أحمد الأسير ورفعت عيد: إرهابي بسمنة وإرهابي بزيت

أسير و عيد
كلّنا تعرّفنا إلى الشيخ أحمد الأسير، الذي رفع صوته ضدّ ما رآه ظلما يلحق بأهل منطقته صيدا وبيئته ومذهبه، ونعرف كيف انتهت حكايته. والآن تتكرّر القصة في الشمال مع النائب السابق علي عيد الذي يعلن أنّه يدافع عن العلويين. فلماذا أنهى الجيش "ظاهرة الأسير" ولا يجرؤ على "ظاهرة عيد".

لم يمثل اليوم رئيس الحزب “العربي الديمقراطي” علي عيد أمام قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا، للتحقيق معه في قضية تهريب أحد المتهمين في تفجيري طرابلس. ولم يتحرك القضاء او الجهات الامنية لاحضاره بل أكد المسؤول الإعلامي في الحزب عبد اللطيف صالح أن “عيد لا يزال في منزله، و لم يغادر إلى سوريا، وهو يمارس حياته الطبيعية”.

هذا الاستفزاز شاهدناه في صيدا منذ أشهر، حين تجرأ الاسير وخرج إلى الشارع بمظاهرات واعتصامات احتجاجية، تارة دعما للثورة السورية، وتارة لمهاجمة “حزب الله”، إلى ان تجرّأ ورفض الامتثال الى دعوات للتحقيق معه باتهامات آخرها كان اتهامه بالاعتداء على حاجز للجيش اللبناني، بحجة ان قوة من الجيش أهانت شيخا لأنّه نسي هويّته في المنزل. فجاءت أحداث عبرا التي انتصر فيها الجيش وإختفى بعدها الاسير وانطفأت ظاهرته.

الأمر نفسه فعله الأمين العام لـ”الحزب العربي الديمقراطي” رفعت عيد، الذي يتحدّث عن مظلومية منطقة جبل محسن على أيدي أهل طرابلس، وفي الوقت نفسه، حلّل دماء الأجهزة الأمنية وبالتحديد فرع المعلومات و”شرشح” الدولة من أوّلها إلى آخرها، محملا رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب مسؤولية الحرب الأهلية اذا “حدا بيقرب صوبنا”.

إستطاع الجيش اللبناني ان يهاجم عبرا وينهي “ظاهرة الأسير” المزعجة لسكان صيدا ومحيطها. لكن لماذا لا يفعل الأمر نفسه مع عيد الذي هاجم الجيش ومخابراته وقوى الأمن وشعبة المعلومات؟

الاكيد أنّ الأسير كان يمتلك غطاء مؤقتا، لكنّه لم يكن كافيا ليبقى ويستمر، ربما غطاؤه على المستوى المحلي والإقليميا كان محدودا ما سمح بإنهاء ظاهرته خلال أيام. أما عيد الذي أعلن والده علي عيد أنّه “جندي في جيش بشّار الأسد”، فهو يمتلك دعما لا محدود من الرئيس السوري لحماية ظهره في الشمال، ولدعم أبناء الطائفة، ودعما من “حزب الله” بالطبع.

من جهة ثانية، لطالما اتهم الأسير بأنّه حرّض على الاعتداء على حاجز للجيش فجهزت حملة عسكرية لجلبه، راح ضحيّتها العشرات من أبناء صيدا والجيش بين قتيل وجريح، دفاعا عن الجيش ومكانته. في حين ان عيد يخوض حربا معلنة ضدّ باب التبانة في مدينة طرابلس منذ عقدين، سقط فيها عشرات الجنود من الجيش بين قتيل وجريح، ولم يجرؤ أحد على طلبه الى التحقيق حتّى.

كذلك فالأسير وبعد اتهامه بالاعتداء على الجيش، ومهاجمة مجموعته، بات مطاردا ومجهول محلّ الإقامة ومطلوبا للعدالة. بينما عيد معروف محلّ إقامته ويهدّد بحرب أهلية إذا ألقي القبض ليس عليه، بل على بعض أتباعه ممن ثبت تفجيرهم مسجدين في طرابلس راح ضحيتهما مئات اللبنانيين بين قتيل وجريح.

هذه المقارنة او الاجوبة ليست دفاعا عن الأسير، الذي سمح لنفسه ان يعتدى على امن الوطن وأمانه، ونشر الخوف في صفوف عدد كبير من اللبنانيين، بل مطالبة بالمساواة بين خارجَين على القانون، واحد جعلت منه الدولة “عبرا” بين أهله وجمهوره، وآخر يبدو أنّه عصي عن ملاحقنه فيجعل الدولة عبرة أمام اللبنانيين.

 

 

السابق
الإمام الحسين إلى موسوعة غينيس: عولمة كربلاء
التالي
الزوجة: خادمة؟ أو شريكة؟ أو ضيفة؟