حزام ناسف في بيروت؟ ولكن أين الخطة اﻷمنية؟

حزام ناسف
سياسة "الاحزمة الناسفة"، هو الاسلوب الجديد الذي سيتبع في لبنان، هكذا أكد المتابعون للشأن الامني في البلاد، فماذا يعني الوصول الى هذه المرحلة؟ وما المقصود بعرقنة البلاد التي تحدث عنها سمير جعجع في مؤتمره الصحافي الاخير؟ وهل ستغيّر استراتيجية الارهاب الجديدة المرتكزة على الاحزمة المتنقلة خطة "حزب الله" ويتراجع عن المشاركة في معركة القلمون الى جانب النظام السوري؟ وهل فشلت خطة حماية الضاحية بشكل نهائي؟

قبل يوم من الانفجار الذي استهدف السفارة الايرانية في الضاحية الجنوبية، أكد رئيس “القوات” اللبنانية سمير جعجع في مؤتمر صحفي اننا “في قلب عرقنة لبنان نتيجة قتال حزب الله في سوريا”. تنبؤ جعجع لم يكن غافلا او مستغربا بالنسبة لمن يتابع السياسية الاقليمية الحاصلة، والتطورات الامنية السريعة التي تشهدها المنطقة.

الحقيقة انه “لا يمكن تحديد اسلوب الارهابيين سواء استخدموا الاحزمة الناسفة او السيارات المفخخة، فهم يسعون لنشر الرعب والخوف، ولا يتجرؤون على محاربة حزب الله بشكل مباشر”. هذا ما أكده الدكتور في القانون الدولي في الجامعة اللبنانية حسن جوني، مضيفا: انه “ليس هناك علاقة بين العمليات الانتحارية الارهابية المتنقلة، ومشاركة “حزب الله في سوريا”.

وتابع جوني: “لا يجوز الربط بينهما لأسباب عدة أهمها: ان هؤلاء الارهابيين هددوا لبنان قبل مشاركة الحزب في المعارك، وهناك من هدد من المعارضة السورية ان دور لبنان سيأتي بعد سوريا”. وأضاف: “إذا كان الردّ على مشاركة الحزب في القتال السوري من خلال أعمال إرهابية وقتل المدنيين فهم يؤكدون انهم ارهابيين، وبالتالي أنه يحق لحرب الله محاربتهم”.

الااكيد ان لبنان بات في قلب العاصفة، في قلب الحرب الاقليمية الدائرة، فالتكفيريون وسياراتهم المفخخة التي تم عرقلة دخولها الى الضاحية، لن يستسلموا للامن والحواجز التي تنفذها الاجهزة الامنية المنتشرة على المداخل الاساسية للمنطقة بمساعدة انضباط “حزب الله”. هؤلاء لن يرضوا بالامر الواقع، فحجم الإصرار على مواجهة الحزب داخل بيئته الشعبية والسياسية لا يمكن ان يرضى بالتراجع بسبب صعوبة الدخول بسيارة مفخخة الى الضاحية، فاتخذ لنفسه اسلوبا جديدا عبر الاحزمة الناسفة. ما يعني أن الحل لا يمكن أن يكون أمنيا، بحماية هذه المنطقة أو تلك، بل يجب أن يكون سياسيا لمنع شعور فئة من اللبنانيين بالظلم على أيدي “حزب الله”.

في هذا الاطار، تحدث جعجع عن “حزب الله” وأكد انه “تنظيم امني عسكري مسلح لا شرعي ولا قانوني، وان ما يسميه السيد حسن نصرالله مقاومة هو تنظيم مسلح”.

من جهته، أكد جوني في حديث لـ”جنوبية”: “ان الجواب يجب ان ينطلق من معرفة المقصود من عبارة “العرقنة”، فإذا كان المقصود منها خلق جوّ طائفي فهو موجود في لبنان قبل العراق، وإذا كان المقصود بالتفجيرات الانتحارية واستهداف المدنيين، هناك خوف على لبنان، لم نصل اليه تماما الآن ولكن هناك خوف لدى الجميع دون استثناء”.

وأضاف: “من يقوم بالعمليات الارهابية في العراق بات الآن في لبنان، وقد حذرنا من الخطابات الطائفية، وقلنا ان تنظيم “القاعدة سيخرب البلد، وأكدنا وجود عدد كبير من العملاء لاسرائيل، ولكن لم يستمع أحد”. واكد ان “هناك خوفا على لبنان من العمليات الانتحارية، لأن “القاعدة” باتت موجودة، واسرائيل وبعض استخبارات الدول الغربية تسعى الى زعزعة الامن في لبنان”.

قد يكون انفجار السفارة الايرانية بوابة لتفجيرات أخرى، لا سيما وان قوى 14 آذار بدأت تتحدث عن تحريض من 8 آذار على المملكة العربية السعودية، وإتهامها انها وراء هذا التفجير، كذلك إتهم بيان السفير الايراني غضنفر ركن آبادي “اسرائيل وحلفائها”. ليشكل ذلك إشارة الى المفجرين من غير الاسرائيليين

السابق
حريق في سرايا راشيا واخلاء المبنى لاطفاء النيران
التالي
بحاجة إلى وطن… ليستقل