الديار: ابراهيم يقابل الأسد والتواصل اللبناني ــ السوري جيد

كتبت “الديار ” تقول: الجانب اللبناني يتحرك بحرارة، رغم ان المؤسسات جامدة، والجلسة التشريعية التي دعا اليها الرئيس نبيه بري لم تنعقد لغياب 90% من الطائفة السنية، وقد زار النائب اكرم شهيب الرئيس بري موفدا من جنبلاط وابلغه تأييد الاخير لعقد الجلسة التشريعية كي لا يتم تعطيل المجلس النيابي لانه الملاذ الاخير.
اما اللواء عباس ابراهيم مدير عام الامن العام، فبعد الانجازات التي حققها في سوريا وقطر وتركيا وادت الى الافراج عن المخطوفين اللبنانيين التسعة في اعزاز مقابل الافراج عن الطيار التركي ومساعده وبدء سوريا بالافراج عن المعتقلات امس، فإنه قابل الرئيس بشار الاسد وبحث معه كل اتصالاته التي اجراها بشأن الافراج عن المخطوفين والعلاقات اللبنانية – السورية وقضية المطرانين المخطوفين. وجاء بيان 14 اذار لينتقد الاتصال والزيارة، لكن اجواء قريبة من المدير العام للامن العام قالت “ان اللواء ابراهيم يريد العمل لمصلحة كل اللبنانيين وانه لكل اللبنانيين و14 اذار لبنانية، فيده ممدودة لهم وقلبه مفتوح لهم ومنطلقه في العمل هو لكل الفئات اللبنانية، وان اللواء ابراهيم ليس رجل مهاترات بل رجل عمل يحاول تحقيق انجازات وهمه اولا مصلحة لبنان وكل اللبنانيين.
اما بالنسبة للجلسة التشريعية التي لم تعقد، فإن جنبلاط هاجم الرئيس فؤاد السنيورة متهما اياه انه السبب في التعطيل علما ان الرئيس ميقاتي رفض حضور الجلسة التشريعية متضامنا مع الطائفة السنية وهذا السبب الاساسي لتعطيل الجلسة.
على صعيد آخر، فإن كلفة اولية لليلة واحدة للاشتباكات في طرابلس على الصعيد المادي قدرت بـ250 الف دولار لان هناك حوالى الفي مقاتل يطلقون النار طوال الليل ويقتلون بعضهم البعض اضافة الى اصابة منازل بالرصاص والقذائف، واذا كان كل مقاتل يتقاضى 30 دولارا في الليلة الواحدة، بالاضافة الى معدل اطلاق حوالى 60 الف طلقة في الليلة مضافا اليها الخسائر في المنازل، فإن كلفة الليلة الواحدة تتجاوز 250 الف دولار ناهيك عن الخسائر البشرية التي لا تعوض وادت الاشتباكات الى سقوط 6 قتلى منذ بدايتها قبل 3 ايام واكثر من 70 جريحا.
كما ان مدينة طرابلس من جبل محسن الى الميناء الى باب التبانة الى التل والملولة وغيرها من المناطق، تحولت الى مناطق منكوبة، فلا احد يزور هذه المحلات التجارية وباتت الحركة الاقتصادية معدومة في عاصمة الشمال الثانية والمطاعم فارغة وحركة السير خفيفة وهذا يشكل اكبر خسارة للمدينة يوميا وتتجاوز قيمتها نصف مليون دولار.
والسؤال هو: من اين يأتي تدفق الاسلحة الى طرابلس الى باب التبانة وجبل محسن والمدينة كلها، واذا كانت اشارات الحرب هي السلاح والمال، فإن الاشارتين موجودتان حيث يتدفق السلاح وكذلك يتدفق تمويل المقاتلين، فمن اين يأتي التمويل ومن اين يتدفق السلاح؟ وهذا هو السؤال الاساسي وهذا ما جعل الخطة الامنية لطرابلس وهمية ما لم يتم وقف تدفق الاسلحة ومعرفة مصدرها ومعرفة مصدر التمويل لاستمرار الحرب.
اما بالنسبة لزيارة البطريرك الراعي الى قطر واجتماعه بأميرها الشيخ تميم البحث معه بقضية المطرانين المخطوفين في حلب، ولو ان المطرانين ليسا لبنانيين لكن على حد قول اللواء عباس ابراهيم مدير عام الامن العام “ان القضية ليست لبنانية لكنها تؤثر على التركيبة اللبنانية واننا سنبذل جهدنا من اجل الافراج عن المطرانين المخطوفين”.
فيما البطريرك الراعي اثار هذا الموضوع مع امير قطر الذي اكد ان قطر تضع امكانياتها للافراج عن المخطوفين وبمناسبة زيارة الراعي الى قطر فقد قدم الامير تميم ارضا تبلغ مساحتها عشرة آلاف متر لاقامة كنيسة مارونية في قطر وهذه اول كنيسة تشاد في الدوحة عاصمة قطر.

الجلسة التشريعية
وبالعودة الى الجلسة التشريعية فما زالت لغة “التشريع” معطلة بسبب الخلافات السياسية بين فريقي 8 و14 اذار، فأرجأ الرئيس نبيه بري الجلسة العامة الى 20 تشرين الثاني لدرس جدول الاعمال الموزع سابقا واقراره، علما ان هذا البند تتذرع به 14 اذار للمقاطعة وعدم حضور الجلسة. وقد شهدت الجلسة تراشقا للاتهامات بين نواب 8 و14 اذار على خلفية التعطيل دون ان تحمل المواقف اي جديد، وسط التزام نواب التيار الوطني الحر الحياد وانتظار اشارة الرئيس بري للدخول الى قاعة المجلس وبالتالي تأمين النصاب. لكن الرئيس بري ابلغ الجميع انه لن يعقد جلسة غير ميثاقية وخاصة في غياب المكون السني، لكن الرئيس بري دعا البعض الى عدم الرهان على تغيير موقفه النابع من الحرص على مجلس النواب ودوره.

جنبلاط والمستقبل
اما البارز فكان استمرار النائب وليد جنبلاط ونواب جبهة النضال الوطني بوقوفهم الى جانب الرئيس بري، الذي اوفد له جنبلاط النائب اكرم شهيب الذي نقل اليه تحيات جنبلاط وتأييده لمواقفه. وكان جنبلاط قد ابلغ الرئيس بري هذا الموقف بعد اتصال هاتفي اجراه معه. وتطرق جنبلاط الى مواقف السنيورة وقوى 14 اذار المعطلة للتشريع، وقد انتقد جنبلاط بعنف مواقف المستقبل و14 اذار لجهة تعطيل عمل المجلس النيابي، فيما اكد النائب اكرم شهيب ان المجلس النيابي هو الملاذ الوحيد لحل الخلافات وان التعطيل غير مبرر.
مواقف جنبلاط استدعت ردا من نواب المستقبل الذين حملوا بعنف على مواقف جنبلاط وتقلباته “وان افضل سبيل للتعامل مع جنبلاط هو اعتباره غير موجود في عالم السياسة وبين السياسيين، وان جنبلاط يدور سبع دورات سياسية في الاسبوع، وانه يتحدث دائما عن المسدس المصوب الى رأسه، فيما هو موجه ايضا الى رأس كل قيادات 14 اذار وليس رأس وليد جنبلاط فقط، والسيارات المفخخة لم تستهدف الشوف بل طرابلس”، وبالتالي فإن العلاقة مقطوعة بين المستقبل وجنبلاط الذي رد على حملات تيار المستقبل والجماعة الاسلامية عليه من منطقة اقليم الخروب السنية بتكثيف اللقاءات مع التيار الوطني الحر في الشوف وخصوصا مع كوادر التيار الوطني الحر في اقليم الخروب، هذا مع العلم ان جنبلاط استاء جدا من كلام الحريري الاخير ضده عبر النائب عقاب صقر “عليك ان تعرف حدود امارتك” قاصدا الشوف فقط وليس اقليم الخروب.

الوضع في طرابلس
اما في طرابلس، فإن الاشتباكات العنيفة تصاعدت ليل امس عبر استخدام القذائف الصاروخية والاسلحة الرشاشة مما رفع عدد القتلى الى 6 منذ بدء الاشتباكات و80 جريحا وتعطيل الحياة العامة في المدينة وحصول عمليات نزوح كبيرة من مناطق “التماس” باتجاه اماكن بعيدة عن القصف والقنص. وقد تعامل الجيش اللبناني بعنف مع مصادر النيران، خاصة على محور البقار – جبل محسن وعزز انتشاره في شوارع واحياء المدينة.
وقد عقدت لقاءات سياسية لمعالجة الملفات وانتقل الرئيس ميقاتي الى طرابلس واستقبل مفتي طرابلس مالك الشعار وتمت الدعوة الى اخذ الجيش اللبناني دوره وضرورة الحسم ايا تكن النتائج.
اما اللقاء الوطني الاسلامي الذي اجتمع في منزل محمد كباره، فانتقد بشدة ما يجري من فلتان امني ووصف المجتمعون الخطة الامنية في عاصمة الشمال بالمهزلة، بعدما اقتصرت على الحواجز التي حاصرت المدينة، مطالبا الرئيس سليمان باستدعاء قائد الجيش والاجتماع مع ميقاتي لوضع حد لممارسات ما اسموه عصابة جبل محسن في حق طرابلس للتعمية على جريمتهم بتفجير المسجدين في المدينة، ووصف ما يجري بأنه حرب على “السنة” من بوابتي طرابلس وعرسال.
اما الحزب العربي الديموقراطي فأكد عبر مسؤوله الاعلامي، انه لن ينجر الى الفتنة وقال: “بعض الفتيان قاموا بإطلاق مفرقعات نارية مع اطلالة الرئيس السوري بشار الاسد على محطة “الميادين”، وعلى الفور انهمر الرصاص على جبل محسن وسقط الفتى دانيال الاحمد و3 جرحى”، وسأل المسؤول الاعلامي عبد اللطيف صالح “اذا كانوا يقولون ان هؤلاء المسلحين من الزعران، فإننا نسأل من اين لهؤلاء السلاح والذخائر ومن يمولهم، واشار الى اننا نرفض الانجرار الى معركة ستكون باهظة الثمن على الجميع”.
ولفت الى ان تلك المجموعات وبعض القيادات تكرر في كل مرة انه في حال اندلاع معركة القلمون السورية ستندلع المعارك في الشمال والبقاع.
من جهة ثانية، اكدت معلومات عن دخول اسلحة بأعداد كبيرة الى طرفي النزاع في طرابلس وان التحضيرات من قبلهم اكتملت استعدادا لجولة عنف جديدة يتحدث عنها الجميع في طرابلس.

السابق
السفير: خط التماس الإقليمي يعبث بطرابلس
التالي
المستقبل: جماعة الأسد تشعل طرابلس.. وأهلها يناشدون سليمان التدخّل