مواقع التواصل الاجتماعي ادانت زوج آمنة اسماعيل قبل القضاء

آمنة اسماعيل و زوجها
بسلاسة وهدوء، وكأنها تقفز في حوض للسباحة، قفزت آمنة اسماعيل (31 عاما)، من الطبقة الثامنة لتلقى مصيرها المحتوم.

بسلاسة وهدوء، وكأنها تقفز في حوض للسباحة، قفزت آمنة اسماعيل (31 عاما)، من الطبقة الثامنة لتلقى مصيرها المحتوم.

من الرملة البيضاء وأمام كاميرا زوجها كفاح فيروز الاحمد إنتحرت، تاركة تساؤلات كثيرة يصعب الاجابة عنها.

فأن يصوّر رجل زوجته وهي تهمّ بالانتحار، ليس بالخبر العادي والمألوف. فهو حاول ان يظهر نفسه بريئا، من خلال فيديو صوّره عند قيامها بهذا الفعل. إستقبلت الارض قفزتها، وهي تلفظ انفاسها الاخيرة، وتودع الحياة بهدوء ملحوظ يثير الذهول والاستعجاب.

على الاثر، وكما كل حادثة، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالخبر. مع العلم ان الحادثة لم تلق اي اهتمام اعلامي في حينها. ولكن انتشار الفيديو المسرب لاسباب لم تعرف حتى الساعة، عبر مواقع التواصل قلبت الامور، وحولت قضية انتخارها من مسألة عابرة الى تحقيقات تصدرت الصحف والنشرات الاخبارية.

كذلك، على فايسبوك وتويتر، حيث إنهالت الاتهامات والتحليلات والافتراضات. عن برودة أعصاب الزوج و”بلادته”، وكانه ينتظرها لتقفز. وأيضا انتقد المتابعين طريقة صراخه اللافتة والتي بدأ بإطلاقها قبل ان تقفز، وهو يصور المشهد بثبات دون ان يقترب منها لمحاولة نجدتها ولو لمرة واحدة. بل اكتفى بإطلاق بعض الكلمات والردّ عليها، واستكمال التصوير.

هناك من رأى في هذا الفيديو إدانه صريحة للزوج، معتبرين ان التدقيق بمحتواه، ونبرة صوته، واسلوبه في التعاطي معها. ومن يتمعن في مسرح الجريمة وكيف مشى بهدوء بعد انتحارها يتبيّن له ذلك.

وقد ردّ أهل الضحية بتسجيل صوتي، نشر عبر وسائل الاعلام، لاموا فيه الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي والاعلام لنشرهم الفيديو ولاصدارهم الاحكام المسبقة، والافتراضات قبل انتهاء التحقيق.

الاكيد ان صوت آمنة بدا خافتا، ولكنها بدت هادئة، واثقة وربما مخدرة وكأنه لا مهرب آخر لها. وعن زوجها الذي لم يقترت ولو للحظة لانقاذها مع العلم ان وقت تصويره لفيديو يسمح بالقيام بذلك، لو كانت النيّة موجودة. بل اكتفى بتصوير الواقعة ومحادثتها عن امها، التي علم انها كانت تعاني من اضطرابات نفسية، وفق ما نقلت مصادر صحفية، وتكلم ايضا عن مشاكلهما وختم بعدها انه بخير.

فيديو الجريمة يحتاج الى التدقيق والمراقبة، ومتابعة ما قالته آمنة قبل دقائق من ان ترمي نفسها. اما التحليل والاستنتاجات ليست وظيفة احد، حتى لا تتكرر الافتراضات التي رافقت جريمة قتل المحلل السياسي محمد ضرار جمّو.

السابق
اوباما يقود المفاوضات من المقعد الخلفي
التالي
معركة..أمّ القرى في الجنوب