دولة الخلافة في شمال سورية

التكفير بين جبهة النصرة وداعش

لندن – يو بي آي – ذكرت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية، أن تنظيم «القاعدة» يشن حملة لاستمالة الناس وكسب القلوب والعقول في شمال سورية وتلقين المدنيين التفسير الأصولي للإسلام، في ما اعتبرته الخطوة الأولى في طموحه لبناء دولة الخلافة الإسلامية.
وقالت الصحيفة إن تنظيم «القاعدة» يعمل بهدوء لفرض أيديولوجيته وإرسال الأئمة إلى المساجد لهذا الغرض ويعمل على منع التدخين ومطالبة الرجال بتربية لحاهم والنساء بارتداء البرقع، وراء خطوط القتال وفي المدن والقرى الخاضعة لسيطرة المقاتلين في البلاد.
واضافت أن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) و«جبهة النصرة»، المرتبطين بتنظيم «القاعدة»، عُرفا في البداية بأنهما الأقوى والأفضل تجهيزاً بين الجماعات المعارضة المسلحة التي تقاتل القوات النظامية السورية، وأصرا منذ أشهر طويلة بأن هدفهما الفوري هو اسقاط الرئيس بشار الأسد وليس كسب موطئ قدم أيديولوجي في سورية.
واشارت الصحيفة إلى أن مقابلات أجرتها مع أعضاء من «القاعدة» ومدنيين يعيشون في البلدات والقرى السورية الخاضعة لحكم التنظيم ومع مقاتلين آخرين في المعارضة المسلحة في هذه المناطق، كشفت عن وجود استراتيجية متطورة يستخدمها «الجهاديون» في مساعيهم الرامية إلى تغيير طبيعة المجتمع السوري.
ونسبت إلى «أبو عبد الله»، وهو أردني عضو في تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، قوله إنه «جاء إلى سورية لتطبيق الشريعة الإسلامية ومن الجذور إلى القمة، ومن خلال العملية التعليمية وكتابة مناهج جديدة للأطفال في المدارس وتعاليم في المساجد خلال صلاة الجمعة، ويعمل مع جماعته لإعادة السوريين إلى المسار الصحيح للإسلام».
كما نقلت عن أحمد، المقيم في مدينة الرقة، أن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» يفرض المزيد من القواعد الجديدة في المدينة كل يوم، ووضع الأسبوع الماضي لافتات تأمر جميع النساء بتغطية جمالهن، بما في ذلك ارتداء غطاء الرأس، وأعطوهن مهلة مدتها 4 أيام، فيما يقوم جهاديون بتوزيع الحجاب على المارة في أسواق المدينة».
وقالت الصحيفة إن «التنظيم» طلب من النساء في مدينة الرقة عدم التردد على عيادات الأطباء الذكور والتحدث إلى الرجال خارج نطاق الأسرة أو حتى الخروج من البيت من دون مرافقة رجل من أفراد أسرهن، كما يعمل على اغلاق المدارس المختلطة، وفقاً لسكان محليين.
واضافت أنها التقت عضواً آخر في التتظيم المذكور يُدعى أبو محمد في فندق في مدينة صغيرة في تركيا أكد أنه انضم إليه بعد دخوله إلى سورية «لأنه يتفق مع طموحاته لبناء الخلافة الإسلامية».
ونسبت «ديلي تلغراف» إلى أبو محمد قوله «إن طائفة العلويين، التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد، لا مكان لها في سورية، وهي الآراء التي ينشرها تنظيم القاعدة هناك الآن، ونقوم بإرسال مشايخنا وأئمتنا كل أسبوع إلى المساجد في جميع المناطق المحررة لهذا الغرض».
واضاف أبو محمد أنه «واثق من انتصار الدولة الإسلامية في العراق والشام في المعركة في سورية، لأننا كنا عبيداً للنظام منذ 40 عاماً، وحين نعلّم الإسلام نشاهد الرجال والنساء يتقاطرون على الصفوف مع الأطفال لأنهم يريدون أن يتنفسوا القرآن بعد أن حُرموا من ذلك لمدة 4 عقود».
من ناحية ثانية، دعا المتحدث الرسمي باسم «داعش» ابو محمد العدناني التنظيمات الاسلامية الأخرى الى الانضمام الى مشروع تنظيمه.
وقال العدناني في تسجيل صوتي بثته مواقع جهادية امس: «نتوجه الى كل المجاهدين قادة وجنودا، جماعات وافرادا ان تسرعوا بالالتحاق بمشروع الدولة الاسلامية في العراق والشام».
واضاف ان «هذا المشروع مشروعكم وان مجيئكم اتقى لربكم واقوى لجهادكم وأغيظ لعدوكم».
وتابع: «هلموا فانا لا نشك انه من كان منكم فيه خير فسيأتي الله به ولو بعد حين، وتفكروا بمن يلتحق بصفوف الدولة كل يوم جماعات وأفرادا أليس هم من خيار الفصائل وخيار اخوانكم».
ودعا العدناني الى عدم الحكم على تنظيمه من خلال وسائل الاعلام «او ما يبثه اعداؤنا من التهم والافتراءات، انما بما ترونه وتحسونه انتم بأنفسكم».

السابق
سليمان يريد ان يخرج كبيراً من القصر
التالي
القاعدة في لبنان