ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالقول: "نهنىء المسلمين واللبنانيين بذكرى ولادة السيدة الزهراء، وعلينا ان نكون في حسن التابعين لها والذاكرين لها باحسان، فهذه حوراء انسية طاهرة زكية معصومة وصلتنا بها كصلتنا بالنبي محمد (ص) وحبنا لها كحبنا للنبي محمد فهي مميزة لها شأن كبير وقدر عظيم نسير في رحابها وننهج سبيل الخير ونعمل بصدق واخلاص ونطالب بان يكون يوم الزهراء يوم المرأة العالمي" .
واضاف: "الزهراء صاحبة فضائل ومميزات وقيم واحترام وتقدير فهي ام ابيها وزوجة الامام علي بن ابي طالب وام الحسنين لعبت ادوارا ثلاثة فهي البنت والزوجة والام، سماها الرسول بام ابيها، اذ غمرها النبي بحبه وعطفه واحترامه فهي تقية زكية نقية من كل عيب وحين نذكرها فاننا نذكر الشجرة الطيبة والمثمرة فكانت لابيها البنت والام تسهر على ابيها وتقوم بواجباتها على خير قيام، مما يحتم على نسائنا ان يلزمن اداب واخلاق وتعاليم السيدة فيعود نساؤنا وبناتنا اليها ليتعلموا في مدرستها ملتزمين الفضائل والاخلاق، وعلينا كمسلمين ان نتأدب باخلاق اهل البيت فنتعلم من مدرستهم، فهم شجرة النبوة واهل الكساء الذين شملهم الله بعطفه ومحبته فكانوا في رضوان الله بعيدين عن كل شر وسوء ومعصية، والزهراء كانت تعطي وتبذل وتضحي في سبيل رفعة الدين والمحافظة على شريعة النبي محمد فصبرت وتحملت الاذى والصعاب وكانت بعيدة عن الحسد والحقد، وعلينا ان نتعلم من اهل البيت الصدق والايثار والتسامح لنكون في رحابهم، فمحبة اهل البيت تنجي وتحفظ الانسان من كل سوء، ولقد كان اهل البيت يدعون الى الله من خلال سلوكهم وادابهم وحسن تعاليمهم، وعلينا ان نتواصل معهم بصدق واخلاص فنبتعد عن كل اساءة لنكون مثالا لكل الناس بالتزامنا باهل البيت وتحلينا باخلاقهم وادابهم".
وتابع: "ان السيدة الزهراء بما اكتست من فضائل وميزات وقيم استحقت ان تكون سيدة نساء العالمين، فهي كانت صادقة مخلصة عادلة تقية يملكها الحياء والحنان وحين سئلت عن افضل شيء للمرأة فقالت: ان لا ترى رجلا ولا يراها، فهي كانت مثالا للنورانية والروحانية تزوجت الامام علي ابن ابي طالب طمعا بمكارم اخلاقه وشجاعته وتقواه وورعه، الزهراء ولدت في بيت النبوة رعاها رسول الله وانشأها على الروحانية والنورانية فكانت تعبد الله في محرابها وكانت مثال المرأة الصالحة النقية، ونحن نريد ان تكون نساؤنا تبعا للسيدة الزهراء يقتدين بها ويسرن وفق تعاليمها في الحياء والعفة فكانت مثالا لكل خير".
واستنكر "الاعتداء الاثم على ضريح الصحابي المميز حجر بن عدي الذي خير قبل استشهاده بين البراءة من الامام علي وقتله مع ابنه لكنه ابى ان تتبرأ من الامام علي وقدم ولده امامه ليقتل قبله لانه كان يخشى ان يتراجع ابنه عن ولائه للامام علي، فاستشهد حجر مع ابنه حبا وولاء للامام علي، ونحن نسأل عن الاجرام والجدوى من حفر قبر الصحابي حجر بن عدي ونقله في انتهاك للقيم ولحرمة الموت في عمل يعيدنا الى الجاهلية والكفر والنفاق وعلى المتمسكين بولادية الامام علي ان يتعاونوا على البر والتقوى ليكونوا خير خلف لخير سلف، ونحن اذ نشجب هذا الحقد الدفين الذي لا يمت الى الدين بصلة ، فالاعتداء على قبر الصحابي حجر بن عدي تحد لله ولرسوله واهل البيت وانتهاك لحرمة الانسان".
وطالب قبلان العرب والمسلمين بان "يتقوا الله بعباده وبلاده فيبتعدوا عن الضلالة والعنف والكراهية فيعملوا الخير والمعروف ليرى الله عملهم فيسيروا على نهج الخير والصلاح، فلا نجاة للعرب والمسلمين الا بالعودة الى رسول الله واهل البيت لانهم يمثلون النورانية والروحانية، فعلى الجميع ان يتعاونوا على البر والتقوى ويبتعدوا عن الاثم والعدوان" .
