محطة الاتصالات الأميركية: مخاطر على السيادة

تفاعلت المعلومات التي كشفتها "السفير" حول طلب الجيش الأميركي إلى الهيئـة الناظمة للاتصالات، منحه رخصة إقامة محطة اتصالات ضخمـة على الاراضي اللبـنانية، تسـتند الى تقـنية "في سات" أو (V Sat).
علمت "السفير" ان هذا الموضوع سيكون حاضراً على طاولة لجنة الإعلام النيابية غداً، حيث يُتوقع ان تناقشه بشكل أولي، في انتظار عودة وزير الاتصالات نقولا صحناوي من السفر، للاطلاع منه على كل التفاصيل والمستندات. كما تناقش اللجنة في اجتماعها مشروعاً مقدماً من نواب في "14 آذار" لتعديل القانون 140 في اتجاه السماح للأجهزة الأمنية بالحصول على "داتا" الاتصالات. ويخضع الطلب، بحسب "السفير" الذي تقدمت به قيادة الجيش الاميركي للدراسة من قبل الهيئة الناظمة للاتصالات، تمهيداً لإحالة الملف على مجلس الوزراء، لمناقشته واتخاذ القرار المناسب.
وبرزت مخاوف حقيقية من الآثار التي يمكن ان تترتب على سوء استخدام مميزات تقنية "في سات" (V Sat أو Very Small Aperture Terminal)، التي تقوم على نقل المعلومات من القمر الصناعي إلى نقاط متحركة على الأرض لتخرج منها معلومات تُحمل إلى القمر الاصطناعي مجدداً. وما يغذي المخاوف إمكانية ربط هذه التقنية بأخرى مماثلة موجودة لدى العدو الإسرائيلي من دون أن يكون للسلطات اللبنانية أي علاقة بهذه الشبكة.
وتؤمن "في سات"، بحسب "السفير" أو ما يمكن تعريفه بخدمات المحطات الصغيرة عبر الأقمار الاصطناعية، خدمات اتصالات مختلفة باستخدام محطات الأقمار الاصطناعية الصغيرة وبواسطة هوائيات (أطباق) صغيرة الحجم. كما تتيح خدمات صوتية (هاتفية) للاتصال بين المواقع المختلفة أو من شبكات الاتصالات العامة وإليها، وخدمات معلوماتية لربط الحواسيب المختلفة وخدمات الاتصال المرئي (Video conferencing) والتعليم عن بعد (e-learning) والطب الاتصالي tele-medicine، إضافة إلى خدمات التحكم والمراقبة عن بعد لخطوط أنابيب النفط والغاز والمياه والكهرباء، وتعمل هذه التقنية على خطي الاستقبال والإرسال، كما يمكن القيام عبرها بالتحميل (upload) والتنزيل (download).
وأشارت "السفير" الى أن امتلاك الأميركيين لرخصة "في سات" يؤمن لهم شبكة اتصال منفصلة تماماً عن نظام الاتصال اللبناني، ويلغي للدولة اللبنانية أي سلطة على معلومات تنطلق من أراضيها أو تمرّ عبرها. ويتخوف كثيرون مما تمتلكه تقنية "في سات" من قدرة على خرق شبكة الاتصالات اللبنانية، ويكفي أن يتيح أحد من داخل شركة اتصالات معينة للأميركيين فرصة الربط بـ"منبع البيانات" (Data Source) حتى يصبح القمر الاصطناعي على اتصال مباشر بالبنية التحتية للشركة بجميع بياناتها.

السابق
ماروني:لتأليف حكومة انقاذية تشرف على المرحلة الانتخابية والسياسية
التالي
إهمال وانقسام سياسي يقفلان مقام الزويتيني في صيدا