حزب الله يستعّد لإستحقاقين كبيرين

فيما يستعد "حزب الله" لمواجهة إستحقاقين كبيرين، يخشى أن يُستدرج إلى قتال داخلي لم يحن أوانه بعد بالنسبة إليه.

الأول: يتحضّر "الحزب" لضربة عسكرية إسرائيلية محتملة في ضوء الترتيبات والمناورات الكثيفة على الحدود، وبعد سلسلة الإتهامات بضلوعه في تفجير بلغاريا والتحضير لعملية على سيّاح إسرائيليين في قبرص.

الثاني: يُخطّط "الحزب" وإيران عسكرياً للإستفادة من الفوضى المحتملة عقب سقوط النظام السوري، حسب تقارير غربية، ويُحاول "الحزب" نقل أكبر قدر ممكن من الأسلحة التي يُخزّنها في سوريا إلى أماكن أكثر أماناً، ومعظمها يُخبّأ في كهوف محفورة في جبال لبنانية.

كذلك توجهت بعض الجماعات الشيعية التي درّبها "حزب الله" سابقاً، لمحاربة قوات التحالف في العراق إلى سوريا، لمساندة النظام ومؤازرة "الحزب".

لذلك يخشى "الحزب" من أن تُلهيه قوى محلية رفعت منسوب تحدّيها له، ويحضّ على أن تتولّى القوى الشرعية معالجة هذه الفورة والتحديات الأمنية، كما يدفع في اتجاه التمديد للمجلس النيابي، لأن "الخطر الداهم هو أزمة وجود وليس لعبة إنتخابات".

من هنا، يعتقد خبراء عسكريون، أن القتال الدائر على جانبي الحدود اللبنانية – السورية بين "حزب الله" ومسلحي المعارضة السورية سيسلك وتيرة تصاعدية، وأن المناوشات اليومية ستستمر لا محالة، لأن كل فريق سيحاول تأمين خطوط إمداداته، والحؤول دون وصول الإمدادات إلى الفريق الخصم.

وهذه الإشتباكات التي ضجّ الحديث عنها في الفترة الأخيرة ليست جديدة، بل انطلقت العام الماضي، حيث نشط مقاتلو "حزب الله" في بلدة القصير السورية منذ سيطرتهم على منطقة حوض نهر العاصي التي تعتبر همزة وصل مهمة بين سوريا ولبنان، إضافة إلى أن "الحزب" يُخزّن موارده العسكرية في وادي البقاع الشمالي تحسّباً للمرحلة التي قد يفقد فيها العلويون السيطرة على دمشق، وتتفكك بالتالي سوريا، وربما تتشرذم إلى مناطق عرقية ودينية.

ولا شك في أن سيطرة "الحزب" على منطقة القصير ساهمت في تثبيت النظام السوري، أقله في حمص، وحافظت على وصول الإمدادات إلى الساحل والمناطق الشمالية في سوريا. لهذا السبب يشنّ "الجيش الحر" من وقت إلى آخر هجوماته على "حزب الله" ويُركّزها في منطقة القصير.

ويُرجّح محللون استراتيجيون أن تُصبح الإشتباكات أكثر كثافة، وأن تتسع رقعتها في الأيام المقبلة، ويُخشى أن تُطاول المناطق اللبنانية التي يتواجد فيها "حزب الله"، من أجل أن يُبرهن المتمرّدون السنّة لقادة الحزب "ما هو ثمن أن يكون وحده القوة المقاتلة الوحيدة التي تتوعّد وتعرض العضلات".

ولا يغيب عن بال أحد، أن العديد من السنّة اللبنانيين – وقسم كبير منهم يؤيد الخط السلفي – يدعو إلى دعم حركة التمرّد السنّية في لبنان لمواجهة "حزب الله" لكي لا يكون الوحيد القادر على التهديد والوعيد.

وفي المقابل، هناك العديد من السنّة الذين يخشون خوض غمار المعارك ضد "الحزب" ويعتبرونها سابقة لأوانها، طالما أن العلويين ما يزالون يُحكمون قبضتهم على النظام السوري. وكذلك فإن "حزب الله" لن يسمح لنفسه الإنزلاق في أتون حرب داخلية، لأنه منهمك في التحضير لمرحلة ما بعد الأسد ولحرب أهلية لبنانية قد لا يُمكن تفاديها.

السابق
مخرج لائق للأسير
التالي
الحكومة ترفض هبة بمليار دولار لخصخصة شركة الكهرباء