مذهبية في اعتقال ارهابيي التفجيرات

وسام الأمين

أوّل أمس الجمعه: لم تكد تمرّ ساعات قليلة عن إعلان قتل عمر الأطرش “الجهادي السنّي” بكمين مسلح على الحدود اللبنانية السورية، وهو المتهم نتيجة التحقيقات التي قامت بها مخابرات الجيش بالقيام بعدة عمليات تخريب وتفجير أبرزها تفجير الرويس قبل شهرين، حتى اعتقل فرع المعلومات المسؤول في الحزب العربي الديموقراطي “العلوي” يوسف دياب، واعلن بعدها انه اعترف بقيادة السيارة المفخّخة التي انفجرت منذ حوالي ستة أسابيع أمام مسجد السلام في طرابلس.

المؤكّد ان الصدفه ليست هي من جعل تنفيذ العمليتين الأمنيتين تتمان بوقت واحد، ففي لبنان كلّ المكاسب والخسائر العامّة تخضع للمحاصصة الطائفيّة، ولما كان كشف المجموعة الإرهابيّه المستظلّة بطوائفها والنيل منها قتلا أو اعتقالا يعدّ عيبا من العيوب التي تشين السمعة في وطننا وتعدّ من الخسائر ،فلا بدّ إذن من انتظار حالات متقابلة كي يبقى التوازن الطائفي على حاله، وهذا ما حصل وتمّ نهار الجمعه أوّل من أمس.

ولأن عمر الأطرش تحوّل قبل مصرعه الى “اسطورة الإرهاب” في لبنان بعد اتهام “تلفزيون المنار” التابع لحزب الله له بتفجير الرويس في الضاحية الجنوبية في 15 آب، إضافة الى قتله لعدد من العسكريين على حاجز للجيش اللبناني في محلة وادي حميد، كما اتهم الاطرش أيضا بحسب وزير الدفاع فايز غصن بقتل اربعة اشخاص (اثنان منهم من آل جعفر وواحد من آل امهز وآخر تركي الجنسية) في محلة وادي رافق”، و بتجهيز عدد من السيارات المفخخة لتفجيرها في الضاحية الجنوبية وغيرها من المناطق اللبنانية”،لذلك فإنّه لا بدّ من الإطباق على اسطورة إرهابيّة مقابلة.

فقد أوردت صحيفة “المستقبل” اليوم أن التحقيقات التي أجرتها شعبة المعلومات كشفت أن “مجموعة قوامها 7 أشخاص جميعهم ينتمون إلى “الحزب العربي الديموقراطي” من منطقة جبل محسن ويرأسها المدعو حيان حيدر، هي المسؤولة عن تنفيذ التفجيرين الإرهابيين في طرابلس، وأن يوسف دياب هو من تولّى تفجير مسجد السلام في حين أن المدعو أحمد مرعي هو من قاد السيارة التي ركنها وفجّرها أمام مسجد التقوى”.

وبذلك يتحوّل الحزب العربي الديموقراطي المتحصّن في جبل محسن طرابلس الى “الأسطورة الإرهابيّة المقابلة” للعرسالي عمر الأطرش، وهذه معادلة ضروريّة لا بدّ منها كي تهدأ النفوس وترضى الخواطر ويبتعد شبح الفتنة المذهبيّة عن بلدنا .

كلنا حلوين في صفوفنا إرهابيينن… أو كلنا بشعين لا فرق. المهم أن تتساوى الحصص في الترهيب وقتل الناس، فلا يبدو أحد الطرفين أبشع من الآخر أو “أوحش” منه في وطن المحاصصة الطائفيّة …وطن المهازل.

 

 

 

 

 

 

 

السابق
سبعة الاف حاج لبناني وجميعهم بخير
التالي
غليان في طرابلس وعرسال ومخاوف من… الأسوأ