الاسد: الحرب التي شنت على سوريا بدأت إعلامي تحضيرا للمعارك اللاحقة ضد الوطن

أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن "الحديث عن أن الكادحين الذين يعتبرون القاعدة الأعرض لحزب "البعث" في سوريا هم الذين انقلبوا على الحزب حديث منافٍ للواقع ذلك أن من يدافع عن الوطن الآن هم هذه الشريحة من الكادحين وأبناء العمال والفلاحين كما أن الحرب لم تكن يوماً بين فقراء وأغنياء أو بين كادحين وأثرياء وهي ليست حرب قواعد شعبية على حزب حاكم أو على الدولة، مشيراً إلى أن هناك منذ البداية من حاول محو كل تاريخ الحزب وتحميله مسؤولية كل ما يحصل للقول بأن الحزب كان مدمراً للبلد وذلك بالرغم مما حققه من إنجازات خلال خمسين عاماً.

وفي لقاء مع صحيفة "البعث" السورية، أوضح أن المشكلة هي أن ما حصل سابقاً هو غياب التوازن بين الحزب والسلطة، مشيراً إلى أن مكافحة الفساد سواء في الدولة التي يحكمها الحزب أو داخل الحزب نفسه تمثل أحد أهم أركان عودة الحزب إلى قواعده وجماهيره، داعياً إلى ممارسة النقد وتصحيح الأخطاء ذلك أن نقد المؤسسة أو الحكومة أو الدولة هو دعم لها جميعاً وخطوة لتطوير أدائها، مشدداً على أن ثقافة النقد يجب أن تكون إحدى أساسيات عملنا الحزبي وغير الحزبي وأن القضية ثقافة لا علاقة لها بالأنظمة والقوانين.

وغداة اختيار قيادة قطرية جديدة، لفت إلى أن الدور الحقيقي للجنة المركزية للحزب يتمثل في محاسبة القيادة دورياً وهو ما لم يحصل خلال السنوات الماضية، مؤكداً أهمية النظر لأهداف ومبادئ الحزب وفق الظروف الراهنة وإلى تحقيق الوحدة العربية من خلال ربط مصالح مختلف الأعراق والشرائع والمذاهب في إطار قومية واحدة. ونبه إلى أن المشروع القومي العربي مستهدف دائماً غير أن الأمل هو أن الهوية العربية بدأت تعود لموقعها الصحيح خاصة بعد سقوط الإخوان المسلمين واكتشاف حقيقة التيارات التي تستخدم الدين لمصالحها الضيقة، وتساءل: أين دور المفكرين والأحزاب القومية لإعطاء الزخم ودفع الشباب الذين انتفضوا في الساحات متمسكين بهويتهم القومية وإسلامهم المعتدل؟ مشدداً على أن هويتنا العربية لازالت موجودة رغم محاولات تدميرها وهي قومية عربية معتدلة تحتاج لعمل إعلامي ثقافي سياسي ديني للحفاظ عليها.

وقال: إن المقصود بالإسلام السياسي هو تلك الأحزاب التي تستغل الدين على شاكلة الإخوان المسلمين، داعياً إلى التفريق بين من يستخدم الدين لمصالحه الضيقة وبين من يستند إلى الدين في الدفاع عن القضايا الحقة والمشروعة، وهذا لا ينطبق لا على إيران ولا على حزب الله، فهم لا يعاملون الناس انطلاقاً من البعد الديني والطائفي، وإنما انطلاقاً من الأبعاد الوطنية والسياسية، ولا يميزون بين الدول أو الجهات التي يتعاملون معها إلا وفقاً للمبادئ والمصالح السياسية والقضايا الاستراتيجية، منبهاً إلى أن ما يفعله الإخوان المسلمون اليوم أنهم يتشددون على أبناء دينهم وبلدهم وقوميتهم ويتساهلون مع الإسرائيليين والغرب ولا يطلبون منهم سوى الرضا.

واعتبر إن "الحرب التي شنت على سوريا بدأت إعلامية في المرحلة الأولى كي تهيئ الأرضية للمعارك اللاحقة ضد الوطن، والدفاع عن سوريا كان، في جانب كبير منه، دفاعاً إعلامياً، وهذا يؤكد أن دور الإعلام هو دور أساسي في أية معركة على مستوى الدولة والوطن وطبعاً الحزب.

السابق
وزير اسرائيلي يكشف عن خطط لبناء وحدات سكنية في القدس والضفة
التالي
هكذا ردت هيفا على طلب زواج