الجمهورية: الأسد ينتظر دليلاً على تورّط سوريا في قضية سماحة

كتبت “الجمهورية ” تقول: وسط غابة من الشروط والشروط المضادة، تبقى مسيرة التأليف الحكومي متعثرة حتى إشعار آخر، فيما عاد الهاجس الأمني الى الواجهة ما استدعى عقد اجتماع أمني موسّع في قصر بعبدا. أمّا مجلس النواب فيستقطب الأضواء مع انعقاد جلسة انتخاب اللجان النيابية اليوم، وترقّب مصير الجلسة التشريعية غداً وبعد غد في ضوء جواب فريق 14 آذار لرئيس المجلس النيابي نبيه برّي.
إستأثر اللقاء بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره السعودي الأمير سعود الفيصل في مقر إقامته بباريس أمس، قبل لقائه أعضاء لجنة المتابعة العربية، اهتمام المراقبين بعد كلّ ما نمي من خلافات بين واشنطن والرياض.
وأكد كيري بعد اللقاء انّ بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة ليس ضرورياً لإنجاح عملية إتلاف السلاح الكيماوي، معتبراً ان الحرب في سوريا ستستمر اذا أعيد انتخاب الاسد في العام 2014. وقال: “لا أعرف كيف يمكن أن تؤدي إيران دوراً بنّاء في سوريا من دون دعم تشكيل حكومة انتقالية”.
ولفت كيري الى ان ” الاسد صمد حتى الآن بسبب دعم “حزب الله” وايران” وتدخّلهما وحان الوقت للأمم المتحدة للبحث في هذا التدخل، معتبرا ان “اعادة انتخاب الأسد ستطيل أمد الحرب في سوريا”، مشيرا الى ان “هناك كارثة انسانية مرتقبة إذا لم تحل الأزمة سياسيا”.
واكد انه “لم يحصل أي تغيير في السياسة الأميركية تجاه سوريا”، مشيرا الى ان “عدم القيام بضربة عسكرية كفل نزع سلاح الأسد الكيماوي”، مؤكدا ان “لا حل عسكريا للأزمة”، لافتا الى “اننا نركز على مساعدة المعارضة المعتدلة في سوريا.
وتزامن اللقاء الأميركي ـ السعودي مع هجوم عنيف شَنّه الأسد على السعودية، معتبراً انها وقطر وتركيا متورطون بدعم الإرهاب في بلاده.
وقال: “إن السعودية تدعم علناً المجموعات المسلحة في سوريا، وهي تنفّذ سياسات الولايات المتحدة بكلّ أمانة”.
وأعلن أنه لا يرى أيّ مانع في الترشح للرئاسة، وأوضح انّ “هذا الموضوع من شقّين: شخصي وشعبي، وشخصياً لا أرى أيّ مانع من ترشحي للإنتخابات، أما شعبياً فمن المُبكر الحديث عن هذه النقطة قبل تحديد موعد للإنتخابات”. ودعا المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي إلى “الالتزام بمهامه وعدم الخروج عن إطارها”. وأعلن “أننا ننتظر من الرئيس ميشال سليمان دليلاً على تورّط ميشال سماحة في القضية التي اتُهم بها”.
توازياً، تتكثف الإجتماعات والإتصالات الدولية لعقد مؤتمر جنيف 2، والضغط على المعارضة السورية للمشاركة فيه. وقد أثارت أهداف لقاء “مجموعة أصدقاء سوريا” الذي يعقد في لندن اليوم تساؤلات لدى موسكو التي شدّدت على “وجوب أن يعمل الجميع في مجرى واحد بشكل يضمن الوصول الى النتائج في طريق تفعيل التسوية السياسية في سوريا”.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إن “الأمر يتلخص في أن مجموعة “أصدقاء سوريا” تمثّل مذهبا سياسيا واحدا فقط في ما يتعلق بمسائل التسوية السورية، وطرفاً واحداً فقط من أطراف المعارضة السورية”.
وأضاف أن “عملية التحضير لمؤتمر “جنيف-2″ تجري في إطار روسيا – الولايات المتحدة – الأمم المتحدة، مع انضمام بريطانيا والصين وفرنسا اليها، وإطار العمل هذا تمّ الإتفاق عليه في نهاية الشهر الماضي في نيويورك خلال لقاء وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي مع الأمين العام للأمم المتحدة”.
وكان الإبراهيمي تابع جولته في المنطقة للإعداد لمؤتمر جنيف 2، وزار بغداد في إطار جولة اقليمية بدأها السبت في القاهرة على أن تشمل الكويت ودمشق وطهران، قبل أن ينتقل إلى جنيف للقاء ممثلين عن الجانبين الروسي والأميركي. وشدّد الابراهيمي على أن مؤتمر جنيف 2 يجب أن يضمّ “كلّ من له مصلحة ونفوذ في الشأن السوري”.
وحضرت الأزمة السورية وتحضيرات المؤتمر في المحادثات التي أجراها في موسكو نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مع نظيره الأميركي وليام بيرنز الذي سيلتقي كذلك وزير الخارجية سيرغي لافروف.

اللقاء الأمني الموسّع
وأمس، كان الوضع الأمني من مختلف جوانبه موضوع اللقاء الأمني الموسّع الذي عقد في قصر بعبدا، والذي ضمّ قادة الاجهزة الامنية، وتمّ في خلاله عرض للوضع في البلاد عموماً والبحث في كيفية تحسين أداء اجهزة المخابرات والمعلومات المتنوعة وتفعيل آليات التنسيق في ما بينها، واقتراح خطط التكامل في التعاون وتبادل المعلومات مستقبلاً.
وقالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” إنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان كان واضحاً في إصراره على التعاون والتنسيق بكلّ أشكاله اللوجستية والأمنية والإستخبارية والإستقصائية بين مختلف الأجهزة الأمنية، والسعي الى إزالة ما علق في أذهان اللبنانيين من تنافس بينها، مشدداً على انّ كل العمليات الناجحة كانت بالتنسيق بين هذه الأجهزة التي عليها ان تتكامَل في كلّ ما تقوم به. وأكّد على أهمية عدم إغفال أي “اخبارية” يمكن ان تصل الى الأجهزة الأمنية وملاحقتها حتى النهاية.
وقالت المصادر انّ سليمان نوّه بالأداء الجيّد الذي أعقب سلسلة اجتماعات المجلس الأعلى للدفاع التي رسمَت خطاً بيانياً جديداً في التنسيق بين الأجهزة، مُشيراً الى حجم النجاحات التي تحققت على مستوى كشف بعض العمليات الأمنية قبل حصولها، أو مواجهة شبكات الإرهاب والخطف لقاء بدل مالي، وصولاً الى مواجهة شبكات التزوير وتخزين المتفجرات والمخدرات واكتشاف بعض العبوات والسيارات المفخخة قبل انفجارها، كما حصل في الناعمة والمعمورة بالإضافة الى ما أنتجته التحقيقات في بعض التفجيرات توصّلاً الى واضعيها ومنفذيها، مشدداً على أهمية استكمال التحقيقات في الجرائم المرتكبة أيّاً تكن العقبات التي تحول دونها، واضعاً إمكاناته بتصرّف هذه الأجهزة والمهام الوطنية المنوطة بها.

ثلاث محطات رئاسية
والى الإهتمامات الأمنية، سيكون لرئيس الجمهورية هذا الأسبوع ثلاث محطات خطابية. وعلمت “الجمهورية” انّ سليمان سيتحدث في الخطابات الثلاثة عن العناوين السياسية كما يراها من الجوانب السياسية والإقتصادية – الإنمائية وتلك التي تتصِل بجوهر التركيبة اللبنانية والديموقراطية والحوار بين الثقافات والأديان وحياد لبنان.
ففي احتفال افتتاح “المرحلة الاولى من أعمال توسعة محطة الحاويات في مرفأ بيروت” الذي سيُقام اليوم برعايته وحضوره والى جانبه رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي ووزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي في حرم المرفأ، يتحدث سليمان عن الأوضاع الإقتصادية والإنمائية انطلاقاً من المساعي المبذولة لتعويض الخسائر التي مُني بها لبنان جرّاء الأحداث الدموية في سوريا، من نتائج مؤتمر “المجموعة الدولية من أجل لبنان” وما فرضه من آلية عمل لترجمة الدعم السياسي والديبلوماسي الذي حظيَ به الى قرارات اقتصادية وعسكرية وانمائية ومالية.
وفي مناسبة أخرى في الحازمية يوم الخميس المقبل سيتحدث سليمان عن قضايا مختلفة، قبل أن يتحدث في خطاب له يوم السبت المقبل، أثناء رعايته مؤتمر”اللقاء المسيحي المشرقي” في الربوة، عن نظرته الى لبنان ملتقى الحوار بين الأديان والحضارات والوجود المسيحي الذي شكّل ولا يزال الغِنى الثقافي في هذا الشرق العربي.

الى ساحة النجمة
على صعيد آخر، تشخص الأنظار الى ساحة النجمة في ضوء اللقاءات التي ستجري على هامش جلسة انتخاب اللجان وهيئة مكتب المجلس.
وعشية الجلسة، علمت “الجمهورية” انّ اجتماعاً لقوى 14 آذار عقد مساء أمس في “بيت الوسط” حضره ممثلو القوى الأساسية، وناقشوا التنسيق في شأن الجلسة التشريعية من دون اتخاذ قرار محدّد في انتظار اللقاءات مع رئيس المجلس اليوم، علماً انّ قرار 14 آذار الثابت كان ولا يزال، حسب مصادر المجتمعين، عدم المشاركة في الجلسة التشريعية إذا بقي جدول الأعمال على ما هو عليه.
وعلمت “الجمهورية” انّ أحد الحلول المطروحة كمخرج حلّ يكمن في دعوة هيئة مكتب المجلس الجديد بعد انتخابه الى جلسة لبَتّ موضوع جدول الاعمال.

كنعان
وقال النائب ابراهيم كنعان لـ”الجمهورية”: في المبدأ، نحن فَصلنا السياسة واصطفافاتها عن العمل التشريعي، وفقاً لمقررات خلوة دير القلعة وتوصياتها، وذلك لتفعيل عمل المؤسسات الدستورية وفقاً لأولويات الناس وضرورات المرحلة. ولذلك نحبّذ العودة الى المجلس النيابي من باب هيئته العامة أيضاً، وليس فقط من باب اللجان. ولكن هذا يستدعي تفاهم جميع الكتل على هذه المشاركة، خصوصاً بعدما ربط رئيس المجلس عقده لهذه الجلسات التشريعية بمشاركة كتلة “المستقبل”.
ونحن نعتبر انّ عملية انتخاب هيئة مكتب مجلس جديدة تبقى فرصة للتفاهم على هذا الأمر، خصوصاً في ظلّ عقد تشريعي عاديّ إذا توافرت الإرادات السياسية من دون أن يشكّل ذلك مَساً بصلاحيات رئيس المجلس وفقاً لمواد النظام الداخلي. وسيكون لنا اليوم، على هامش جلسة انتخاب رؤساء اللجان ومقرريها، لقاءات، خصوصاً مع رئيس المجلس لاستشراف إمكانية تحقيق هذا الهدف.

زهرا
وأكّد عضو هيئة مكتب مجلس النواب النائب انطوان زهرا لـ”الجمهورية” أن “موقف “القوّات” و”14 آذار” لا يزال على حاله، إذ إننا سنشارك في جلسة اليوم، أما بالنسبة لجلسة الغد، فإننا نأمل في أن يسفر اللقاء بين الرئيسين بري والسنيورة الى نتائج إيجابية لنتخذ في ضوئها القرار، علماً انّ اللقاءات السابقة بين الطرفين لم تؤد الى أي نتيجة”.
ومن جهة أخرى استبعدَ زهرا تأليف الحكومة “إذ لا حلحلة قريبة، فيما “القوات” ثابتة على مواقفها من الحكومة والمواضيع المطروحة”، داعياً رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد الى “تأليف الحكومة لوحده اذا كان يملك الأغلبية، لكنه لا يملكها”.

المحكمة تطلب التعاون
وعلى خط المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أصدر رئيس المحكمة القاضي ديفيد باراغوانث بياناً توجّه فيه الى المتهم الخامس حسن حبيب مرعي والى الشعب اللبناني طالباً التعاون مع المحكمة. وأضاف أنه “حتى تاريخه لم توفّق السلطات اللبنانية في تحديد مكان وجود مرعي، ولذلك قررت تنفيذ تبليغ قرار الاتهام بطرق أخرى تشمل إجراءات الإعلان العام”، موضحاً انه “إذا لم يخضع مرعي لسلطة المحكمة في أعقاب هذه الإجراءات، فسوف يطلب إلى غرفة الدرجة الأولى بَتّ مسألة الشروع في إجراءات محاكمته غيابياً”.
ودعا باراغوانث مرعي إلى النظر في ما إذا كان مستعداً للظهور أمام المحكمة بمساعدة من مكتب الدفاع، وشدّد على انه لا بد من متابعة العدالة الدولية بشكل تام، لافتاً إلى فشل العديد من المحاولات الرامية إلى عرقلتها. كذلك دعا الشعب اللبناني الى التعاون.

طرابلس
وليلاً، توتّر الوضع الأمني في طرابلس، بعد تجدّد الاشتباكات بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن، على محاور عدة، استعملت خلالها الاسلحة الخفيفة والقذائف الصاروخية مخلّفة خمسة جرحى. وقد ردَّ الجيش على مصادر النيران، واستقدم تعزيزات .

السابق
الأخبار: 14 آذار تحدّد موقفها من التشريعيّة بعد لقاء بري
التالي
البناء: نصابُ التشريعية مؤمّن رغم مقاطعة المستقبل والقرار عند برّي