المخرج حسن سلامة: هوية سينمائية جنوبية

من أعمال المخرج الشاب حسن سلامة
يريد ابن بلدة كفررمان، حسن سلامة، أن يصنع هويته الخاصة: "ولدت وتربيت تحت القصف الاسرائيلي في كفررمان وما زلت حتى الان أعيش نتائج ذلك، لذا أريد أن أعمل على مواضيع تخص الحالات الانسانية والاجتماعية دون التطرق الى السياسة أو تصوير مشاهد حربية عسكرية".

مرجوحة التوتي… فيلم سينمائي قصير يربط بين واقعين العامي 1914 و2013 . قارب الزمنين بحيث بدا العام نفسه، رغم مرور 100 عام: الظلم قائم والعنف طوّق الامة برمتها، فكان “مرجوحة التوتي” فيلم المخرج الشاب حسن سلامة، أقرب إلى الواقع من الخيال.

الفيلم فاز بالمرتبة الاولى على 15 فيلما شاركت في “مهرجان الأفلام القصيرة” الذي نظمته الجامعة اللبنانية الدولية LIU. وهكذت حصل على جواز عبور الى كل المهرجانات السينمائية العالمية التي ستشارك فيها الجامعة.

سلامة، إبن بلدة كفررمان الجنوبية، يحاول ان يرسم سياسة سينمائية شبابية لبنانية مغايرة عما عهدته الساحة لانه يرى ان “السينما اللبنانية تحتاج الى الفكرة القوية. ومعظم ما نشاهده يدخل في اطار الاستعراضي الخالي من الفكرة الا ما ندر”، يقول في حديث لـ”جنوبية”.

الفيلم يروي قصة رجل عام 1914 اختطفه عناصر الجيش التركي للعمل في السخرة، وتعرض لظلم شديد مثل الآلاف. حاول الهرب مرات عدة الى ان نجح. والفيلم يركّز على العذاب الذي يصطحب صالح في طريقه للقاء زوجته الحامل وابنته الصغيرة.

انتاج الفيلم بدا ضخما مع اكثر من 120 ممثلا: “حرصنا على أدق التفاصيل، عالجنا المشاهد بطريقة درامية واقعية لنظهر المشاهد حقيقية، ابتعدنا عن التصنيع لوهلة يشعر المشاهد انه امام مشاهد حية، وهذا اعطى الفيلم نكهة تشويقية”، يقول سلامة.

ويتابع: “ما كنّا عم نمثل بقدر ما كنا ننقل الحقيقة كما هي. ركزّنا على البساطة التي ساعدت على إنجاح الفكرة ومكّنت الفيلم من حصد جائزة، لأننا لا نصطنع المعجزات ونحاول أن نكون أقرب للواقع منه للخيال، فالفن بسيط وليس تعجيزيا، ويجب أن يفهم كل الناس تفاصيل المشهد الذي  يجب أن  يحافظ على ايقاع معيّن كي لا يمل المشاهد، لأننا لا نريد أن نكذب على المُشاهد”.

وبحسب سلامة، الذي تاثر ببيئة الحرب والاحتلال “فإن أكثر الأفلام نجاحاً هي التي تعرض معاناة اجتماعية انسانية وثقافية، ولكن للاسف هذه المواضيع لا تعجب الجهات المنتجة وبالتالي فاننا سنقع في شرك الافلاس الانتاجي إلا إذا وجد من آمن بهدفنا”.

فسلامة يريد أن يصنع هويته الخاصة: “ولدت وتربيت تحت القصف الاسرائيلي في كفررمان وما زلت حتى الان أعيش نتائج ذلك، لذا أريد أن أعمل على مواضيع تخص الحالات الانسانية والاجتماعية ببساطتها في المجتمعات الي عانت كثيراً وملّت من الحروب، هذه الهوية السينمائية التي أريد أن أصل اليها يوماً ما، أن أعالج المواضيع الانسانية دون التطرق الى السياسة أو تصوير مشاهد حربية عسكرية، مواضيع انسانية تنبع من قلب المجتمعات المظلومة، لكن للأسف شركات الانتاج في لبنان لا يهمها هذه المواضيع، لذلك هناك ما يُدعى بالسينما المستقلة (مجرد فكرة) وهي السينما التي أريد أن أنتمي اليها”.

ويهجو سلامة “زمن الهشك بشك”، ضاربا على وتر “الركاكة” التي تصيب الأفلام هذه الأيام: “لأن الأفلام اللبنانية التي نشاهدها حالياً ليست بأفلام للأسف إنما هي منتجات تجارية يُصرف عليها أموال طائلة لبيعها، وكل الدعم للسينما من الخارج ما هو الا دعم لتلك الافلام السخيفة التي لا هدف لها سوى تحطيم الثقافة العربية وتصوير العالم العربي بطريقة بدائية، لذا أتمنى أن تنمو السينما اللبنانية وأن أكون قادراً على المشاركة في تطويرها”.

 يذكر أنّ حسن سلامة هو ابن بلدة كفررمان، تخرَّج من الجامعة اللبنانية الأميركية من قسم فنون الإعلام. كان قد شارك بعدة أفلام قصيرة في إدارة التصوير والمونتاج. عمل في الكثير من المشاريع الفنية في لبنان وفي الخارج في ألمانيا ومصر والمملكة العربية السعودية وتشيكيا. حاز عام ٢٠٠٩ على جائزة امتياز من قسم فنون الاعلام في الجامعة اللبنانية الأميركية. تتضمّن خبرته في مجال الأفلام إدارة التصوير والمونتاج والمؤثرات الرقمية الثنائية الأبعاد وتصحيح الألوان. عمل لمدة ثلاثة أشهر مع طلاب جامعة FAMU في تشيكيا ضمن مشاريع أفلامهم الطالبية. شارك في الكثير من المسرحيات كمصمم إضاءة و مدير تقني. هو من مؤسسي جمعية “أغونيستيك للفنون المسرحية”، وعضو في “النادي السينمائي اللبناني”. أخرج مسرحية وثلاثة أفلام قصيرة. وقد أنهى مؤخراً فيلمه القصير “مرجوحة التوتي” الذي حاز على جائزة الجامعة اللبنانية الدولية لمهرجان الافلام القصيرة”.

السابق
في عيده: النبي ابرهيم الذي سبقنا بأشواط
التالي
الجيش: طائرة اسرائيلية خرقت الاجواء امس