مبادرة بري إلتفاف على إعلان بعبدا

النائب احمد فتفت
لفت النائب فتفت في تصريح لـ «الأنباء» الى ان مبادرة الرئيس نبيه بري صيغت بالأساس من منطلق الالتفاف على إعلان بعبدا، إلا ان البيان التوضيحي الصادر عن الرئيس سليمان قطع الطريق امام اي محاولة لتجاهله كوثيقة وطنية اقرتها طاولة الحوار الأخيرة ووافقت عليها جميع الاطراف اللبنانية، بدليل ان الرئيس بري هو من قرأ بلسانه التعديلات على إعلان بعبدا ثم تم اقراره بصيغته النهائية.

رأى عضو كتلة المستقبل النائب د.احمد فتفت ان الرئيس بري مصرّ على تسويق مبادرته على انها مبادرة حوارية، فيما هي مجرد مناورات سياسية غير قابلة للصرف بمكان، وذلك لاعتباره ان ما جاء في مضمون المبادرة كناية عن مجموعة عناوين سياسية تتعارض مع القرار الدولي 1701 لجهة مفهوم المقاومة في محاولة لتكريسها امرا واقعا على اللبنانيين، وتنتهك صلاحيات رئيسي الجمهورية والمكلف لجهة البحث بشكل الحكومة ولونها وبيانها، ناهيك عن انها تتجاوز دور مجلس الوزراء مجتمعا سواء في موضوع تعيين خمسة آلاف عنصر في الجيش، ام في رسم السياسة الاقتصادية للبلاد، مؤكدا في المقابل ان تيار المستقبل سوف يستمع لآراء اعضاء اللجنة المكلفة بتسويق المبادرة، إلا ان جوابه سيكون هو نفسه مادام مضمون المبادرة هو نفسه.

ولفت النائب فتفت في تصريح لـ «الأنباء» الى ان مبادرة الرئيس بري صيغت بالأساس من منطلق الالتفاف على إعلان بعبدا، إلا ان البيان التوضيحي الصادر عن الرئيس سليمان قطع الطريق امام اي محاولة لتجاهله كوثيقة وطنية اقرتها طاولة الحوار الأخيرة ووافقت عليها جميع الاطراف اللبنانية، بدليل ان الرئيس بري هو من قرأ بلسانه التعديلات على إعلان بعبدا ثم تم اقراره بصيغته النهائية، معتبرا بالتالي انه من غير المسموح بعد اليوم التلاعب بمصداقية الحوار، فإما ان يلتزم حزب الله والرئيس بري بما ينتج عنه من مقررات واتفاقيات، وإما فتتوقف الدعوات الى حوار لا هدف منه سوى كسب الوقت لصالح طرف سياسي معين.

وردا على سؤال اكد النائب فتفت ان اعلان بعبدا اصبح جزءا اساسيا من الحياة السياسية في لبنان يصعب على اي كان تجاهله او تجاوز دعوته للحياد، لا بل اكتسب قوة القانون بعد اقراره من قبل جميع الفرقاء ما يستوجب معاقبة المخالفين له، معتبرا بالتالي انه حتى إن تنكر حزب الله لإعلان بعبدا بسبب تعارضه مع مشاركة الحزب في الحرب السورية، فهو لن يستطيع الحد من قوته كوثيقة عمل وطني، متسائلا بالتالي عما تبقى من مصداقية لحزب الله حيال ما يوقع عليه ويعلن التزامه به، فمن النقاط السبع الى ترسيم الحدود مع سورية الى تنظيم السلاح داخل المخيمات وسحبه من خارجها، الى المحكمة الدولية، كلها نقاط تبناها حزب الله ثم عاد وانقلب عليها لتعارضها مع سياسته الايرانية، وهو ما جرده من كل ثقة وآل بالآخرين الى اتخاذ الحذر منه حيال اي اتفاق او تفاهم معه.

على صعيد مختلف، وحيال توصيف النائب محمد رعد لعملية الأمن الذاتي التي اعتمدها حزب الله بعد انفجار الرويس بـ «الإسعافات الأولية» واتهامه تيار المستقبل باحتضان الارهاب والتكفير، لفت النائب فتفت الى ان رعد يدرك تماما ان التكفيري والارهابي الحقيقي هو حليفه رأس النظام السوري بشار الاسد، وما ممارساته الدموية والتي لم تنته باستعماله السلاح الكيميائي ضد الشعب السوري سوى دليل قاطع على تمعنه بالإرهاب والتكفير، مشيرا من جهة ثانية الى ان اللبنانيين اعتادوا على لغة التخوين التي يعتمدها حزب الله في تعاطيه مع كل من لا يجاري سياسته الإيرانية وتطلعاته المستقبلية المرتبطة بمشاريع الولي الفقيه، لافتا بالتالي لانتباه النائب رعد الى ان التخوين لا يقل شأنا عن التكفير كونهما وجهان لعملة واحدة متخصصة بإلغاء الآخرين وهو ما ثبت في متفجرتي طرابلس، معتبرا تبعا لما تقدم ان احدا لا يستطيع المزايدة على حزب الله في موضوع التكفير والإرهاب، خصوصا ان امينه العام وضع الخطوط الحمر امام الجيش اللبناني حين قرر مهاجمة الارهابيين في نهر البارد، والدفاع المستميت عن شبكة سماحة ـ المملوك الارهابية.

أما لجهة توصيف النائب رعد الأمن الذاتي بالإسعافات الأولية، فتساءل النائب فتفت عما سيؤدي اليه العلاج من الارهاب، لطالما ان مجرد اسعافات الأولية، ادت الى سقوط قتيل وعدد من الجرحى وخطف مواطنين واعتداء على بعثات ديبلوماسية، مشيرا في المقابل الى انه لم يكن ينقص لبنان «اسعافات حزب الله الأولية» ليبسط سيطرته المسلحة على بيروت ويرفع في شوارعها اعلامه واعلام حركة امل، هذا ان لم يجر التطرق الى سيطرته على الحكومة بفعل انقلابه على حكومة الرئيس الحريري، ناهيك عن سيطرته على مجلس النواب من خلال فرضه عبر الرئيس بري بنودا محددة على جداول اعماله تتناسب ومساره السياسي في لبنان والعسكري في سورية، اضافة الى سيطرته على القضاء اللبناني من خلال ممارسته الضغوطات على المجلس الدستوري لمنعه من الانعقاد والبت في موضوع الطعن بقرار التمديد لمجلس النواب الحالي، ما يعني ان الاسعافات الاولية اتت للتأكيد على هذه السيطرة وتطويرها لاحقا في اطار سعيه الى مؤتمر تأسيسي يؤول الى اقرار المثالثة تمهيدا لإرساء دولة الولي الفقيه.

السابق
الاختلاف نقمة
التالي
موسى: سلام لم يناقش تفاصيل مبادرة بري ولم يعط ردا عليها