بعد 30 عاماً في الشيوعي: المرأة أقلّ من الرجل

علياء نجدي
هكذا بعد 30 عاما في الحزب الشيوعي اليساري الأممي الطليعي المنفتح، تنسحب علية نجدي من انتخابات بلدية صريفا لصالح "الرجل"، وتقول في ختام حديثها مع "جنوبية": "أنا شخصيا، ورغم اني امرأة"!. امرأة؟ و"رغم أنني"؟ وتنسحب من أجل "الرجل"؟!

“المرأة بذاتها التي لا تبادر، والمجتمع الذي لا يساند، وخشية الطبقة السياسية من الاختراق والتغيير يفقدها السيطرة، وهذه الحالة موجود في كل الطوائف دون استثناء”. هذا ما تقوله الباحثة ليلى الرحباني . أما “الرفيقة” عليّة نجدي فتجيب: “أنا عضو في الحزب الشيوعي اللبناني منذ العام 1985، العام الذي شهد زواجي، وحاملة للبطاقة الحزبيّة منذ كنت في السادسة عشرة. من بلدة صريفا، ومع هذا اعرّف عن نفسي فأقول: أنا عنصر زحّاف.

هذا ما بدأت به عليّة نجدي حديثها عن تجربتها الحزبيّة كامرأة في حزب يساري نادى بالمساواة بين المرأة والرجل اجتماعيا وحقوقيا. لكنه لم يُحرّك ساكنا على صعيد كوادره النسائية. فلا تزال ماري دبس المرأة الوحيدة التي تتسلم منصبا رفيعا على صعيد القيادة. “في السابق كانت اجتماعاتنا سرية. اما في التسعينيات كنت قد صرت مسؤولة وكانت مهمتي تجنيد اعضاء – اذا صح القول – وتثقيفهم سياسيا. وانا الان عضو مجلس المحافظة وعضو لجنة المنطقية على صعيد قضاء صور، ولازال بيتنا بيتا وطنيا…”.
وتتابع: “انا كنت اساعد شباب المقاومة، علما ان ابني أصيب خلال عدوان تموز2006 وأخي استشهد، وقد سقط للحزب خمسة شهداء حينها.. اما اولادي فابني مسؤول اتحاد، وابنتي مسؤولة في منطقة النبطية”. وتتابع: “كنت أدير حلقات، وفي الوقت نفسه أتثقف سياسيا من خلال مسؤول المحافظة عبر لقاء اسبوعي. وجلّ عملنا يتمحور بالانفتاح على البلديات، حيث اننا خرقنا اللائحة في صريفا”. وتضيف “الرفيقة المناضلة” عليّة، فتقول: “نتميّز كمنظمين في الحزب الشيوعي اننا من المثقفين والاساتذة، لكن الوضع المُسيطر يمنع ظهورنا”.
وتكمل: “انا لا زلت مزارعة لكني ناقمة على الوضع بسبب التعب، الا اني لن اغيّر، ودمي سيبقى احمر”. ولا تقبل بنقد القيادة، بل تؤكد ان “القيادة تعلم بجهودنا”. لكن هل شاركت في احتفالات الحزب مؤخرا؟، تجيب: “لا، أولادي شاركوا لاني كنتُ اقطف الزيتون”. وماذا عن تراجع الحزب والفوارق بين الشعارات والتطبيقات، تجيب: “شعاراتنا لم تتغيّر، وليس هناك عدد كبير من النساء في الحزب لنغيّر فهن قلة”. وتضيف عليّة: “لا زلت أؤمن بأفكار الحزب طبعا، وفي آخر اجتماع لنا قلت ان التغيير يبدأ من بيوتنا”.
لكن بماذا يُشبه الحزب الشيوعي حزب الله؟، تجيب: “يتشابهون برفضهم النقد، لكن نتميّزعنهم اننا نتملك الحرية والجرأة على الصعيد السياسي والإجتماعي”. نصل الى الحديث عن ندرة إيصال امرأة الى البلديات من خلال الأحزاب، فتقول: “ترشحت في العام 2009، لكن طلبوا منيّ الانسحاب لصالح أحد الرفاق، لأنّ العقليّة الجنوبيّة تنتخب الرجل وليس المرأة، ومسألة انسحابي لا تعني عدم التكافؤ مع الرجل”. وتختم: “أنا شخصيا، ورغم اني امرأة، مهّدّية الوضع بالضيعة”!. هكذا بعد 30 عاما في الحزب الشيوعي اليساري الأممي الطليعي المنفتح، تنسحب علية نجدي من انتخابات بلدية صريفا لصالح “الرجل”، وتقول في ختام حديثها مع “جنوبية”: “أنا شخصيا، ورغم اني امرأة”!. امرأة؟ و”رغم أنني”؟ وتنسحب من أجل “الرجل”؟!

السابق
اختطاف علي شرف الدين من جرود نحلة ونقله الى الاراضي السورية
التالي
كيف تآمروا على الله (2)