لا تزال الازمة الغذائية في العالم احد ابرز المعضلات التي تشكل ضغطا على الاقتصاد العالمي ولا شك ان اسعار المواد الغذائية وتأثيراتها على الدول من ابرز الملفات التي يتعين معالجتها خاصة وان السنوات الماضية شهدت ارتفاعات في اسعار المواد الغذائية بشكل جنوني عالميا نظرا لعوامل عديدة ابرزها موجات الحر التي ضربت روسيا والتي ادت الى حرق مزارع شاسعة من القمح والارز، بالاضافة الى ارتفاع اسعار النفط عالميا وتأثيراته على حركة النقل والابرز والاهم هوالازمة الاوروبية، هذه العوامل تركت اثارا سلبية على اسعار السلع وكانت الدول النامية ومنها لبنان من ابرز الدول التي عانت من ارتفاع الاسعار خاصة وان لبنان يعد من ابرز الدول المستوردة للسلع الغذائية من ما ادى الى ارتفاع الاسعار وتفاقم الازمة المعيشية.
هذه الارتفاعات وبحسب منظمة الاغذية العالمية ستشهد انخافضا في الاسعار خلال العام الجاري اذ من المتوقع ان تشهد الاسعار انخفاضات تدريجية لاسباب عديدة فهل سيتأثر لبنان بموجة الانخفاضات وبالتالي تبدأ اسعار المواد الغذائية بالانخفاض بعد موجة طويلة من الارتفاعات؟ ان غدا لناظره قريب!
توقع خبراء اقتصاديون أن تشهد السلع الغذائية استقرارا في الأسعار على المستوى العالمي خلال العام الحالي 2013، فضلا عن تنامي توقعات قوية باتجاهها للهبوط بنسب محدودة مدعومة باستمرار أزمة الديون السيادية في الدول الأوروبية التي خلقت بيئة جديدة من ثقافة الاستهلاك لدى الأفراد تعتمد على اتباع سياسة تقشفية وفق المتغيرات التي تحيط بها بهدف الخروج من الأزمة المالية التي تعصف باقتصاداتها.
وأضافوا أن هناك أسبابا عدة أسهمت في إعلان منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «فاو» انخفاض أسعار المواد الغذائية للشهر الثالث على التوالي في شهر كانون الأول من العام الماضي، والتي تمثلت في حدوث طفرة في التقنية التكنولوجية التي تزيد من إنتاج السلع من الحبوب الزراعية والسكر ومنتجات الألبان ومشتقاته والزيوت واللحوم، فضلا عن تقليل الاعتماد على إنتاج الطاقة البديلة من خلال المنتجات الزراعية والاتجاه إلى الطاقات البديلة مثل الشمس والهواء والطاقة المائية، ما خلق بيئة متوازنة بين العرض والطلب وبالتالي انعكس بالإيجاب على انخفاض الأسعار على المستوى العالمي بصورة كبيرة.
