هل تَعطَّل الثلث المُعطِّل؟

في ذروة التطورات النوعية والمتسارعة في لبنان، والتي يأتي في مقدمها الإنفجار الذي وقع في الضاحية الجنوبية، عادت إلى لبنان المخاوف من أن يكون الوضع قد دخل مجدداً في دائرة تصفية حسابات المنطقة عندنا.
لكن ما يوازي هذه الأهمية في درجة الملفات هو ما حُكي عن أن الطلاق قد وقع بين تحالف قوى الثامن من آذار، فما هو هذا التحالف؟
وكيف انفرط عقده؟

تحالف قوى الثامن من آذار هو التحالف الذي أُنشىء إثر المهرجان الذي أقامه حزب الله في 8 آذار من العام 2005 تحت شعار شكراً سوريا والذي جعل من القوى المُعارِضة له، إلى إقامة مهرجان 14 آذار من خلال الحشد المليوني الذي حصل في ساحة الشهداء والذي على إثره أُنشئت قوى 14 آذار. هكذا، بعد ثمانية أعوام على الثامن من آذار، إنفرط عقدها، فما هي الأسباب؟
وما هي خارطة التحالفات السياسية بعد الذي حصل؟
النتيجة الأولى أن الجسم السياسي الذي كان مؤلفاً من حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر وتيار المردة وحزب الطاشناق والحزب القومي، لم يعد موجوداً كجسم ولا سيما بين حزب الله وحركة أمل من جهة والتيار الوطني الحر من جهة ثانية. فكيف سينسحب هذا الأمر على المسار السياسي في البلد ولا سيما في استحقاقه الأقرب:
تشكيل الحكومة؟

بدايةً، ومن خلال كل المعطيات، يبدو أن نيران إنفجار الضاحية قد وضع عملية تشكيل الحكومة على نار حامية، فكل المؤشرات تدل على وجوب الإسراع في عملية التشكيل وسط ما تشهده البلاد من ظروف دقيقة وخطيرة، وهذا ما إلتقطته الرادارات السياسية لرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أعطى إيحاءات بوجوب تسهيل عملية التأليف في أقرب وقت.

لم يكتفِ الرئيس بري بإطلاق صفارة الإنطلاق لتشكيل الحكومة بل أعطى هذه العملية دفعاً تشجيعياً من خلال إعطاء المؤشرات إلى أن الثلث المعطِّل لم يعد شرطاً من شروط عملية تشكيل الحكومة ولا سيما بالنسبة إلى حركة أمل وحزب الله أيضاً، فماذا يعني هذا التطور؟
كثيرة هي التبدلات التي ستحصل:
التبدُّل الأول هو أن العرقلة الأساسية في تشكيل الحكومة والتي تتمثَّل بمطلب الثلث المُعطِّل، لم تعد موجودة.
هنا يُطرَح السؤال الكبير:
في ظل هذا التحوُّل، ماذا سيكون عليه موقف العماد ميشال عون؟
وما هي الحصة التي سيُطالب بها في الحكومة؟
هنا قد تُخلَق مشكلة جديدة وهي أن رئيس تكتل التغيير والإصلاح سيتشدد في الحقائب التي سيُطالب بها، فهل سيلاقيه حليفه السابق في منتصف الطريق أم يتركه وحيداً في عملية الشروط والشروط المضادة؟

سيناريو تشكيل الحكومة قد يسبقه سيناريو تأمين نصاب الجلسة النيابية العامة في السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر من هذا الشهر، فهل تتوسَّع الإيجابية ليُصار إلى التمديد لقائد الجيش وبعض القادة الأمنيين؟

يبدو أن إنفجار الضاحية قد وضع الجميع أمام مسؤولياتهم وشكَّل قوة حث ودفع للرئيس المكلَّف. وبعد الرئيس بري يأتي دور النائب وليد جنبلاط ليُعلِن وجوب الخروج من الثلث المعطِّل، لأنه وفي حساباته أن البلد كله معطل سياسياً وإقتصادياً وأمنياً. فبين مؤشرات بري وإلحاح جنبلاط، هل تولَد الحكومة؟

السابق
12 مليار دولار؟
التالي
الخطر الجديد الآتي من الجولان