ورشة تدريبية على التسامح: أكثر ما يحتاجه العرب حاليا

ورشة عمل عن التسامح
نبذ التعصب ونشر ثقافة التسامح مهمتان أساسيتان ملحّتان أمام شباب المجتمعات العربية. هذا ما تسعى إليه "الشبكة العربية للتسامح" التي جمعت مشاركين من ثلاث دول عربية لثلاثة أيام في برمانا ضمن سلسلة ورش عمل حول العالم العربي.
أكثر من عشرين شاباً وشابة، من الجنسيات اللبنانية، السورية والفلسطينية، شاركوا في ورشة العمل التدريبية التي نظمتها “الشبكة العربية للتسامح” في الأول من تشرين الثاني 2013 حتى الثالث منه في فندق غاردن – برمانا تحت عنوان “المواطنة وقيم التسامح”.
ناقش المشاركون مفهوم المواطنية والجوانب المدنية، السياسية، الاجتماعية ،الثقافية والاقتصادية منها، وكيف يمكن أن نتجه إلى المواطنة في مجتمعات متعددة ومتنوعة. كما ناقشوا ترسيخ التعايش والسلم الأهلي في المجتمعات العربية من خلال نشر مفهوم التسامح ومرجعياته، وأهمية نبذ التعصب وبناء علاقات ناجحة مع الآخر، خصوصاً التأكيد على أهمية التسامح السياسي، الديني والاجتماعي. وأكد المشاركون على أهمية دور الإعلام في تعميم وتعميق قيم التسامح بين الناس وخصوصاً في المجتمعات المتعددة الانتماءات الطائفية والعرقية.
 واستمع المشاركون إلى مداخلة قدمها رئيس جمعية الدفاع عن المساجين المحامي المصري محمد زارع حول المخاطر التي يتعرض لها المجتمع المصري خصوصاً بعد أحداث 30 يونيو وما تلاها.
شهد اللقاء حوارا مع المقاتل اللبناني السابق خلال الحرب الأهلية في لبنان، أسعد شفتري، وكان نقاشاً واسعاً حول تجربته في الحرب الأهلية اللبنانية وكيف انتقل من مشارك في الحرب إلى داعية للسلام ناشطاً ضد استمرار الحرب الأهلية التي لا تصل إلى نتيجة سوى تمزيق النسيج الاجتماعي.
يقول رئيس الشبكة العربية للتسامح الدكتور أياد البرغوتي (فلسطين): “يأتي هذا النشاط في إطار ورش العمل التدريبية التي دأبت الشبكة ومنذ تأسيسها عام 2008 على تنظيمها في لبنان وعدد آخر من البلدان العربية في محاولة لنشر مفهوم التسامح بما هو نبذ التعصب واحترام حقوق الآخر، وهو مفهوم لا يقف عن حدود الاعتراف بحق الآخر بخياراته فحسب، بل بالدفاع عن حقه في الاختلاف”. وهو مفهوم يستند إلى مرجعيات حقوقية مختلفة مثل شرعة حقوق الإنسان والعهود والمواثيق الدولية المختلفة المرتبطة بالشرعة.
وتشير المشاركة زينت السهلي (فلسطين) إلى أهمية مشاركتها “خصوصاً أنها المرّة الأولى التي أشارك في دورة تدريبية من هذا النوع وألتقي بأشخاص من خلفيات مختلفة ومن ثقافات متعددة. وأعتقد أنني بت أقبل بآراء الآخرين وأحترمها”.
وتؤكد المشاركة ديان أبي علام (لبنان) على أهمية أن “تكون شرعة حقوق الإنسان خصوصاً مرجعية لمفهوم التسامح، لأن الشرعة تنص على حق المعتقد وحرية التعبير، ما يعني أنه علينا قبول الآخر كما هو، وأن اختلافاتنا يجب أن تحل بالحوار واحترام خصوصية الآخر”.
ويرى لؤي حافظ (سورية) أن الدورة “مهمة لأنها ساعدتنا على معرفة بحيث نواجه حالات التعصب ورفض الآخر التي تجتاح مجتمعنا السوري، والمهم كيف يمكن أن ننقل ما تدرّبنا عليه إلى المجتمع السوري للتخفيف من الاحتقان بسبب دورة العنف هناك”.

 

السابق
المحور الأميركي الإيراني الإسرائيلي
التالي
بري: اسرائيل تنشر محطات تجسس على طول الحدود مع لبنان