بيروت ستغرق في الشتاء اﻷقوى منذ 100 عام

الشتاء

الشوارع ستطوف، وبيروت ستغرق من امطار الشتاء ولا أحد يتحمل المسؤولية، ولا أحد يلتفت الى معاناة المواطنين. فمن المسؤول عن وقف الجدال الحاصل بين الوزارات المعنية، التي تعيق تلزيم الشركات المتخصصة بتنظيف الطرق ورسحب الاوساخ من البنى التحتية؟ ومن يتحمل المسؤولية أمام الشعب الذي بدأت معاناته منذ الآن؟

‘الشوارع ستغرق بالمياه ولا تملك الوزارة ليرة للقيام بواجبها’. بهذه العبارة حضر وزير الاشغال والنقل في حكومة تصريف الاعمال غازي العريضي اللبنانيين لما ينتظرهم من طوفان وسيول مع بداية فصل الشتاء.

هذا ويتوقع بعض خبراء الأرصاد الجوية في العالم أن يكون فصل الشتاء المقبل الأقوى منذ 100 عام وان يكون “باردا جداً”، وشبيهاً بشتاء العام الماضي، وربما أكثر. هذا التوقع بدأ يسري في لبنان من خلال ما نشهده من أمطار غزيرة، قد تكون طبيعية مع أوائل فصل الخريف، لكننا لا نشهدها كل عام.

قبل بدء الكوارث الطبيعية السنوية في لبنان، رفع العريضي مسؤوليته مؤكدا ان “الشوارع ستغرق بالمياه ولا تملك الوزارة ليرة للقيام بواجبها، وأي كلام غير ذلك فليحمل صاحبه الوقائع الموجودة بين أيدينا. ومع احترامي للجميع، سأعطي الامر للشركات لبدء تنظيف المجاري”.

هذا التصريح استفز وزيرالمالية محمد الصفدي الذي رد عليه مؤكدا ان “الوزير المعني، كما رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي، يعلمان تماما وبالارقام ما حصلت عليه وزارة الاشغال من وزارة المال في 2013 من ضمن الموازنة والقوانين المعمول بها”. وأضاف: “انا رح طلع اديش صارفة وزارة الاشغال بآخر 3 سنين ورح تشوفو ارقام مذهلة ويمكن تتساءلوا وين راحت هاي الاموال”.

وأضاف: “حديث الوزير العريضي عن أن وزارة المالية لا تعتمد معايير واضحة في توقيع مراسيم الإنفاق لا يمت إلى الحقيقة بصلة، فمعاليه يعلم أن تعميم رئيس الحكومة يشدد على الالتزام بحصرية الصلاحيات المحددة في تصريف الأعمال بالمعنى الضيق للكلمة، وعليه فإن وزارة المالية تلتزم التزاما تاما بالقوانين ولا تمارس سياسة صيف وشتاء تحت سقف واحد”.

في خضم هذا الجدال، أكد المهندس رياض الاسعد الذي يدير شركة “الجنوب للإعمار” أن بيروت ستغرق”. الشركة التي تقوم بصيانة معظم مناطق بيروت. وأضاف: “ولو بلشنا العمل اليوم ما ممكن ان ينتهي العمل في وقته وان تحل مشكلة طوفان الشوارع”. مشيرا الى ان “معركتنا تقوم على تنظيف الطرق والبنى التحتية قبل الشتاء، لنكون جاهزين للسيول القادمة مع الامطار المنهمرة”.

وفي حديث لـ”جنوبية”، أكد الاسعد ان شركة الجنوب للاعمار والتطوير “جاهزة وحاضرة للبدء بالقيام بعملها لكنها تنتظر التلزيم من الدولة”، وأضاف: “التلزيم تأخر شهر ونصف الشهر، وكان لا بد ان نبدأ بالعمل في شهر آب لنتحضر للامطار المنتظرة، ولكن لاسباب مالية لم تحصل المناقصة ولم تلزم الشركة”. ورأى الاسعد ان “الوزير العريضي كلامه دقيق، وأشك ان يكون قد تم تحويل اﻷموال له من وزارة المال”.

في المحصلة، شوارعنا ستغرق، وزخات الخريف الاولى تشهد على ذلك، إذ تحول لبنان الى مستنقع مياه كبير، وطرقه مقفلة بازدحام السيارات من الناقورة الى طرابلس مرورا ببيروت.

تحديد المسؤوليات في قضية كهذه كمن يدخل لعبة الدوامة. الكل يتقاذف المسؤوليات كالعادة، والحلول مفقودة لا سيما أن هذا الجدال “البيزانطي” بين الوزارتين لا يحمل أي أمل للمواطنين بأنهم لن يعلقوا في زحمة السير لساعات بسبب السيول والامطار الغزيرة، ولن تحمي الفقراء من المياه التي ستسبح داخل بيوتهم.

السابق
تكفيربون ينهشون بعضهم في سوريا
التالي
إطلاق نار في نيويورك وأنباء عن سقوط ضحايا