جنبلاط: لا اعادة تموضع بل ما زلت في مكاني وهدفي الانفتاح على كل القوى

علق رئيس “جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط، عما اذا كان اداؤه السياسي مؤشر لعودته الى الرئيس السوري بشار الأسد بالقول:”ابدا منذ تسوية بعد 7 ايار الى حكومة نجيب ميقاتي كان الهدف الاساسي التهدئة بعد 7 ايار والحوار والانفتاح على كل القوى والاستقرار”.

ولفت جنبلاط في حديث تلفزيوني، الى “اننا ادوات صغار، والمجتمع مقسوم عاموديا ومذهبيا وسياسيا، تتصارع على سوريا امم ودول كبرى”، متسائلا “هل نحمل في لبنان تداعيات هذا الصراع؟”، موضحا “انه يريد تحييد لبنان عن هذا الصراع”.

واشار جنبلاط الى “انه كان على خلاف الاخرين الذين ظنوا ان النظام السوري سيتداعى بعد اشهر من الحرب، وعلم ان الحرب الاهلية طويلة”، كاشفا ان “صديقه حكمت شهابي قال له ان سوريا ذاهبة الى حرب اهلية، وفي 2012 قال له ان سوريا متجهة الى ما يشبه الصومال”.

ولفت جنبلاط الى ان “النظام السوري استفحل في القتل الجماعي وتدمير مدن باكملها، الى ان خلق واقعا معينا وانقلب الصراع الى مذهبي وطائفي”، معتبرا ان “البعض ظن انهم يستطيعون قلب النظام سريعا”، متسائلا “لماذا لم يجر توحيد التمويل للمعارضة ولماذا اُدخلت تلك العناصر بالآلاف الى سوريا؟”.

ورأى جنبلاط ان “اليوم المطلوب وقف تسرب الجهاديين وتوحيد وصول المال للمعارضة وتوحيد الجهد العسكري وحضور مؤتمر جنيف-2 مع وفد يمثل كافة الشرائح السورية”.

واعتبر جنبلاط ان “الغياب عن مؤتمر جنيف-2 خطأ وذلك كي لا يُعطى النظام ذريعة وهو ذريعته انه يحارب الارهابيين وهذا غير صحيح وهو اطلق ارهابيين من سجونه ومنهم برهان علوش وغيرهم، وهؤلاء تُركوا من السجون السورية في 2011 وهذا النظام يطلق سراح هؤلاء ليقول للغرب انه يحارب التكفيريين”.

واشار جنبلاط الى انه “طُلب في الاجتماع الاخير حكومة انتقالية يكون لها جميع الصلاحيات في ادارة الامن والجيش”، متسائلا “كيف يمكن اقناع الاسد بالتخلي عن الامن والجيش؟”.

ولفت جنبلاط الى “انه لم يصدق في اي لحظة من اللحظات ان الغرب سيضرب سوريا”، مشيرا الى “انه طالب سابقا بسلاح للجيش السوري الحر وكان الحواب غامضا او ان هذا الامر يؤدي الى حرب اهلية”، معتبرا ان “الجيش الحر في حال نجحت الفترة الانتقالية وطُلب من الاسد التخلي من قبل روسيا او ايران، فيجب ان يتم ضم الجيش الحر الى الجيش السوري”.

واشار جنبلاط الى “انه عندما تكلم مع نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان في العاصمة التركية اسطنبول قال له اذا استمر الوضع على ما هو عليه سوريا ذاهبة الى حرب اهلية وربما التفتيت، ولكن هذا لا يلغي اهمية المشاركة بجنيف وتوحيد الرؤية العربية والدولية حول اهمية وحدة سوريا والحفاظ على المؤسسات والجيش”.

في سياق اخر، رأى جنبلاط انه “يجب ان ننسى سلاح “حزب الله” وبحال تم طرحه نعود الى طاولة الحوار، ويجب اعادة تصويب بندقية المقاومة”، لافتا الى “انه لا يريد التعليق فكل الاوضاع في البلد في انتظار انسحاب “حزب الله” وغيره من سوريا وفي انتظار التسوية الاميركية الايرانية اذا حصلت وفي انتظار ان تعود سوريا موحدة، لنعالج الممكن تحت اطار الممكن”.

واكد جنبلاط “انه ما زال في الموقع الوسطي ويحاول مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ان نردأ الاخطار عن لبنان ورأينا ذلك في صيدا وطرابلس وربما اذا حصلت معركة القلمون سيكون لها انعكاس على عرسال ولنحاول تخفيف الاضرار”.

واعتبر جنبلاط ان “بري يملك من الحنكة والشجاعة بان لا يقوم بأي خطوة في المجلس النيابي دون مكون اساسي في البلد”، لافتا الى “انه لا يزال في مكانه فيما يتعلق بعدم المراهنة على السقوط السريع للنظام السوري وتوحيد المعارضة ونبذ الفئات التي جاءت من خارج سوريا”.

واشار جنبلاط الى “انه حاول تسويق صيغة 8-8-8 وكان الجواب أن رئيس الحكومة المكلف تمام سلام من 14 آذار، ثم جاءت صيغة 9-9-6 التي طرحها بري”، موضحا ان “وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال وائل ابو فاعور ذهب الى السعودية وربما فهم من رئيس المخابرات السعودية بندر بن سلطان اننا سندرس الامر لكن استشر رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ثم ذهب ابو فاعور الى الحريري”.

واعتبر جنبلاط ان “السلاح قرار غير لبناني والدخول الى سوريا من الجهتين قرار غير لبناني”، لافتا الى انه “ربما عند “حزب الله” هذا امر عمليات لبناني ايراني، وعند الفريق الآخر هناك تشتت”، داعيا الى “ترك هذا الموضوع ومعالجة المواضيع الانية وحاجات المواطن”، مشيرا الى ان “هناك حيز ما كشؤون الكهرباء او التعليم الجامعي او النزوح السوري لا علاقة له بالثلث المعطل”.

ورأى جنبلاط انه “ربما الحوار الاميركي- الايراني اذا انتج قد يؤدي الى انسحاب “حزب الله” في سوريا شرط ان يكون مدخل ذلك الحل السياسي في سوريا”، لافتا الى انه “ليس قدرته او قدرة سعد الحريري سحب “حزب الله” من سوريا وبالتالي يجب ان ينسى الموضوع”، معتبرا ان “حزب الله واقع سياسي امني عسكري، لا يخيفه، وهمه الاساسي بعد 7 ايار كان التهدئة ثم الحوار بعد الدوحة، ولكن اليوم تُركنا لوحدنا”.

ولفت جنبلاط الى ان “المطلوب توافق ربما عربي ودولي حول الاستقرار في لبنان”، مشيرا الى ان “الاميركيين غامروا عن حماقة في 2006 وانتصر حزب الله”، مؤكدا ان “محاولة الغاء الاخر لا تفيد خاصة اليوم في معادلة دولية اكبر من كل فرقاء لبنان”.

ولفت جنبلاط الى “انه لم يخذل السعودية واوضح كلامه، وكان يقول انه لا يمكن ان نستدعي الازمة السورية الى لبنان ويجب ان نحيد انفسنا قدر المستطاع ثم نادينا بالتمثيل السياسي لحزب الله مع الثلث”، معتبرا انه “الافضل تنظيم الخلاف السياسي داخل الحكومة بدل التراشق خارج الحكومة”.

واشار جنبلاط الى “انه نصح سليمان بالذهاب الى السعودية وهو لديه الحنكة السياسية لتوصيف الوضع اللبناني”، لافتا الى “انه يحاول ان يكون مكان المواطن فهناك شؤون يجب معالجتها بعيدا عن تطاحن المحاور”، مؤكدا “انه لم يستسلم، ويراهن على ان يسقط النظام السوري وتبقى المؤسسات موحدة”.

ورأى جنبلاط انه “يجب ان يقضي مؤتمر جنيف 2 الى انتقال 2 يعتمد على تطبيق ما تم الاتفاق عليه في جنيف 1، والاتفاق على هيئة انتقالية تحظى بموافقة الطرفين، هذا بيان جنيف، وهنا الاشكالية الكبرى”.

ودعا جنبلاط الى ان “يبقى الخلاف خارج الحدود اللبنانية”، معتبرا ان “حزب الله يدخل الى سوريا وغيره كذلك، وهذا خطأ تاريخي ولكن لا استطيع ان املي عليهم ارادتي، وخطأ تاريخي ايضا ادخال عناصر غير منضبطة للقتال الى جانب الشعب السوري”، مشيرا الى ان “حزب الله وغيره دخلوا من دون إذنه الى سوريا ولا يؤمن الغطاء له”.

واكد جنبلاط “انه لن يسير بحكومة امر واقع وابلغ سليمان بذلك لأن هكذا حكومة تؤدي الى صدمة وربما مكون اساسي من البلد كحزب الله او حركة أمل ينسحبون من الحكومة وتصبح حكومة غير ميثاقية وعندها يسحب وزرائه وهو مع صيغة التوافق”.

 

 

السابق
العلمانيون يحددون الرئيس في انتخابات (AUB)
التالي
ظريف: طهران مستعدة للدعوة لانسحاب المقاتلين الاجانب من سوريا