انفتاح إيران: الفايسبوك.. للوزراء فقط!

قايسبوك إيران
بادر عدد من الوزراء الايرانيين، يتقدمهم رئيس الجمهورية الشيخ حسن روحاني، الى فتح حسابات لهم على موقع الفايسبوك، ما أثار غضب الشعب الايراني، ليبدو جليّا ان سياسة الإنفتاح في ايران ليست سوى عمليّة تجميلية أعدّت للخارج فقط مع انتخاب.

بادر عدد من الوزراء الايرانيين، يتقدمهم رئيس الجمهورية الشيخ حسن روحاني، الى فتح حسابات لهم على موقع الفايسبوك، في خطوة يراد منها الترويج للانفتاح المفترض للحكومة الايرانية الجديدة.

وبعكس ما كانت تأمل السلطات، فقد أثارت هذه الخطوة غضب عموم الشعب الإيراني الذي ما زال ممنوعا من  استخدام شبكات التواصل الاجتماعي.

وتأكيدا لهذا المنع، استبعد أمس وزير الاتصالات الايراني محمود واعظي إجازة استخدام موقعي تويتر وفايسبوك، مناقضاً موقف الرئيس الشيخ حسن روحاني الذي تمنى إزالة القيود المفروضة على الانترنت.

ونقلت صحيفه “تايمز” البريطانية عن المواطنة الايرانية سحر في طهران قولها: “الجميع يشكون لان المسؤولين مسموح لهم فتح حساب على الفايسبوك و نحن ممنوعون من ذلك”. وتساءلت: “اذا كان الفايسبوك شرا مستطيرا كما تدعي الحكومه ، فماذا يفعل الوزراء هناك؟”.

تساؤلات بمحلها، ويكشف اصرار السلطة الايرانية على استمرار منع الشعب الايراني من استخدام شبكات التواصل الاجتماعي أمرين مهمين:

الأمر الأوّل هو ان الديموقراطية في ايران هي شكليّة، لأن عنصرا اساسيا من عناصرها مفقود، وهو الحريّة. فعندما تنتهك حريّة التعبير عن الرّأي بمنع الشباب من استخدام الشبكه العنكبوتية للتعبير عن آرائهم، وعندما يمارس تعتيم اعلامي، فيخشى من أن تنتقل المعلومات التي تخص الشأن العام بسرعة إسوة بما تمارسه عادة الدّول الديكتاتوريّة، فإنه من المؤكّد أن إيران لا تختلف عن تلك الدّول التي تحاول أن تجعل مواطنيها في عزلة خارج الاعلام الرسمي، وهذا من خصائص الانظمة الشموليّة وصفاتها.

أما الأمر الثاني فهو أن الرئيس المنتخب روحاني هو أضعف من أن يقف بوجه التيار الديني الحاكم، أي “ولاية الفقيه”، وما يضمّه هذا التيار من حرس ثوري وسلطة دينية عليا بقيادة المرشد الأعلى السيد علي خامنئي.وإلا فكيف لوزير في وزارته، هو وزير الاتصالات، ان يعلن بثقة ان جمهورالشعب الايراني لن يتاح له استخدام تويتر والفايسبوك رغم رغبة الرئيس المعلنة التي بقيت “تمنيات”  لا تستطيع ان  ترقى الى مرتبة أوامر رئاسيّة.

وهكذا يبدو جليّا ان سياسة الإنفتاح في ايران ليست سوى عمليّة تجميلية أعدّت للخارج فقط مع انتخاب الشيخ روحاني رئيسا. أما بالنسبة للداخل فإن الشعب الإيراني ما زالت أمامه طريق طويلة وشاقة لتحصيل ما تبقّى من حرّيته المجتزأة وديموقراطيته المنقوصة بفعل السلطات الفوق دستورية الممنوحة لولي الفقيه وأعوانه من وزراء وأمنيين وعسكريين. هؤلاء الذين يسهرون لبقاء اللون الواحد سائدا  في الجو السياسي للبلاد غير عالمين ان نور الحريات لا تستطيع قوّة منعه من السطوع مهما طال زمن التعتيم.

السابق
شيلي الهمّ عن صدرك.. اللبناني والسوري
التالي
عون: ليجتمع مجلس الوزراء لإقرار مراسيم النفط وعندها نعلم من الذي يعرقل