ميقاتي و«القناة التركية»: مسعى سعودي للحوار مع النظام السوري

 

أشادت مصادر تركية مقربة من مصادر القرار في تركيا برئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي والعلاقات القوية التي كانت تربطه برئيس الحكومة رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو وبقية المسؤولين الأتراك، مؤكدةً أن هذه العلاقات وصلت إلى مستوى هام جعلت القيادة التركية تحدد ما أسمته «قناة خاصة بعيدة عن القنوات الديبلوماسية التقليدية، للتواصل الدائم مع ميقاتي».
واذ اشارت المصادر الى أن تكليف رئيس جديد للحكومة هو شأن لبناني داخلي، أبدت اهتماماً بما يجري في لبنان بعد استقالة ميقاتي، مشددةً على أهمية الحفاظ على الاستقرار اللبناني في المرحلة المقبلة، «لان الأوضاع في سوريا قد تشهد من الآن وحتى نهاية شهر حزيران المقبل تطورات حاسمة قد تطال رأس النظام السوري».
وكشفت المصادر التركية عن اتصالات جرت مؤخراً بين مسؤولين سعوديين ومسؤولين سوريين محسوبين على النظام في العاصمة التركية عبر وسيط تركي لتقديم مبادرة جديدة للنظام السوري تؤدي من منظور الأتراك والسعوديين إلى انهاء الازمة، «وتسمح بمغادرة مشرّفة للأسد والقيادات الأساسية في النظام إلى خارج سوريا، مع استعداد السعودية لاستضافة الأسد مع عائلته» على حد تعبير المصادر التركية.
وأضافت ان الاقتراح السعودي يقضي أيضاً بتولي قيادة الجيش السوري الحالية مهمة المرحلة الانتقالية لحين وضع الترتيبات السياسية الجديدة في سوريا، مشددةً على ضرورة ضمان حقوق جميع مكونات الشعب السوري وعدم السماح بحصول أي أعمال انتقامية.
وأكدت المصادر أن الوفد السعودي الذي كان يتواصل مع الأتراك والسوريين، كان مفوّضاً من قبل نجل الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز ومن رئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان.
واشارت المصادر الى أن المفاوضات «لم تصل إلى نتيجة ايجابية حتى الآن، ما أدى إلى تكثيف الضغوط الأمنية والعسكرية على النظام السوري في الآونة الأخيرة».
وكشفت المصادر عن قيام المؤسسات الأمنية التركية بتدريب عدد كبير من كوادر الإسلاميين الذين أتوا من تونس ومصر والسودان وليبيا (أنظمة أخوانية) ودول أوروبية كي يكونوا قادرين على إدارة المؤسسات الرسمية ومواجهة التحديات المختلفة.
ورأت المصادر أن الصراع في سوريا لن ينتهي، حتى لو نجحت قوى المعارضة السورية بفرض وقائع جديدة، بل ستكون المعركة على أشدها بين قوى المعارضة المختلفة ولا سيما بين «الجيش السوري الحر» وحلفائه من «قوى الائتلاف السوري» والحكومة السورية الموقتة من جهة، وبين القوى الاسلامية المتشددة من جهة أخرى ولا سيما «جبهة النصرة» والمجموعات المدعومة من قبل «حزب التحرير الاسلامي»، الذي يشنّ حملة قاسية على سياسات «الاخوان» في مصر وتونس وليبيا وسوريا.
من جهة ثانية، أشارت مصادر إسلامية مطلعة إلى أن «الاخوان المسلمين»، وخصوصا في مصر وتونس وليبيا، يتعرضون لحملة قاسية من قبل القوى السلفية المدعومة من عدد من دول الخليج وفي مقدمها السعودية والإمارات، لافتةً الانتباه إلى أن السبب هو حصول تقارب بين «الاخوان» وإيران، وبدء تنفيذ الاتفاقات الاقتصادية والسياحية بين مصر وايران، التي تقضي باستقبال مصر السياح الإيرانيين ضمن قوافل منظّمة ودخول المصريين إلى إيران من دون تأشيرات مسبقة.

 

 

السابق
ما يجب أن يسمعه السيد حسن نصرالله
التالي
حزب الله “التوافقي”… هل ينأى عن سورية