العميد وهبي قاطيشا: الحكومة مرتهنة لأنظمة المبايعة للإسرائيلي

رأى مستشار رئيس حزب «القوات اللبنانية» لشؤون الرئاسة اللواء المتقاعد وهبي قاطيشا ان التطورات الأمنية الاخيرة، اكثر من طبيعية في بلد تنأى حكومته بنفسها عن حماية هيئة الدولة، معتبرا ان المشكلة الحقيقية الكامنة وراء تسارع الاحداث الامنية المتفرقة على مساحة الوطن هي تسليط المعنيين بالامن الضوء على النتيجة وليس على السبب، فمن تحرك الشيخ احمد الاسير في صيدا، الى التعرض لحرمة مسجد محمد الأمين، الى اشكال الشيخ داعي الاسلام الشهال مع الجيش في مجدل عنجر، الى حكاية ابريق الزيت مع الموقوفين الاسلاميين في سجن رومية، كلها احداث ما كانت لتحصل يوم الجمعة الفائت لولا وجود دويلة مسلحة خارج اطار الدولة، اعطت الآخرين ذريعة لحمل السلاح بحجة الدفاع عن بيئتهم وطائفتهم من هيمنة «حزب الله» ومن طغيان سلاحه.

ولفت قاطيشا في تصريح لـ «الأنباء» الى ان مصلحة «حزب الله» تقضي باستدراج هذا وذاك من الطائفة السنية الى الغرق في اعمال امنية مسلحة وفي اشكالات مع الجيش والقوى الامنية، وذلك لاحداث توازن بينه وبين الآخرين سواء لجهة حمل السلاح ام لجهة الاخلال بالامن، بدليل ان حليف الدويلة المسلحة العماد عون، تساءل مرارا وتكرارا عن امكانية اجراء الانتخابات النيابية في ظل وجود مسلحين في عكار وصيدا، ناهيك عن محاولاته الدائمة اخافة اللبنانيين من وجود شبح سلامي متطرف يقف على ابواب الكورة وينتظر اللحظات المناسبة للانقضاض عليهم، وذلك مقابل محاولاته تعمية اللبنانيين عن الجرائم الاجتماعية والاخلاقية والوطنية والامنية التي يرتكبها «حزب الله» ناهيك عن استماتته (أي عون) في تكذيب المؤكد حول وجود فصائل من الحرس الثوري الايراني على الاراضي اللبنانية.

ونبه الى ان اخطر ما يقوم به «حزب الله» وبغطاء من العماد عون، هو تجهيز جيوب عسكرية بكامل سلاحها وعتادها في عكار والبترون والكورة وكسروان والشوف واقليم الخروب والبقاع الغربي اضافة الى جبل محسن في طرابلس ولاسا في جبيل والرويسات في المتن، جيوب عسكرية تكون قادرة على النهوض ساعة يشاء الولي الفقيه، معتبرا بالتالي ان على مجلس الدفاع الاعلى معالجة هذا السبب بدلا من التغاضي عنه والذهاب الى معالجة النتيجة.

ولفت قاطيشا الى ان السيد نصرالله يحاول من خلال اطلالاته المتلفزة تجميل خطاباته عبر تحميلها الكثير من التضليلات والاوهام، وذلك اعتقادا منه ان تعمية الرأي العام عن معرفة الحقيقة تساهم في الدفاع عن سلاحه وعن قداسة المطلوبين للقضاء المحلي والدولي، بمعنى آخر يعتبر قاطيشا ان السيد نصرالله يعطي الرأي العام حلاوة من طرف اللسان انما على قاعدة «أتمسكن لأتمكن».

وردا على سؤال لفت قاطيشا الى ان الحكومة فاقدة لكل حس وطني، ومرتهنة من رأسها حتى اخمص قدميها الى انظمة المبايعة للاسرائيلي وليس الممانعة له، مشيرا الى ان قوى «14 آذار» فشلت في اسقاط حكومة «حزب الله» لسببين رئيسيين وهما ـ تمسك الاخير وحليفه العماد عون بها وذلك لما تقدمه من خدمات للسلاح غير الشرعي وللنظامين السوري والايراني، وثانيا لعدم امتلاك قوى «14 آذار» الوسائل الانقلابية اللازمة سواء بأسلوب القمصان السود والسلاح او بالوسائل التخريبية والعنفية، مشيرا بالتالي الى ان جل ما يريده «حزب الله» والعماد عون هو تسعير الخلافات حول قانون الانتخاب بهدف نسف الانتخابات النيابية وادخال المجلس النيابي في الفراغ واستلام الحكومة للسلطة التشريعية، معتبرا انه لو كانت نوايا السيد نصرالله صادقة لكان شدد في خطابه الاخير على ضرورة توافق اللبنانيين على قانون انتخاب لانقاذ الاستحقاق بدلا من اعلان تمسكه والعماد عون بلبنان دائرة انتخابية واحدة على قاعدة النسبية كبديل عن الاقتراح الارثوذكسي، مع علمهما انه اقتراح خلافي بامتياز.
  

السابق
صور مدينة الأرجوان تحتضر ومساع لإخراجها من غرفة الإنعاش
التالي
سلحفاة نافقة على شاطئ صيدا