صفقة التمديد للمجلس

ربح التمديد جولة.
وخسر التمديديون المستقبل.
معظم أهل النظام كسبوا المعركة.
ووحده الجنرال اختار التغيير.
غدا يمدّدون للمجلس الحالي.
وتنتهي حفلة التواطؤ السياسي على الناس بملهاة.
هل تناثرت التحالفات على أرض المواجهات؟
هل انهار تحالف ٨ آذار.
هل ربح الثنائي الشيعي معركة التمديد للمجلس النيابي الحالي.
وهل جرى التعويم بين مكونات ١٤ آذار.
هذه الأسئلة طرحت على قيادي كبير، وأجاب بأن التباينات بين التيار الوطني الحر والمردة والطاشناق، لا، ولن تلغي التفاهمات على أمور كثيرة.
كما ان التفاهمات بين أطياف ١٤ آذار، لا، ولن تلغي التباينات، حول الوضع، وازاء قوانين الانتخابات، بين المستقبل ومسيحيي ١٤ آذار، والكتائب والأحرار.
طبعاً، فان التيار الأزرق مسرور.
وأكثر ارتياحاً من التيار البرتقالي ازاء ما حدث.

***
هل البلاد أمام حقبة إحياء التحالف الرباعي بعد انتخابات العام ٢٠٠٥. وقبل سنة وبضعة أشهر من انتخابات ٢٠١٤؟
أساساً الجواب صعب ومعقّد.
ذلك ان جنرال الرابية لم يتغير، ويقود معركة التغيير في البلاد.
أما الآخرون، من هنا وهناك، فقد كانوا على هامش التطورات، وفي أساسها أحيانا.
وجواب القائد السياسي، على هذه التساؤلات، ان التحالفات باقية، لكن كل فريق أمعن في مواقفه، واضطر الى مهادنات.
طبعاً، لعبها الرئيس نبيه بري على الأصول، وهو أصلاً أصيل في ممارسة دوره كقائد للبرلمان.
وهو عين منه على الرئاسة من فوق.
وعين على تلاوين ٨ و١٤ آذار من تحت.
وهو في الوسط حريص على التفاهم مع حليفه اللدود وليد جنبلاط.
وربما العنصر المطمئن الى مستقبل النظام وسلامته، صعوبة التوافق بين جنرال بعبدا وجنرال التغيير أو جنرال الرابية في الخريطة السياسية.
الآن، لكل فئة فلسفتها السياسية والمفاهيم.
والنواب الذين هجموا على وزارة الداخلية لتقديم ترشيحاتهم، هؤلاء، أو معظمهم هجموا على عين التينة لتبرير التمديد.
معليش، فان السياسيين، كما قال الرئيس العماد سليمان، في البقاع، وعلى أبواب عرسال، يتفقون على الناس، أو يختلفون من أجلهم.
على أبواب التمديد، راح كل فريق يقترح مبادرة للتطويق والتوفيق.
أليس التوافق هو شعار المرحلة.
رئيس الحكومة المستقيلة، لم يكن مستقيلا، ساعة أطلق مبادرته الحوارية.
ونجوم ١٤ آذار لم يتقاعسوا عن انتقاد المترددين في قبول التمديد.
والقضية لا تزال في مطالعها.
قديماً قال الشاعر، ان خير المطالع هو التسليم على الشهداء.
وحديثاً يقول الشعراء، ان أصعب المعارك، هو الاتفاق على حدود التمديد.
هل الصفقة تنطوي على إغراء، برفض التوسّع في التمديد.
هل يتوقف عند أبواب ساحة النجمة، أم يتخطاها الى ما هو فوق، وعلى الجانب الأيمن أو الأيسر.
هنا تكمن اللعبة.
أو تحطّ الصفقة على أرضٍ متحركة، وفي لبنان، فإن الأمن يتحرّك شمالاً وجنوباً، والوضع السوري يحاصر البلاد بالتحديات. ولا أحد يتكهن مسبقاً بالنتائج.

السابق
حوري: التمديد ربط نزاع وليس تسوية ولا علاقة له بتشكيل الحكومة
التالي
اسقاط الخطوط الحمر