الشرق الأوسط: مواقف بعض المسؤولين اللبنانيين لا تنسجم مع سياسة النأي بالنفس

لم يكد المسؤولون اللبنانيون يستوعبون «التحذير» الذي أطلقه مجلس التعاون لدول الخليج، بضرورة التزام «النأي بالنفس» في الأزمة السورية، حتى سرت شائعة اقتصادية – سياسية أطلقتها وسائل إعلام قريبة من “حزب الله”، مفادها أن مستثمرين سعوديين سحبوا نحو مليار دولار من ودائعهم بعد بيان المجلس الذي أبلغه أول أمس الأمين العام عبد اللطيف الزياني للرئيس االبناني ميشال سليمان.

ورغم أن أوساطا مصرفية لبنانية نفت بشدة هذه الشائعات التي لم تؤيدها أي من المعطيات في قطاع المصارف أمس، فإنها أرخت بظلال من القلق الاقتصادي، وأسهمت في إذكاء السجال حول تصريحات وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور في اجتماعات وزراء الخارجية العرب الاربعاء، والتي كررها الخميس في تصريحات متفرقة أدلى بها لوسائل إعلام لبنانية.

رد السفير السعودي لدى لبنان «التحذير» الذي أطلقه مجلس التعاون لدول الخليج، بضرورة التزام «النأي بالنفس» في الأزمة السورية، إلى ملاحظة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن «ما صدر مؤخرا من مواقف عن بعض المسؤولين اللبنانيين لا ينسجم مع ما تم إعلانه من قبل السلطات اللبنانية حيال سياسة النأي بالنفس، لذا جاء مضمون الرسالة واضحا وصريحا».

وقال السفير علي عواض عسيري لصحيفة «الشرق الأوسط» إن الزيارة التي قام بها الزياني إلى لبنان «توضع في إطار حرص قادة دول مجلس التعاون على العلاقات التي تجمع دولهم وشعوبهم مع لبنان وشعبه الشقيق، كما أن الرسالة التي نقلها معالي الأمين العام لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تعكس اهتمام قادة دول مجلس التعاون بالتطورات الجارية على الساحة السورية، حيث يعتبر القادة الخليجيون أن من الأهمية أن يلتزم لبنان سياسة النأي بالنفس ومضمون ما عُرف بـ(إعلان بعبدا) الذي أقرته الدولة اللبنانية وكل القوى السياسية».

وأمل عسيري أن يتجاوب المسؤولون اللبنانيون مع رسالة قادة دول مجلس التعاون، وأن يعملوا على إبعاد الساحة اللبنانية عن التأثيرات الخارجية خلال هذه المرحلة الدقيقة، مؤكدا أن دول الخليج وفي طليعتها السعودية تتمنى للبنان أن ينعم بالأمن والاستقرار وأن يعزز أبناؤه وحدتهم الوطنية ويعملوا من أجل المصلحة الوطنية.

السابق
أفضل خمس مدن لسياحة العُزّاب
التالي
لبنان في لائحة أقوى 100 امرأة