ورشة الطيور المحلقة المهاجرة

الطيور

نظم مشروع الطيور المحلقة المهاجرة، ورشة عمل بعنوان “تعميم مبادىء حماية الطيور المهاجرة المحلقة في قطاع السياحة البيئية”، في فندق كورال بيتش.
ويركز مشروع إدماج مفاهيم حماية الطيور المحلقة المهاجرة في القطاعات الإنتاجية الرئيسية على مسار الهجرة ضمن حفرة الانهدام – البحر الأحمر. ويعتبر هذا المسار هو ثاني أهم مسارات الطيران للطيور الحوامة المهاجرة في العالم (الطيور الجارحة، اللقالق، طيور البجع، وطيور ابو منجل)، يستخدمه 37 نوعا من الطيور الحوامة المختلفة، بما في ذلك 5 أنواع مهددة بالانقراض عالميا. ويهدف المشروع إلى إدماج مبادىء حماية الطيور الحوامة المهاجرة في القطاعات الإنتاجية على طول مسارات الطيران التي تشكل أكبر خطر على قدرة هذه الطيور لتحقيق الهجرة الآمنة، وهي قطاعات الصيد والزراعة والطاقة وإدارة النفايات، وفي الوقت نفسه تعزيز الأنشطة في القطاعات التي يمكن أن تستفيد من هذه الطيور، مثل السياحة البيئية.

وتحدث في افتتاح الورشة مدير جمعية حماية الطبيعة في لبنان SPNL اسعد سرحال فشدد على “ضرورة ربط السياحة البيئية بموضوع الطيور المحلقة المهاجرة والطرق التي يسلكها الرعيان”. وأكد ان “الخطوة الابرز المتوقع انجازها في موضوع تنظيم الصيد تتمثل بتحديد مناطق خاصة للصيد موزعة في مختلف المحافظات اللبنانية وتستند الى خرائط مفصلة الامر الذي يساعد على مراقبة هذا القطاع وضمان انفاذ قانون الصيد البري وكل المراسيم التنظيمية، لا سيما مرسوم تحديد نوعية وكمية الطرائد المسموح بصيدها.
ورحب سرحال ب”التعاون مع ادارة مشروع الطيور المحلقة المهاجرة، ووزارة البيئة والمجلس العالمي للطيور، لحماية الطيور لا سيما المحلقة من المخاطر التي تتعرض لها من قطاعات مختلفة”، مؤكدا ان “العمل يتركز على عناصر اساسية، منها، الدراسات العلمية والمراقبة، والتوعية والارشاد، وتنمية القدرات، ودعم القوانين والمراسيم التطبيقية”.
اضاف: “أجري مسح ميداني للمناطق المهمة للطيور المهاجرة وخطوط الهجرة، وسينتهي بأطلس للطيور المحلقة والخرائط والمعابر التي تمر ضمنها. كما سيتم اعداد كتيب من اجل التعريف على مبادىء السياحة البيئية ومراقبة الطيور يوزع على الجمعيات والشركات السياحية والمدارس، وربما سيكون هناك مركز خاص يجمع كل هذه المعلومات يفتح امام الراغبين بالاطلاع على المعلومات والعاب تعرف الطلاب على مهارات مراقبة الطيور”.
وتحدث رئيس المجلس العالمي لحماية الطيور خالد ايراني عبر سكايب من الاردن، مشيدا ب”موضوع الورشة وبالمشاركين فيها”.
وعرض ايراني وهو وزير البيئة الاسبق في الاردن لتجربة الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في حماية الطيور وهجرتها ودراساتها باعتبارها من اهم المؤشرات الحساسة الدالة على التغيرات البيئية”.
وتناولت جلسة العمل الاولى موضوع الطيور المهاجرة والسياحة البيئية حيث عرضت امينة سر المجلس الاعلى للصيد البري لارا سماحة للمسار التشريعي لتنظيم القطاع حيث تم انجاز جميع المراسيم التنظمية باستثناء مرسوم بوليصة التامين الالزامي التي تحتاج الى اقرارها في مجلس الوزراء.
بدوره عرض باسكال عبد الله “مختلف التعريفات المتعلقة بالسياحة في الطبيعة، والسياحة البيئية، وسياحة التطوع”، مؤكدا ان “هناك خلط كبير بين مختلف انواع السياحات في لبنان”، ومشددا على ضرورة حصر السياحة البيئية ضمن السفر المسؤول إلى المناطق الطبيعية الذي يهدف الى المحافظة على البيئة وتحسين مستوى الحياة لدى المجتمعات المحلية”.
وعرضت شاليمار سنو من جمعية حماية الطبيعة في لبنان “أهمية ربط الثقافة إلى الطبيعة من خلال العديد من المشاريع وابرزها اعادة احياء نظام الحمى”، مؤكدة ان “جمعية حماية الطبيعة في لبنان تعاونت مع البلديات والسكان المقيمين وقطاعات الإنتاج، في استعادة نظام الحمى في تسعة مواقع لبنانية، وسعت الى إعادة تكريس النظام الموروث في استخدام الموارد وتصنيف الأراضي وحمايتها، وتطوير مفهوم الحمى التقليدي الموروث ليتلاءم مع حاجات التنمية المحلية”.
الاعلامي بسام القنطار تحدث عن دور الأعلام في تعميم مفهوم السياحة البيئية وحماية الطيور مؤكدا “اهمية الاعلام الجديد في تسليط الضوء على هذا القطاع، وعلى اهمية تدريب الاعلاميين للتعرف على اهمية الحياة البرية في لبنان وعدم تبني المفاهيم الخاطئة التي برزت في العديد من التقارير مثل اجهزة تعقب الطيور التي وصفت بانها اجهزة تجسس او من خلال تقديم معلومات خاطئة عن بعض الانواع مثل الافاعي والضباع”. وطالب الجمعيات البيئية وشركات السياحة البيئية ب”ضرورة تعزيز التواصل مع وسائل الاعلام للتعريف بالمشاريع التي يتم تنفيذها”.
وتابع: “وخصص مشروع الطيور المهاجرة جزء من حملته عبر الاعلام الاجتماعي من خلال حسابات يوتيوب وفليكر وتويتر وغوغل وغيرها، ويمكن للزملاء الصحفيين والمدونين المساهمة في المواد التي ينشرها المشروع وترويجها عبر وسائط الاعلام الاجتماعي والتركيز على استعراض الممارسات الحالية لصيد الطيور والكشف عن مخالفاتها وآثارها، اضافة الى طرح البدائل مثل مراقبة الطيور والسياحة البيئية ورياضة الرمي على الاطباق شرط ان تكون صديقة للبيئة ومراعية لمعاير السلامة”.
المنسق الاقليمي لمشروع الطيور المهاجرة أسامة النوري شدد على “اهمية الربط بين القطاع السياحي وحماية الطيور المهاجرة التي تكرس ثقافة الحفاظ على الطيور”، لافتا الى أن “المجلس ينفذ العديد من النشاطات حول ربط مراقبة الطيور بالسياحة البيئية بالتعاون مع الهيئات الحكومية والاهلية والقطاع الخاص بما في ذلك تطوير القدرات وإجراء الأبحاث حول مواقع المراقبة والترويج لها”.
جلسة العمل الثانية عرضت لتجارب المجتمعات المحلية في السياحة البيئية، حيث عرضت باسمة الخطيب مساعد المدير العام في جمعية حماية الطبيعة في لبنان لشراكة الجمعية مع المجتمعات المحلية في المواقع البيئية، كما عرضت تجربة محمية أرز الشوف، ودرب الجبل اللبناني، وقدم شادي العنداري من جامعة البلمند تجربة مراقبي الطيور في لبنان”.
بدوره قدم باسكال عبد الله عرضا حول تسويق المواقع الإيكولوجية الهامة من أجل الثقافة والطبيعة من خلال تجربة شركة Responsible Mobilities
جلسة العمل الثالثة عرضت تجارب وكلاء السياحة والقطاع الخاص في السياحة البيئية حيث عرض كريم الجسر للأهمية الاقتصادية للسياحة البيئية، وعرض اندريه بشارة مدير شركة Great Escape لتجربة وكلاء السفر ومنظمي الرحلات السياحي، كما عرضت ديانا خضر لمشروع شلالات الزرقاء في بعقلين ودوره في السياحة البيئية.
بدوره طالب زياد حمادة من شركة حمادة ترافل بإنشاء هيئة بيئية سياحية تكون مهمتها تدريب أدلاء سياحيين بيئيين.
كما عرضت كل من فرانسيسكا باسيتي وكونشا ساغويرو من جمعية “رعي بلا حدود” لتجربة اسبانيا في ربط مسار الرعي بالسياحة البيئية ونظام الرعي المتبع في اسبانيا والطريقة التي اتبعت في اسبانيا لتنشيط القوانين المتعلقة بحماية الطبيعة و بالأخص الطيور المهاجرة المحلقة.
وتستمر ورشة العمل اليوم الثلثاء في منطقة خربة قنافار في البقاع الغربي حيث سيتم مناقشة مسودة الاستراتيجية الوطنية للسياحة البيئية كما ستقام مباراة زجل تحييها “جوقة الليالي” وموضوعها الفرق بين “الصياد” صديق الطبيعة و “القواص” الجاهل الذي يدمر البيئة.
وتختتم الورشة برحلة ميدانية الى حمى عنجر – كفرزبد يوم الاربعاء حيث ستتم مراقبة الطيور واعلان وزير الزراعة حسين الحاج حسن عن الحمى الجديدة في المنطقة.

السابق
الحديث إلى إيران هو الحل
التالي
حفل تخريج طلاب في جويا