عرقنة على “قدنا”

  حذّر رئيس مجلس النواب نبيه بري من “عرقنة” لبنان، معتبراً ان مثل هذا الأمر هو خطير للغاية. لكنه اضاف ان لبنان ليس العراق وهذا المخطط لن يمر في أي شكل من الاشكال.

واقع الحال ينبىء بغير ذلك يا دولة الرئيس . وهذا هو المشهد :

في العراق جرى تقسيم البلد الى مناطق شبه صافية مذهبيا ، تمهيدا لاستهدافها بالسيارات المفخخة وشتى الاعمال الارهابية. في ظل تفكك في بنى الدولة المركزية ونشوء كيانات سياسية شبه مستقلة لكل منها ميليشيا تحميها ، وتستهدف الكيانات الاخرى .

وفي الخلفية الفكرية ، وضعت في العراق موضع التنفيذ ، وللمرة الاولى بهذا الوضوح ، مصطلحات مثل التكفيريين في مقابل الرافضة .

وفي العراق أيضا ، حيث التعدد الطائفي والمذهبي ، حصل الطلاق البائن بين السنة والشيعة ، وذهب المسيحيون ضحية الانقسام الحاد بداية ، والصراع الدموي لاحقا .

وفي بلاد الرافدين اشتكى الجميع من أن “اللعبة اقليمية دولية ” ، وأن الدول تلعب بمصير البلد ، سواء المجاورة منها أو البعيدة جدا خلف البحار. وبأن معظم المصائب هي من مخلفات الاحتلال.في ظل غياب أي مظلة داخلية أو خارجية تحمي البلد من شرور الصديق قبل العدو .

لو حذفنا اسم العراق من هذا العرض ووضعنا اسم لبنان، ألا ينطبق عليه كل ما فيه من سوداية ومآس . ولو اننا لم نصل ، والعياذ بالله، الى حجم القتل الذي بلغه العراق في العقدين الماضيين.

كل لبناني يشاطر الرئيس بري قلقه على لبنان . ولكن واقع الحال يشي بأننا ازاء عرقنة على “قد الحال” أو على “قدنا” . اي بحجم لبنان ، مساحة وكتلة سكانية ، مقارنة بالعراق .

السابق
خريس: نحذر من خلق اسرائيليات في المنطقة
التالي
قوة الأسد ضعف أوباما!