مع الحدث : حملة أمنية رسمية تحسبا للآتي

لا جديد تحت شمس لبنان الا المزيد من الخوف. وفي حين غابت السياسة عن المشهد ، احتل الامن ، بشقيه الرسمي و”الذاتي” ، كل المساحات . ضاقت الطرقات بعابريها ، واصطف المواطنون حائرين بين نارين ، اما العذاب واما العذاب .

كرة النار التي بدأت تتدحرج منذ أشهر كبرت الى الحد الاقصى ، اذا جاز القول . فسقطت صواريخ على الضاحية ، ثم وقعت حوادث التفجير وبدأ البحث عن الشبكات الارهابية وسط جو من الهلع وشائعات لاتنتهي عن سيارات معدة للتفجير ، مضافا اليها سقوط صواريخ سورية على مناطق بقاعية . ما يدشن مرحلة جديدة من انعكاسات الحرب السورية على لبنان . وذلك في غياب اي مظلة عربية ودولية قادرة على لجم محاولات تفجير الاستقرار اللبناني الهش .

الجديد البارز كان حملة الاجهزة الامنية لتعقب الارهابيين واجهاض اي محاولة تفجير جديدة في مهدها. وهذا ما أشعر المواطنين ببعض ارتياح . ولكن في المقابل نفذت عناصر من “حزب الله” اجراءات امنية مشددة عند مداخل الضاحية الجنوبية كافة ومناطق عدة في الجنوب وقامت بالتدقيق في هويات الداخلين الى هذه المناطق.وتسببت هذه الاجراءات بزحمة سير خانقة خصوصا في المناطق المحيطة بالضاحية الجنوبية، ما اثار استياء المواطنين الذين احتجزوا في سياراتهم لساعات متسائلين عمن يستلم زمام الامن، وهل ان البلاد عادت الى ما يعرف بالامن الذاتي لكل منطقة على حدة.

وفي وقت طويت صفحة التفجير الارهابي في الرويس من الناحية الانسانية ، اذ بدأ اهالي الضحايا بتسلم الجثث التي تم التعرف الى اصحابها بعد فحوص الحمض الريبي النووي ، تواصلت التحقيقات في الجريمة فاستبعدت فرضية التفجير الانتحاري لعدم وجود أشلاء غريبة بين أشلاء الشهداء . الا أن اللافت هو عدم صدور لائحة رسمية نهائية بعدد واسماء الشهداء حتى الآن ، وكل ما جرى هو الاعلان عن كل شهيد وقت تشييعه .

سياسيا ، انصرفت القيادات الى شأنها ، من مناكفات وتصفية حسابات أو اعادة ترتيب أوراق . فردت مصادر رئيس الجمهورية على حملة ٨ أذار ضده ، ومما قيل انه لم يزر الرويس ، فجاء الرد ، ان الرئيس نبيه بري لم يزرها أيضا. أما اوساط قوى 14 اذار فوصفت الانتشار الامني الواسع لـ”حزب الله” بـ7 ايار جديد لاسقاط امكان تشكيل حكومة حيادية في وقت قريب. أما الحزب فانصرف الى اجراءاته الامنية ، والى اعادة ترتيب العلاقة مع حليفه “الملتبس ” العماد ميشال عون ، بعد مواقف الاخير اللافتة لجريدة الحياة . فاعتبر عضو المجلس السياسي غالب ابو زينب من الرابية ان “رؤيتنا والجنرال واحدة بالنسبة الى التطورات كما كنا في كل المراحل لدينا نظره استراتيجية وتفصيلية واحدة في لبنان، مشددا على مشاركة التيار في مهرجان التضامن مع المقاومة الجمعة المقبل”.

في هذا الخضم نسي الجميع الجلسة التشريعية المقررة غدا باستثناء الرئيس بري ، الذي سينتظر اكتمال النصاب ، واذا لم يحصل فسيحدد موعدا جديدا لها . أما النائب وليد جنبلاط فنأى بنفسه عن الحمى الامنية وعن الشغب السياسي المحلي ، وانصرف الى دراسة الازمة المصرية .

 

السابق
التكفيريون المحاربون يجوز قتالهم
التالي
لماذا ينتقد سليمان ولا ينتقد بري بعد تفجير الرويس؟!