لماذا تغيب الفنون الأدبية والبصرية عن الضاحية؟

المراكز الثقافية في الضاحية
تغيب الفنون، أدبا ورسما ونحتا وغناء، عن ضاحية بيروت الجنوبية. فهل أهل المكان لا يحبّون الفنون؟ أم أنّ القيمين، سياسيا، يريدونها منطقة "خالية من الفنون"؟

أقام الفنان التشكيلي أمين قعيق منذ فترة معرضه الفنيّ في مطعم الساحة على طريق المطار. الا ان ذلك يعتبر نادرا نوعا ما كوننا لا نسمع عن تجرؤ فنان ما على اقامة معرضه في الضاحية الجنوبية. ذلك أنّ مرتادي هذا النوع من الانشطة يعتبرون قلّة. فغالبية الفنانين يعرضون خارج الحيّز المكاني المذكور، كون النقاد والمقتنين للوحات لا يحبذون دخول منطقة يعمل الاعلام على تصنيفها، وربما هي تعمل على تصنيف نفسها، على أنها “منطقة محظورة على الآخر المختلف”.

فالقاطنون بالضاحية هم من شتّى المشارب والأهواء. وهم يتابعون نشاطهم الثقافي خارج هذا الحيّز المكانيّ بحرّية تامة. ولا يمنعهم من ممارسة شعائرهم الفنيّة الا الخوف من الفشل ربما، بسبب شروط قد تعتبر خارجة عن إرادة الناس ومتعلقة بالبيئة العامة المحافظة.

فقعيق يعرض في اهم الاماكن ببيروت، لذا السؤال: هل ان الحيز المكاني يفرض شروطه أم أن ثمة رهبة من جمهور محدد في اذهان الناس بصورة نمطيّة الا انها غير مكتشفة في أحيان كثيرة.

والسؤال هو: كيف يتنفس أهل الضاحية فنيّا؟ وأين؟ ومتى؟ ولا بد من الاشارة الى ان قاطني الضاحية الجنوبية لبيروت هم ابناء الجنوب اللبناني والبقاع وهم ايضا من ابناء ساحل المتن الجنوبي.

فنادرا ما تجد معارض هنا أو مكتبات أدبية، أو منتديات ثقافية مفتوحة ومتنوعة. فمعرض الكتب الذي اقامه حزب الله في مجمع سيد الشهداء على مدى سنتين تقريبا لم يستمر طويلا لاسباب غير معروفة. وهذه المسألة بطبيعة الحال تعود الى قلة الاقبال في لبنان على شراء الكتب كون سوق المطالعة بات محدودا جدا.

وفيما مضى كان يوجد عدد من الملتقيات الثقافية المتنوعة الاتجاهات الا انها توقفت ربما لاسباب مادية، منها ملتقى الثلاثاء الثقافي في بئر العبد.

وتنحصر الثقافة والفنون حاليا بنشاطات “جمعية رسالات” التابعة لحزب الله، التي تعرض بعض الافلام الايرانية والافلام المنتجة حول المقاومة مثل “اهل الوفاء”، حيث يتم بيع البطاقات باسعار معقولة جدا، وهي تلقى رواجا بين المؤيدين للحزب.

الا ان اي فيلم خارج هذا الاطار لم يعرض حتى الآن. كما كان ثمة حفلات موسيقية لاوركسترا فنية لاقت استحسانا من الجمهور نفسه، ما يعني ان ثمة تعطشا للفنون لكن الثقة تنصب على اعمال “رسالات” لا اكثر. أو لعله الخوف من تخطي المحرمات الدينية هو الذي يدفع الى عدم تخطي حدود الضاحية. فأعمال “رسالات” الفنيّة تعطي ملء الثقة لكون من يقف وراء هذه الجمعية يعمل على مراعاة الجانب الشرعي في الموضوع.

فهل ان قاطني الضاحية هم من يطلب ويرسم هذه الحدود، ام ان القيميّن على المسألة الشرعية هم من يأخذون الجمهور الى حيث يريدون؟

هذا رغم أنّ حزب الله يعتبر من الأكثر إنتاجا في مجال الفنون البصرية، من حيث “الأرشفة” للمقاومة، إضافة إلى العمل على “slogons” في المناسبات ونشر الصور المشغولة بحرفة على جوانب الطرق. إلا أنّها “فنّ رسميّ”، أو الأحرى: “فنّ السلطة”، فيما تقوم فكرة الفنّ على “التحدّي” أساسا. تحدّي السلطة، أيّ سلطة.

الفنانة التشكيلية أحلام عباس ترى ان هناك “مواهب مهمة وهناك فنانين تشكيليين ومثقفين لكن للاسف ليس هناك مراكز فنية تشكيلية بشكل بارز. ورغم وجود بعض المراكز، مثل بعض معاهد الرسم، الا انه لا ورش فنية هنا”، وتضيف عباس: “هناك بعض الجمعيات والمراسم كمرسم (الحرّ) الذي أسسته مع عدد من الشباب، ومع جمعية
إبداع والمركز الثقافي لبلدية حارة حريك التي تقوم بمحاولات دائمة لإقامة ورش مجانية وشبه مجانية”. وتكمل: “المشكلة قد تكون عند الأهالي بعدم معرفتهم أهمية الفنون، خصوصا الرسم، لما له من فائدة. علما ان الرسم يشجع على تنمية الذكاء والحفظ والثقافة”.

احصاء ثقافي لمحيط يمتد على مساحة 27 كلم2، وقد بلغ عدد المقيمين فيه حوالي 750 ألف نسمة:

مكتبات عامة:
مكتبة بلدية الحارة “clac” – حارة حريك/ مكتبة الحسنين- حارة حريك/ مكتبة مركز الامام الخميني الثقافي- المعمورة
مكتبة الامام الصداق- طريق المطار.

مراكز ثقافية: معهد المعارف الحكمية – حارة حريك/ معهد الحكمة المتعالية- الصفير/ جمعية المعارف الاسلامية- المعمورة/ المركز الثقافي الجعفري- حارة حريك/ المركز الاسلامي الثقافي- حارة حريك/ التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة – الصفير/ مركز الاستشاري للدراسات- بئر حسن/ مركز الحضارة- طريق المطار/ مركز الفكر المعاصر- حارة حريك/ مركز الامام الخميني الثقافي – المعمورة.

مجلات: بقية الله- بئر العبد/ شؤون جنوبية – طريق المطار/ النجاة – طريق المطار/ صدى الضاحية – مار مخايل/ الأمانة- حارة حريك/ الوحدة الاسلامية- حارة حريك/ صدى الجراح- الغبيري/ الهيئة الصحية – بئر العبد/ نور الاسلام – الحدث/ بينّات – حارة حريك/ الحداثة- حارة حريك.

جمعيات: جمعية ابداع – الغبيري/ جمعية رسالات – الغبيري/ مركز بيروت للفنون – مار مخايل.

مرسم فني: مرسم الفنانة مريم شحرور – طريق المطار/ مرسم أمين قعيق – طريق المطار.

محطات تلفزيونية محلية وفضائية: المنار – الاوزاعي/ ان بي ان- الغبيري/ العالم – بئر حسن/ الايمان – بئر حسن/
الوحدة- بئر حسن/ النبأ- الحدث/ الاتجاه – الغبيري/ الميادين – بئر حسن/ عدن- الحدث/ فلسطين اليوم – بئر حسن/
القدس- بئر حسن/ الثبات – بئر حسن/ الكوت(مكتب)/ السلام(مكتب)/ الافاق(مكتب).

اذاعات: اذاعة البشائر(بئر حسن)/ اذاعة النور(طريق المطار).

حوزات: الرسول الاكرم/ الثقلين/ المعهد الشرعي الاسلامي/ السجاد/ الباقرين/ الامام علي/ الامام الكاظم/ اضافة الى عدد كبير من الحوزات الاخرى..

جامعات: الجامعة اللبنانية – الحدث/ جامعة آزاد – حارة حريك/ جامعة المبرات – طريق المطار(بصدد الانطلاقة).

نوادي ثقافية: ديوان الكتاب – طريق المطار/ حلقة الحوار الثقافي – مار مخايل.

دور النشر: عدد كبير من دور النشر الاسلامية في محيط حارة حريك.

مسرح: مسرح رسالات التابع لجمعية رسالات – الغبيري.

سينما: لا سينما.

السابق
ليدي غاغا قاتلة
التالي
سلام من بعبدا: نعم ما زالت العراقيل والعقبات امامنا