الراعي: ليدرك المسؤولون خطورة الوضع ويؤلفوا حكومة جامعة

استهل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي استقبالاته في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان بلقائه، صباح اليوم، وفدا من مشايخ عكار برئاسة المفتي زيد زكريا ورئيس اساقفة طرابلس للموارنة المطران جورج بو جودة على رأس وفد من الكهنة.

في مستهل اللقاء، شكر المونسنيور الياس جرجس “صاحب الغبطة على زيارته عكار”، مؤكدا “استمرار التعاون مع اصحاب السماحة والاهالي من اجل خدمة الانسان ورفع الحرمان عن عكار”.

وجدد مفتي عكار زيد زكريا شكره للبطريرك الراعي على زيارته لعكار وجدد الدعوة له “لزيارة اخرى للمنطقة التي تحتاج الى كل شيء”. وشكره على “زيارة المواساة لطرابلس لان هناك شهداء وجرحى من عكار في التفجيرين الارهابيين”. واكد ان “زيارة غبطته شكلت عزاء للجميع ونحن مهما ارتفعت اصوات التطرف فان صوتك وصوت سماحة المفتي سيبقيا الضمان لهذا الوطن ولا يمكن الاصوات الاخرى ان تغلبهما. وعلينا دور نؤديه وندعو الى المحبة والسلام والامل والاستقرار على رغم التطرف السياسي الذي يشل البلد ويعوق تشكيل الحكومة. ونأمل ان يحل العقل لتفويت الفرصة على من يريد تخريب لبنان ليبقى بلد العيش المشترك ولا يقدر احد ان يغير هويته ونصلي لأجل الشرق الاوسط”.

ورد البطريرك بكلمة رحب بها ب”أصحاب السماحة في الديمان”، وشكرهم على “الترحيب والاستقبال الذي خصه بهما ابناء عكار المخلصين والمحبين”، وقال: “اني ارى ان الظرف المؤلم الذي يمر فيه الشرق الاوسط نأمل ان ينتهي بالحوار والتفاهم. فالسلاح لا يحل اي امر فالحرب تجر الحرب والحقد يولد البغض بين الناس وهذا الواقع المر الذي يمر فيه الشرق الاوسط يسببه التدخل الغربي لمحاولة اظهار ان الاديان لا يمكن ان تتعايش مع بعضها في هذا الشرق. وهذا ما يعمل له الغرب: صدام الاديان والحضارات والثقافات وهناك اذكاء لهذا الموضوع. فمنذ العام 1956 كان العميد ريمون اده كلما زرناه يسحب وثائق وفيها احد رؤساء اسرائيل يقول فيها ان لبنان “كذبة” وكان التحريض الاسرائيلي سببا لاندلاع حرب 1975 ليبرهنوا ان لبنان كذبة ولا يمكن التعايش فيه بين المسلم والمسيحي. ونحن ارتكبنا وصمة عار كبيرة عندما تقاتلنا على الهوية ولكن تبين بعد الحرب ان الثقافة اللبنانية اقوى واللبنانيون غلبوا الحرب لذلك ارى ان الذي يحصل حاليا في الشرق الاوسط يبين مدى اهمية دور لبنان فعلينا ان نظهر للجميع دورنا في منع الصراعات المذهبية والصراع بين الاعتدال والاصوليات وهذه هي رسالة لبنان ومهمتنا اليوم. واني ارى “الربيع العربي” قد تشوه فالتظاهرات العفوية التي انطلقت عن حق مطالبة بالاصلاحات اختفت واصبحنا امام حركات اصولية. من هنا دور لبنان الذي يجمع الجميع بمحبة واحترام واليوم نمر في أزمة داخلية نأمل تجاوزها ونأمل ان تبقى ازمة سياسية والا تتحول الى ازمات طائفية او مذهبية. ونأمل من المسؤولين السياسيين ان يتجاوزوا خلافاتهم لان الناس سئمت ذلك وسئمت ايضا التباعد وتريد العيش بمحبة. ونأمل ان يدرك المسؤولون السياسيون خطورة الوضع في لبنان وعليهم ان يعرفوا ان على لبنان ان يؤدي دور الاستقرار والسلام في المنطقة. ونطالب بأن تؤلف حكومة تجمع الجميع وان تكون على مستوى التحديات المطروحة لان الوضع لم يعد يحتمل اكثر لان الازمة السياسية تولد أزمات اقتصادية ومعيشية وبطالة. وعلى الدولة ان تهتم بالناس والشعب”.

واضاف: “اشكركم مجددا على حسن استقبالكم في عكار التي تستأهل كل العناية والاهتمام من الدولة وانا اطالب دوما بالاهتمام بعكار ونأمل ان تستمر في انفتاحها وعيشها المشترك. ونحن نحمل رسالة التكامل الى العالم وعليه التنبه لأن هناك “برامج” اجنبية مرتبطة باسرائيل وهي لخير اسرائيل وامنها. فان احتاجوا لتهديم العالم العربي من اجل اسرائيل فلن يتأخروا وعلينا ان نكون واعين والا نقع في الفخ وعلى الجميع وعي هذه المسؤوليات لان الذي يحصل مؤسف وخطير والذي يفيد من كل ما يحصل في الشرق العربي هو اسرائيل “والبرنامج” وضع منذ زمن بعيد واعتبروا ان لبنان قد يكون الاول في السقوط عبر ايجاد الدويلات لكن ذلك لم يحصل. ونأمل ان يخرج العرب من الخلافات المذهبية التي اوقعتهم فيها الغرب واسرائيل هي التي تعادينا لانها لا تقبل ان نكون هناك عيش مشترك مع بعضنا البعض ولا تقبل بان تكون رسالة للعالم ونموذجا للعيش المشترك. وعندما بدأ الربيع العربي طالبت اسرائيل لالاعتراف بها دوليا على انها دولة لليهود كون الخلافات العربية ظهرت ان ابناء الدين الواحد غير قادرين على العيش مع بعضهم. وهذه هي القصة بكاملها”.

السابق
البزري: تجار صيدا اعترضوا على اجراءات أثرت سلبا على مصالحهم
التالي
الصين: الحل السياسي هو الوحيد الممكن في سوريا