إستراتيجية أوباما غير الحاسمة

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية تحت عنوان “ماذا وراء نجاح إستراتيجية أوباما غير الحاسمة في سوريا”، تقريرا لفتت فيه الى أن “رحلة الإدارة الأميركية الغريبة مع سياسة سوريا خلال الأسابيع القليلة الماضية فتحت الباب أمام قدر هائل من الانتقادات. فقد غيَّر المسؤولون موقفهم لمرات عدة، وبعثوا برسائل مثير للحيرة حول الأهداف التي يسعون إلى تحقيقها، وبدوا غير مقتنعين بالخيارات السياسية التي توصلوا إليها. ووُجهت العديد من الانتقادات لوزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي أدت زلة اللسان التي صدرت عنه عندما أوحى بأن الولايات المتحدة سوف تتراجع عن تهديد العمل العسكري حال تخلي سوريا عن الأسلحة الكيميائية، وقيل إن الارتجال أصبح هو المسار الذي تتبناه الولايات المتحدة. ولكن الغريب في الأمر هو أن هذا المسار يبدو ناجحاً حتى الآن. فمن المحتمل أن تنهار المبادرة الدبلوماسية السورية، التي لا تحقق سوى هدف واحد متواضع من أهداف الإدارة الأميركية، وهو وقف استخدام الأسلحة الكيميائية بدلاً من إنهاء الحرب السورية. ولكن ما يزال ينبغي مع ذلك دراسة كيف تمكنت هذه الإستراتيجية الارتجالية من تحقيق التقدم الذي أحرزته حتى الآن. وقد يكون من الصعب تحديد ما إذا كان أوباما يخوض لعبة معقدة ذات خطوات محسوبة أو أنه يتنقل بشكل عشوائي وتفاعلي، ولكن هذين الأمرين ليسا مختلفين في الواقع عن بعضهما البعض مثلما يبدو”.
وأشارت “واشنطن بوست الى أن “أبرز الانتقادات التي وُجهت لإستراتيجية الرئيس أوباما في سوريا حتى الآن ركزت على افتقاره للعزيمة والالتزام. فقد شعرت كل من سوريا وروسيا أنهم يستطيعون تحدي الولايات المتحدة والخط الأحمر الذي وضعه أوباما لأنهم يشكون في رغبة الرئيس في المضي إلى تنفيذه”. ورأت وجهة النظر هذه أن “التردد هو نوع من الضعف، وأنه يقوض تهديدات أوباما وهدفه المتمثل في منع الرئيس السوري بشار الأسد من استخدام الأسلحة الكيميائية”.
ولفتت الصحيفة الى أن “ما ركز عليه الأميركيون هو عجز أوباما عن الالتزام بإستراتيجية ثابتة في سوريا سواء الضربات العسكرية أو الاتفاق الدبلوماسي، ولكن من المحتمل أن موسكو ودمشق نظرتا إلى الأمر من زاوية أخرى وفسرتا ذلك على أنه عجز أوباما عن التراجع عن الضربات العسكرية. ومن ثم، فقد شجعت الإستراتيجية الأميركية الضعيفة كلا من بوتين والأسد على التفاوض، حيث إن التردد جعلهما يخلصان إلى أنه من الممكن إقناع أوباما بالتراجع”.
وأوضحت أن “هذه النظرية ليست مرضية للغاية، حيث من المعتقد أن الولايات المتحدة تقوم بفرض شروطها على العالم ووضع أجندتها الخاصة من دون مشورة من أحد وأن الرئيس الأميركي يرغم الدول الأخرى على أن تحذو حذوه. ولكن على الرغم من الأصول الأميركية العسكرية والاقتصادية والثقافية، لم تعد الولايات المتحدة هي قائدة النظام الدولي”.
وإختتمت بالإشارة إلى أنه “إذا كان الهدف من الدبلوماسية الأميركية والتهديدات العسكرية تجاه سوريا هو تحسين صورة أوباما، فإن الولايات المتحدة تنتهج مساراً فاشلاً. ولكن إذا كان الهدف هو وقف استخدام سوريا للأسلحة الكيميائية، فإن الولايات المتحدة تتخذ بعض الخطوات الواعدة نحو هذا الاتجاه”.

 

السابق
اهالي مخطوفي أعزاز يصلون الى أمام السفارة التركية
التالي
اعادة انتخاب ميركل