ميقاتي: الامن ليس انتشاراً عسكرياً فحسب بل تحصين للسلم الاهلي

نجيب ميقاتي

أكد الرئيس نجيب ميقاتي “أن الجيش يتم انتشاره في طرابلس وأن الخطة الأمنية تسلك طريقها الطويل الشائك الى التنفيذ، لكن الأمن ليس انتشاراً عسكرياً فحسب بل تحصين للسلم الأهلي بالتفاف الناس حول الدولة اولا وقواها الأمنية ثانيا والانطلاق نحو سياسة انمائية تأخذ طريقها الى التنفيذ بعد تثبيت السلم والهدوء وأشعار المستثمرين أن بيئة طرابلس تتيح لهم استثمار أموالهم وإقامة المشاريع المنتجة والمربحة في آن”.

وشدد على “اننا نحن أبناء طرابلس كنا ولا نزال تحت سقف الدولة، فالدولة خيمتنا و مأوانا اليوم وغدا”، ورأى “ان من حق طرابلس ان يترفع قادتها عن استغلال نقاط ضعفها لتحقيق مكاسب رخيصة وانا من جهتي سأبقى كما كنت باسطا يدي للتعاون دون التوقف مطولا امام هجوم من هنا وابتزاز من هناك لتحصين السلم فيها ورفع مستواها الاقتصادي والعلمي والعملي”.

ولفت الى “أن من حق طرابلس ان تنعم بالأمن والأمان ومن حقها ان تحمى وأبناؤها من كل متربص بإستقرارها وهي بالتالي لن ترضخ لأي مساومة على أرواح ضحاياها الأبرياء الذين سقطوا على أبواب مسجدي التقوى والسلام، وانا أوعزت لكل الأجهزة بالسهر على معرفة من قام بقتل الناس والإقتصاص منهم أمام القضاء المختص بحسب الأصول، مما يدخل الطمأنينة الى قلوب الطرابلسيين وقلوب جميع اللبنانيين”.

مواقف ميقاتي جاءت في خلال رعايته الحفل السنوي ل “شباب العزم” في طرابلس، في حضور الوزير احمد كرامي، رئيس لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني خلدون الشريف، عمداء ومديري، رؤساء فروع الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة في الشمال .

وقال الرئيس ميقاتي في كلمته: “نلتقي اليوم لنطلق معا نشاطات منسقية الجامعات لشباب العزم وهي مناسبة عزيزة جدا عليي لأنها تتيح لي اللقاء بكم كي أرى هذه الوجوه المفعمة بالأمل والحياة، وأخاطب العقول الراقية النيرة الساعية بكل جد على دروب العلم والأدب والمعرفة. فأنتم العنصر الأساسي في عملية البناء والمستقبل، وأنتم الطاقة والإرادة والقوة، وأساس النهضة والتقدم وقلب الوطن النابض وساعده القوي شرط أن تتوافر لكم فرص تعليم جيدة ومهارات تمكنكم من المشاركة في تطوير المجتمع بفاعلية، وفي ايجاد فرص للعمل تتناسب مع تحصيلكم العلمي والمهني في وطنكم للابتعاد عن الهجرة التي شكلت ركنا من اركان لبنان منذ القرن التاسع عشر .
أضاف: أخاطبكم اليوم من قلب مثقل بهموم رافقته ما يقرب السنوات الثلاث الا قليلاً ، أثقله الصمت ، اثقلته أحداث أقامت في مدينتي، متكئة على تاريخ ضارب الى العام ???? من سوء الفهم التاريخي بين منطقتين غاليتين عنيت بهما باب التبانة و جبل محسن .صبرنا على الضيم وحملات التجني والافتراء لتخفيف تعريض البلاد لشرور لمسناها لمس اليد وتصدينا لمشاريع أخطر مما رأيتم بحكمة لا يطيقها أحكم الناس ، إستغلها البعض للنيل من سمعتنا وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا معكم وأنا كنت أقول لكل من يطلب مني الرد: لن اساجل على حساب الناس وأذكر بما قال خليفة رسول الله عمر: ليس العاقل من عرف الخير من الشر، إنما من عرف خير الشرين”.

وقال: “لقد كنت، ومن موقعي وبكل تواضع، اقرأ ما جرى وما يخطط له وكنت على يقين اننا قادمون على اخطر أيام ربما في تاريخنا الحديث، فتصديت لمهمة تولي رئاسة الحكومة عن قناعة تامة، وعملت منذ اللحظة الاولى على حماية اي مستضعف وتعرضت من الحليف قبل الخصم لإنتقادات وصبرت. قالوا: نتحدى ان تمول المحكمة ومولناها، قالوا: عليك ان تقتلع اسماء كبيرة من الادارة اللبنانية فثبتناهم، قالوا: عليك ان تكون طرفا في الأزمة السورية فقلنا نحن ضد القتل، لكن ولأجل حماية لبنان من الانقسام ننأى بنفسنا عن الأزمة السورية ونأينا وباتت سياسة النأي مثالا يحتذى، قالوا: إنخفض النمو فقلنا مهما انخفض فالحفاظ على الاستقرار يحافظ على المكتسبات الوطنية ويؤهلنا لإعادة النمو دون الحاجة لإعادة البناء بعد كل حرب عبثية.وفي كل الأحوال لو عاد بي التاريخ الى الوراء لما تراجعت عن خطوة واحدة مما قمت به ولأستقلت لنفس الأسباب بغض النظر عمن أقنعته الأسباب ومن لم يقتنع”.

واضاف: “من طرابلس انطلقنا والى طرابلس نعود.اليوم استطيع ان اجزم ان الجيش يتم انتشاره وان الخطة الأمنية تسلك طريقها الطويل الشائك الى التنفيذ لكن الأمن ليس انتشاراً عسكريا فحسب بل تحصين للسلم الأهلي بالتفاف الناس حول الدولة اولا وقواها الأمنية ثانيا والانطلاق نحو سياسة انمائية تأخذ طريقها الى التنفيذ بعد تثبيت السلم والهدوء وأشعار المستثمرين أن بيئة طرابلس تتيح لهم استثمار أموالهم وإقامة المشاريع المنتجة والمربحة في آن. نحن أبناء طرابلس كنا ولا نزال تحت سقف الدولة، الدولة خيمتنا و مأوانا اليوم وغدا، لكننا نريد إعطاء كل ذي حق حقه: من حق طرابلس ان تنعم بالأمن والأمان ومن حقها ان تحمى وأبناؤها من كل متربص بإستقرارها وهي بالتالي لن ترضخ لأي مساومة على أرواح ضحاياها الأبرياء الذين سقطوا على أبواب مسجدي التقوى والسلام وانا أوعزت لكل الأجهزة بالسهر على معرفة من قام بقتل الناس والإقتصاص منهم أمام القضاء المختص بحسب الأصول مما يدخل الطمأنينة الى قلوب الطرابلسيين و قلوب جميع اللبنانيين. من حق طرابلس ان يترفع قادتها عن استغلال نقاط ضعفها لتحقيق مكاسب رخيصة وانا من جهتي سأبقى كما كنت باسطاً يدي للتعاون دون التوقف مطولا ً امام هجوم من هنا وابتزاز من هناك لتحصين السلم فيها ورفع مستواها الاقتصادي والعلمي والعملي”.

وتابع: “مدينتنا اشتهرت بحسن الضيافة هذا مع القادم اليها، فكيف الحال مع ابنائها اننا لا نفرق بين احد من أبناء المدينة مهما كان انتماؤه الديني او الطائفي او المذهبي. أهل التبانة بالنسبة إلينا هم أهل كل التبانة سنة وعلويين لا نفرق بين احدهم بالمواطنة ونعلم ان المجرمين لا دين لهم و لا طائفة ، طائفتهم إجرامهم لأي مذهب انتموا والقتل بإسم الدين مرفوض. الدولة وحدها من تقتص من اي مجرم فرد. لقد بينت لنا احداث الوطن العربي ان الإقتصاص من الجماعات ظلم وتحميل الكل مسؤولية عمل فرد ليس عدلا و لا محقا”.

وختم ميقاتي: “إذا تحدثت عن طرابلس اليوم فلأني أشعر أن هذه المدينة تقبض على مصير لبنان، بل باتت قلبه وسر وجوده ووجود الدولة فيه. ونحن لن نألو جهدا لمنع إنهيار لبنان ولن نترك مبادرة واحدة ولا امكانية واحدة الا وسنسعى اليها ليل نهار، إقليميا ودوليا حتى يوفقنا الله بحفظ هذه المدينة وهذا الوطن. والتوفيق سيكون حليفنا لأننا نسعى للخير. ولأن الله سبحانه وتعالى هو الخير المطلق، لن نخاف ولن نستكين”.

السابق
الجربا لجنوبية: وبّخت كيري على الهاتف
التالي
جربة أميركا التفاوضية مع إيران من جورج سانتيانا إلى ويندي شيرمان