ما الرابط بين عصير الفاكهة والسكّري

عصير الفاكهة والسكري

شدِّد المُتخصّصون على ضرورة استهلاك الفاكهة كاملة بدلاً من الإفراط في شرب عصائرها، لأنّه تبيّن أنّ العصير يفوق الصودا من ناحية الوحدات الحراريّة، وقد يكون له علاقة بالإصابة بالسكري من النوع الثاني.

 

خلال الأعوام الماضية، شهد قطاع المشروبات السكّرية تطوُّراً ضخماً على صعيد النكهات، ما أدّى إلى زيادة في كمّية استهلاك هذه السوائل في أنحاء العالم كافة، وبكميات كبيرة. هذا الواقع المُتغيّر لا يخلو من الإنعكاسات السلبيّة على الصحّة، خصوصاً أنّه يحصل على حساب شرب المياه.

 

في دراسة حديثة تمحورت حول تأثير استهلاك الفاكهة والخضار وعصائر الفاكهة في نموّ السكّري من النوع الثاني، حلّل العلماء بيانات 7146 امرأة تتراوح أعمارهنّ بين 38 و63 سنة تمّ تتبّعهنّ لمدّة 18 عاماً.

مع بداية هذه الدراسة، لم تعانِ النساء أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والسكّري. وجرى تقييم نمط غذائهنّ كلّ أربعة أعوام من خلال استبيان غذائي معيّن.

خلال 18 عاماً من المتابعة، ظهرت 4529 حالة من السكّري من النوع الثاني، أي نحو 7,4 في المئة. ولم يجد الباحثون أيّ علاقة بين استهلاك ثلاث حصص من الفاكهة والخضار وبين ظهور السكّري. وقد تبين أنّ استهلاك الفاكهة الكاملة يؤدي الى خفض خطر الإصابة بالسكّري من النوع الثاني. لكنّ هذا الخبر الجيّد لم يكن شبيهاً في ما يخصّ العصائر.

 

فقد تمّ ربط استهلاك مزيد من عصير الفاكهة في اليوم، بارتفاع خطر السكّري لنسبة وصلت إلى 18 في المئة. بمعنى آخر، كلّ كوب إضافيّ من العصير في اليوم يزيد على المدى البعيد خطر الإصابة بالسكّري من النوع الثاني عند النساء.

 

بحسب الباحثين الذين أعدّوا الدراسة، من الضروري تحذير السكّان من الآثار السلبيّة المحتملة لعصير الفاكهة. كذلك لا بدّ من إعادة النظر في بعض التوصيات المتعلّقة باستبدال بعض المشروبات بعصير الفاكهة أو حتّى اعتبار عصير الفاكهة 100 في المئة طبيعيّاً كحصّة من الفاكهة. وبالتالي، يُفضَّل شرب المياه وتناول الفاكهة الكاملة والإكتفاء بشرب العصائر من حين إلى آخر للمتعة.

تحتوي عصائر الفاكهة الموجودة في الأسواق على كمية هائلة من السكّر تفوق التصوّر، وعند الرغبة في شربها يُستحسن عصر فاكهة طبيعيّة وتفادي إضافة السكّر إليها. لكن يجب إبقاء المياه دائماً في الصدارة خصوصاً أنّها تخلو من الإنعكاسات السلبيّة وتشكّل وسيلة فعّالة للحماية من مشكلات صحّية جمّة.

وأكّدت الأبحاث التي أجريت في هذا الصدد أنّ المياه تزيد القدرة على التفكير والتركيز وتزوّد الجسم بالطاقة، وتساعد على خسارة الوزن وتُعتبر وسيلة طبيعيّة قاطعة للشهيّة وتُسرّع عمليّة الأيض وهي خالية من الوحدات الحراريّة، علاوة على أنها تطرد السموم من الجسم وتقي من التهابات المسالك البوليّة، وترطّب البشرة وتُبقيها نضرة وتؤخّر ظهور التجاعيد.

كذلك تعزّز المياه عمليّة الهضم وتقي من الإمساك، وتدعم الجهاز المناعي لتقي بذلك من أمراض القلب والسرطان والرشح والإنفلونزا، فضلاً عن انّها تساعد على تهدئة أوجاع الرأس المرتبطة بالجفاف وحتّى الوقاية منها، وتقي من تشنّجات العضل وتحسّن المزاج. ليس المطلوب حرمان نفسك من عصائر الفاكهة، بل يجب شربها باعتدال ومن وقت إلى آخر، وإيلاء أهمّية تامّة للمياه التي تشكّل وسيلة طبيعيّة حامية من الأمراض والبدانة.

السابق
كنت على علاقة بزوج كارول سماحة
التالي
نصرالله يضم ورقة لبنان الى اليد الايرانية