وهبي: نريد قانونا عادلا وهم يريدونه اعوج على حجم مصالحهم

التقى عضو "كتلة المستقبل" النيابية النائب امين وهبي النائبة بهية الحريري في مجدليون، في حضور منسق عام التيار في الجنوب الدكتور ناصر حمود. وجرى خلال اللقاء عرض الاوضاع على الساحة الداخلية والقضايا الراهنة.

ثم عقد وهبي ندوة في منسقية تيار المستقبل في الجنوب في عمارة المقاصد- صيدا، حاضر فيها عن "قانون الانتخاب"، وحضرها حشد من الشخصيات والمهتمين واركان المنسقية ولجانه ومكاتبه في صيدا والجنوب. وقدم للمحاضر الدكتور محمد حشيشو.

إستهل وهبي كلامه بتوجيه التحية لروح الرئيس الشهيد لرفيق الحريري في ذكرى استشهاده الثامنة، وقال: "تحية عطرة للرئيس الشهيد في ذكرى استشهاده واتمنى ان نكون جميعا أوفياء لدماء شهيدنا الكبير لذكراه لرؤياه ولكل ما قدمه لأجل لبنان من اجل ان نكمل هذا الطريق رغم وعورة هذا المسار ورغم صعوبة العقبات ورغم شراسة الذين يواجهون مشروع نهضة لبنان بمشاريع اقل ما يقال فيها مشاريع الصحوة المذهبية والطائفية".

ثم انتقل وهبي للحديث عن موضوع قانون الانتخاب مستعرضا القوانين المطروحة فقال: "في ما يخص القانون النسبي، تاريخيا طرح هذا القانون قبل الآن. النسبية طرحت في اوائل السبعيبنات. في ظل السلاح لا تستوي. ونعلن هذا الموقف بصراحة وبانفتاح وبمسؤولية. في غياب السلاح نحن منفتحون على كل اشكال النقاش والنسبية بالتالي اكانت جزئية ام كلية لن نقبل بها في ظل وجود السلاح. (الأمين العام لـ"حزب الله") السيد حسن نصر الله عندما حاول ان يبرر للبنانيين، كان هناك نوع من الاستخفاف بعقولهم عندما قال ان النسبية اذا كانوا يهددون بالسلاح تحتاج الى صاروخ. هي ليست بحاجة الى صواريخ ولا الى طائرات بل الى الى كلاشنكوف والجميع لديه. الجميع يملك سلاحا في لبنان… اكثرية الشعب اللبناني يملك السلاح في منزله بشكل فردي ولكن هناك فرق كبير بين السلاح الفردي الذي يشبه قشة على سطح المياه وبين السلاح المنظم الذي يشبه رأس جبل الجليد الذي يكون الجسم الاساسي للجبل واصل الى قعر المحيط. انطلاقا من ذلك هذه المقارنة لم تقنع اللبنانيين".

أضاف: "القانون الارثوذكسي خطير جدا. كل طائفة او مذهب تظهر على المجتمع اللبناني بحال مذهبية منظمة ومعبأة ومسلحة ومدربة. هذه الحال المذهبية تستفز التعصب والقلق وتثير الهواجس في كل الطوائف اللبنانية الاخرى. واليوم أحمل المسؤولية الأساسية عن الحال المذهبية المستشرية لـ"حزب الله" لأن اللبنانيين عندما تأسس "حزب الله" في العام 82 حتى آخر الثمانينات، كنا نرى فيه التعصب والحدة وعلم ايران مرفوع في التسعينات. ربما بدأوا، بنصيحة ما، يزيدوا من الكلام اللبناني في لهجتهم وأصبحنا نرى على الحاجز مثلا العلم الايراني وعلم "حزب الله" والعلم اللبناني. في ال96 كان للشهيد رفيق الحريري دور كبير في اتفاق نيسان وعندما انكفأ كل الاطراف في المقاومة، البعض منهم مضطرا او مجبرا، تفرد "حزب الله" بالمقاومة على الارض. عندما انجز الحزب التحرير، كل اللبنانيين اكبروا هذا الانجاز ونحن حتى اليوم نقول هذا انجاز مهم وعظيم ويجب ان نشكر ونقدس كل من ساهم فيه بالدم او بالعرق او بأي شيء آخر. عندما أمعن الحزب في تظهير هذه الحال حالا مسلحة مدربة معبأة تستعرض فائض القوة امام اللبنانيين كل يوم. تلجأ للدولة عندما تريد ان ترمي على الدولة نتائج سياساتها المرتجلة وتدوس على الدولة عندما تتعارض مع مصالحها. هذه الحال هي التي استفزت وهي المسؤولة عن زيادة منسوب التطرف والتعصب في كل الطوائف اللبنانية. وبتقديري، عودة هذه الحال الى وطنها والى حضن الدولة اللبنانية هو الذي سيدفع الى عودة كل اللبنانيين الى طريق الصواب".

وتابع: "بالتالي، القانون الارثوذكسي اليوم هو نتاج هذه الحال المذهبية التي انتجت حالات مذهبية في كل الطوائف. ويتبارى الدجالون على كل وسائل الاعلام ليتكلموا بكلام مقزز مقرف عن الطوائف ومصلحة الطوائف وتمثيل الطائفة، وهذا امر معيب. انطلاقا من ذلك، نحن نرفض هذا القانون لأنه يدمر الصيغة اللبنانية نهائيا لأنه اذا ما قدر لهذا المشروع ان يمر، ولن يمر، معنى ذلك اننا سنسمع كل طائفة في لبنان تصبح وحدة انتخابية. كل طائفة على صعيد الوطن هي دائرة انتخابية سيتبارى مرشحون وسيكون الصوت الاعلى هي الاصوات المتعصبة مذهبيا. ولن نرى في المجلس النيابي إلا صقور الطوائف.
نحن نتحسس في الجو الحالي ان هناك رغبة عند الفريق الآخر بتطيير الانتخابات وهذا الخطر يجب ألا ننزعه من رؤوسنا لأن العدل يقول ان تضع قانون انتخاب عادل يساوي بينك وبين خصمك وتذهب الى الانتخابات وتترك للشعب حق اعطاء الوكالة لمن يريد، اي اعطاء الاكثرية لمن يريد. "حزب الله" يريد اما قانون انتخابات يضمن له سلفا الفوز بالاكثرية تجعله يتحكم برقاب اللبنانيين بالمال والسلاح والشرعية الشكلية واما انه لا يريد هذه الانتخابات. بالنسبة لنا نتمنى ان نصل الى قانون انتخابات لا يحسم القضية لمصلحة أحد سلفا. ونحن نثق بشعبنا وبوعي الشعب اللبناني وقادرون من خلال خطابنا وشعاراتنا السياسية ان نربح الرهان. نستطيع ان نذهب الى الانتخابات ولا ينجح احد سلفا ولدينا ثقة بشعبنا ولكن اذا كان "حزب الله" لا يريد ان يذهب الى الانتخابات إلا بقانون يربحه سلفا فنحن لن نقبل بقانون يخسرنا سلفا".

وقال وهبي: "هذا هو الفرق بيننا. نحن نريد قانونا عادلا وهم يريدون قانونا أعوج على حجم مصالحهم. انطلاقا من ذلك، نعم هناك خوف حقيقي بأن يحاولوا تطيير الانتخابات النيابية. اذا استطعنا ان ندير المعركة بشكل جدي وبطريقة نجعل تطيير الانتخابات يكلفهم في السياسة، اعتقد ربما نستطيع فرض الانتخابات النيابية على من يريد ان يطير الاستحقاقات. هي أمانة للشعب اللبناني وبالتالي نحن سنجهد لأن يكون هناك انتخابات نيابية وبأن يقول الشعب اللبناني كلمته ولتكن الوكالة لمن يريد هذا الشعب الذي نثق به. انطلاقا من ذلك، أقول ان هناك امكانية كبيرة بأن يطيروا الانتخابات، في ضوء الواقع السياسي داخل لبنان والواقع في سوريا. كيف نقرأها؟ انا اقرأها وكأنها عوارض لمرض واحد، يعني حكومة ميقاتي وفشلها وارتباكها والفلتان الاقتصادي والامني والاغتيالات والتفنن في حجب الداتا… كل هذه الامور وكل هذا الانكماش وكل هذا الاداء السيء هي عوارض لمرض وحيد هو مرض وجود مساكنة بين دولة ودويلة هو عوارض لمرض اساسي هو المساكنة بين جيشين جيش شرعي وجيش خارج الشرعية".

وختم: "نحن كلبنانيين علينا ان نحصن الديمقراطية وفخامة رئيس الجمهورية (العماد ميشال سليمان) يبذل جهدا في هذا المجال. ولكن قناعاتي بأن هؤلاء اذا ما اتخذوا قرارا بإلغاء الانتخابات يستطيعون الغاءها واذا استطاعوا الغاءها يجب ان يكون لدينا القدرة بأن نحملهم مسؤولية هذه الجريمة".
  

السابق
إشكال بين الجيش ومسلحين في بلدة عرسال ومعلومات عن سقوط 3 قتلى وأكثر من 10 جرحى من عناصر الجيش
التالي
لقاء في بلدية صور مع وفد من تجار المدينة