الشرق: اجتماع لبناني دولي اوروبي في بعبدا بحث في عبء النازحين السوريين

كتبت “الشرق ” تقول : تسلح رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من جديد بدعم دولي لافت لاهتمامه المباشر بحل مسألة النازحين السوريين والذين يشكلون عبئا كبيرا على لبنان ان من الناحية السياسية او الاجتماعية او الصحية.
وللغاية، ترأس سليمان امس لقاء ديبلوماسيا موسعا في قصر بعبدا، على مرحلتين، الاولى لسفراء مجموعة الدعم الدولية، والثانية لسفراء الاتحاد الاوروبي المعتمدين في لبنان.
مصادر المشاركين اشارت الى اهمية هذا اللقاء والتواصل المستمر بين لبنان والمجموعات الدولية لمعرفة المراحل التي قطعتها المشاورات والمساعدات المخصصة للنازحين.
وقالت ان اصرار رئيس الجمهورية على اعادة تفعيل ماتم الاتفاق عليه ان في نيويورك او في جنيف او في اللقاءات الدولية المقبلة دليل واضح واكيد ان لبنان على الرغم من انشغالاته الداخلية يولي اهمية كبرى لمساعدة حل مسألة النازحين، خصوصا وانه مع اقتراب الشتاء فان هذا الامر قد يزداد تعقيدا وعقداً في حال لم يتم التوصل اقله الى نتائج سريعة وملموسة في المنظار القريب.
وكشفت مصادر المجتمعين ان الديبلوماسيين الاجانب جددوا امام سليمان دعمهم المطلق لاعلان بعبدا وللقرار 1701، والمساعدات العسكرية والاقتصادية، وضرورة استمرار التواصل بهدف تفعيل هذه الاجتماعات وملاحقتها، وقالت: “لولا السياسة الحكيمة والواعية لسليمان في معالجة الامور والمشاكل لما تحركت هذه الدول واعطت دعمها المطلق له بهدف تسهيل الكثير من الامور فالغطاء السياسي والدولي هما الاطار الصحيح لتأمين اي مساعدات اقتصادية.
وفي هذا الاطار، علم من مصادر المجتمعين ان ممثلة البنك الدولي حنين السيد والتي حضرت اجتماع الامس، سلمت رئيس الجمهورية تقريرا جيدا من البنك الدولي الصادر منذ ايام والمتعلق بخريطة طريق لمتابعة موضوع مساعدة لبنان.
وقالت الاوساط ان هذا التقرير يتناول اقساماً ثلاثة: اولها ما يمكن القيام به فوراً حول مسألة النازحين، الثاني الذي يتطلب عملاً مؤسساتياً واصلاحاً، اما الثالث فيتناول خطط مشاركة القطاع الخاص على المدى الطويل.
وكشفت المعلومات ان رئيس الجمهورية طرح فكرة توسيع حلقة الدول المانحة لتطاول دولا اخرى لكي لا يكون الامر محصوراً فقط بالدول الدائمة العضوية في مجلس الامن فقط، وعلم في هذا المجال ان كلاً من المانيا وهولندا والسويد ابدوا استعدادهم للمشاركة في هذه الحلقة.
واشارت المصادر الى ان اجتماع سليمان مع ممثلي الاتحاد الاوروبي تناول ايضاً موضوع متابعة مقررات مجموعة الدعم الدولية للبنان، الا ان بعض السفراء المشاركين اكد ضرورة تشكيل حكومة في اقرب وقت كي تواكب الدعم الدولي الممنوح للبنان.
الى ذلك، حدد سليمان خلال الاجتماعين السبل الايلة لمتابعة تنفيذ خلاصات اجتماع مجموعة الدعم في نيويورك في 25 ايلول الفائت، داعيا الى بذل جهود اضافية لتسريع عملية التفاوض والتوصل الى حل سياسي للازمة السورية، منبهاً الى ان المشاركة بالاعباء المالية ما زالت غير كافية، فيما لا تزال المشاركة في تقاسم الاعباء العددية رمزية ولا يزال المجتمع الدولي يرى صعوبات في توسيع الايواء داخل سوريا و لا يزال مسار جنيف متعثرا.
كما اكد للمشاركين في الاجتماعين ان هذا الالتزام الدولي غير موقوف على دعم موضوع النزوح فقط بل يجب متابعة الدعم للبنان وتعويض الضرر الذي لحق به من جراء الازمة السورية لان خلاصات مؤتمر نيويورك ليست مرتبطة بهذا الموضوع فقط لكنها تمتد الى فترات لاحقة لدعم لبنان ومساعدته في النهوض من الخسارة الكبيرة التي تعرض لها بسبب ما هو حاصل في سوريا.
وتحدث المنسق الخاص للامم المتحدة ديريك لامبلي الذي حضر الاجتماع مع ممثلي الدول الاعضاء الدائمين في مجلس الامن “تقدير المجتمعين لقيادة الرئيس سليمان في محاولة الحفاظ على سيادة ووحدة واستقرار البلاد واستمرارية مؤسسات الدولة مشددين على الضرورة الملحة لتشكيل حكومة ومتطلعين الى اعادة استئناف الحوار والى اهمية التزام جميع الاطراف في لبنان باعلان بعبدا. كما شدد على ان امن واستقرار لبنان لا يعتمد فقط على الدعم المادي لكن يحتاج ايضا الى مشاركة ايجابية من قبل القادة اللبنانيين ومن قبل كل اصدقائه في المنطقة وخارجها.

اما سفيرة الاتحاد الاوروبي انجيلينا ايخهورست، فاكدت بدورها دعم الاتحاد بكافة دوله الاعضاء لاستقرار لبنان وامنه ووحدته واستقلاله وتأييده الدعم الدولي القوي له، معتبرة ان سياسة النأي بالنفس التي اعتمدها اعلان بعبدا تبقى اساسية. وجددت دعم الاتحاد لدعوة الرئيس سليمان الى الحوار، مشددة على اهمية التوصل الى تشكيل حكومة تمارس صلاحياتها كاملة لتتحمل المسؤوليات الاساسية وتتخذ المقررات اللازمة سواء لجهة ادارة مسألة اللاجئين او لاتخاذ القرارات الوطنية وتحمل الالتزامات تجاه المجتمع الدولي.
اضافت ايخهورست: (…) بالنسبة الى الاثر المالي المباشر للازمة السورية، فاننا وضعنا موضع التنفيذ كل ما يمكن ان يساعد على تلبية الحاجات الملحة للبنانيين واللاجئين عبر المساعدة الانسانية العاجلة وكذلك عبر تطوير البنى التحتية والخدمات الاساسية. ومنذ فترة خصصت الوكالة الاوروبية الانسانية echo سبعين مليون يورو اضافية لمساعدة اللاجئين الاكثر عوزا لقضاء فصل الشتاء. ان هذه المساهمة من الاتحاد الاوروبي ستسمح بتغطية مجمل الحاجات المبينة والمبرمجة للاجئين السوريين الاكثر عوزا خلال فصل الشتاء ضمن اطار برنامج تم تطويره بالتنسيق بين الوكالات هنا في لبنان. وهو يمثل مساعدة لمدة خمسة اشهر من تشرين الثاني حتى اذار لتسعين الف عائلة تعيش في امكنة يزيد ارتفاعها عن 500 متر او في نوع من المخيمات البدائية او اجمالي 10 في المئة من العائلات السورية المعوزة التي تعيش في امكنة ادنى من 500 متر.

السابق
اللواء: قطر تدفع 150 مليون دولار لتحرير مخطوفي أعزاز
التالي
الأخبار: قطر تُكفّر عن ذنبها وتحرّر مخطوفي أعزاز