في عيده: النبي ابرهيم الذي سبقنا بأشواط

عيد النبي إبراهيم
يبدو أننا نعود آلاف السنين إلى الوراء، حيث بتنا نستمع ونرى عبر وسائل الإعلام عن عمليات ذبح وقتل وتقديم أضاحي بشرية من قبل من يقول إنه من أتباع إبراهيم ونسله، تحت حجة أن هؤلاء يخالفونهم الرأي، وبالتالي يفقدون حقهم بالحياة، وهو ما اكتسبوه منذ أيام النبي ابراهيم.

يحتفل المسلمون يوم الثلاثاء 15 تشرين الأول بعيد الأضحى المبارك> وهي مناسبة للاحتفال بذكرى محاولة النبي إبراهيم ذبح ابنه إسماعيل إكراماً لربه.

تقول الرواية الدينية إن إبراهيم، وهو نبي ورد ذكره في الديانات السماوية الثلاثة: اليهودية المسيحية والإسلام، قد أتاه وحي يطلب منه التضحية بابنه إسماعيل إكراماً لربه، وعندما همّ بذلك صباحاً استبدل الله ابنه بكبش كبير. قبل هذه الرواية كانت الشعوب تقدم أجمل الشبان والفتيات قرباناً لآلهتها، إكراماً وطاعة لها، خوفاً منها وتجنباً لكوارث قد تحصل.

في مدينة صيدا الفينيقية وفي ذكرى أدونيس الذي قتله الخنزير كانت تجول في حاراتها مسيرات حزن وأشخاص يشقّون رؤوسهم ويضربون أجسادهم بالحديد قبل أن يُذبح أجمل فتيان المدينة تكريماً للآلهة. وفي بلاد النيل كانت تقدم أجمل الفتيات قرباناً للنيل خوفاً من فيضانه.

أتت حادثة إبراهيم لتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من حياة البشرية، واستبدل الإنسان بالحيوان ليكون أضحية وقرباناً للآلهة. لا نعلم كم مرّ من الزمن حتى سادت سياسة تقديم الحيوانات كقرابين. لكن المعلوم أنه منذ تلك اللحظة أعيد للإنسان قيمته المطلقة واحترم حقه الطبيعي الأول وهو “الحق في الحياة”. وتطورت المجتمعات حتى وصلنا إلى العام 1648 يوم أعلن “الميثاق العالمي لحقوق الإنسان” وصارت حقوقه تتعدى، طبعاً، حقه بالحياة.

لكن للأسف يبدو أننا نعود آلاف السنين إلى الوراء، حيث بتنا نستمع ونرى عبر وسائل الإعلام عن عمليات ذبح وقتل وتقديم أضاحي بشرية من قبل من يقول إنه من أتباع إبراهيم ونسله، تحت حجة أن هؤلاء يخالفونهم الرأي، وبالتالي يفقدون حقهم بالحياة، وهو ما اكتسبوه منذ أيام إبراهيم.

ربما بتنا بحاجة إلى إبراهيم وإلى إسماعيل آخرين وإلى أضحى حقيقي آخر.

السابق
حماس: لا تغيير لمقر إقامة خالد مشعل
التالي
المخرج حسن سلامة: هوية سينمائية جنوبية